مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

فتنة العصر

عزيزة المفرج
2014/04/29   09:56 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

عالمنا الإسلامي مكتظ بجماعات تكفير لا تجد صعوبة في قطع رأس مسلم موحد


نحن لا نعيش في عصر البعثة النبوية حيث الاسلام في قمة وهجه وعنفوانه، كما أننا لا نعيش في عهد الخلفاء الراشدين القريبين من عهد البعثة، والاسلام معهم لايزال في أوج قوته على الرغم من ان القتل طال ثلاثة منهم وهم المبشرون بالجنة، وأيضا نحن لا نعيش في عصور الخلافات التالية للبعثة، ولكننا أبناء عصر حديث يختلف بشكل كبير عن العصور الماضية، وفيه من المغريات، والمشغلات، والمستجدات ومشتتات الانتباه ما لا يعد ولا يحصى.نحن يا سادة يا كرام خلقنا لعصر يختلف تماما عن تلك العصور، ومع ذلك فنحن متمسكون بتعاليم ديننا الاسلامي بكل قوة، نمارس العبادات المفروضة علينا بحرص واصرار، ونتحلى بالأخلاق التي حض عليها ديننا ما وسعنا ذلك، ولا أخالنا الا من الفئة التي يعتز بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كمسلمين آمنوا به بقوة على الرغم من أنهم لم يروه، ولم يعايشوه، وخلقوا في زمان بعيد عن زمانه.مع ذلك خرجت علينا جماعات ترانا غير ذلك، بعد ان اختصرت الاسلام في نفسها، وركبها ايمان مطلق بأنها هي الفرقة الناجية، وغيرها مخلّد في النار، ولنتخيل ضخامة المشكلة، وكل فرقة من تلك الفرق الكثيرة ترى الاسلام فيها، والكفر في غيرها.نحن الآن نعيش في احدى تلك المحن الكبيرة، فعالمنا الاسلامي مكتظ بجماعات تكفير وترويع وارهاب، لا تجد صعوبة في قطع رأس مسلم موحد اذا أرادت ذلك، ما جعل أمن البلاد والعباد ينقلب الى رعب وخوف وفزع.عصرنا هذا عصر خطير بسبب أفراد تلك الجماعات التكفيرية المعادين للحضارة، الكارهون للتقدم، الذين يتمنون بشدة السيطرة على كافة بلاد العرب والمسلمين، ومن ثم حشرها حشرا داخل container ضخم، يرجع بهم 1200 سنة الى الخلف، ليعيشوا زمن الاسلام الأول، ومنهم تلك الجماعة التي أطلقت على نفسها مسمى اخوان مسلمين.تلك الجماعة حلمت بحكم بلادنا كلها، ولما ضاعت الفرصة الذهبية منها جن جنونها، وعمدت الى الانتقام الشرس ولا تزال، خاصة في البلد الذي هدم حلمهم على رؤوسهم.بلدوزر هؤلاء التكفيريين من الاخوان المجرمين جرف السودان وتونس، وليبيا، وجاء عند مصر وغرّز، وهذا ما أثار جنون أتباع الجماعة في جميع البلاد التي ينتشرون فيها، ولا نستثني منهم اخوان الكويت، الذين أصرّوا في السابق، على أنهم لا يتبعون التنظيم العالمي للاخوان، وأنهم سبق وأن انسحبوا من عضويته في التسعين بعد موقف الجماعة المخزي من قضية الكويت العادلة، ليأتي من الأحداث ما يبرهن على كذبهم ونصبهم على أهل الكويت، وها هم يفشلون في السيطرة على مكنونات نفوسهم التي تغلي من الغضب بسبب خسارة جماعتهم، فمنهم من أفتى بقتل السيسي الذي قضى على أحلامهم، ومنهم من كتب المقالات والتغريدات تعبيرا عن مشاعره المحطمة، ومنهم من بارك ذلك الاستهداف والقتل للضباط ورجال الشرطة والمجندين في مصر وجميعهم من البسطاء والفقراء بغير ذنب منهم.الاخوان المسلمين وغيرهم يرون أننا نعيش عصر جاهلية، ويريدون ان يصلحوا ذلك، ونحن نقول لهم عليكم بأنفسكم فأصلحوها أولا لكي لا تكونوا من هؤلاء الذين يأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم، ومتى ما وصلتم الى الصلاح الحقيقي، وقتها فقط سنكون واياكم بخير.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
570.9848
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top