مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

ابنك على ما تربيه

عزيزة المفرج
2014/04/26   09:39 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

كيف نحض أبناءنا على الاهتمام بالبيئة والحكومة تنسف ذلك كله بممارساتها


لنكن صرحاء مع أنفسنا، ونرى الواقع بعين مفتوحة، والا فاننا سنظلّ نلفّ وندور في نفس دائرة الفشل، ولن نخرج منها أبدا، لننضم الى مجموعة الدول الناجحة.الشباب وهم عماد المستقبل، والدينامو الذي يحرك عجلة الانتاج، نسبتهم عندنا تبلغ %49، فهل نتوقع منهم ان يكونوا كما نحبّ ونرضى، ونحن لا نوفّر لهم الظروف لذلك، ولا نتعب عليهم كما ينبغي، ولا نربّيهم كما نريد.هل سيتعلم طلبتنا الالتزام، ومعلموهم في المدرسة غير ملتزمين، وهل سينهلون من العلم جيدا وهم يأخذونه من مدرسين كثير منهم ليسوا على مستوى المسؤولية، وهل سيتعلمون قيمة العمل والجد والاجتهاد وهم يشاهدون غير ذلك عند أهلهم وأقربائهم، وأخيرا، هل سيتعلّمون الوطنية، وهم يرون شخصيات مشهورة أو فاعلة أو مؤثرة في المجتمع لا يقومون للنشيد الوطني، ويعتبرون علم البلاد مجرد خرجة لا راحت ولا جت، في نفس الوقت الذي يضعون فيه أعلام الدول الأخرى على رؤوسهم فخرا واعتزازا.ثم كيف نتوقع من أبنائنا الصغار ان يصدّقونا حين نقوم بتدريسهم تلك المواد التي تغرس في نفوسهم قيم المواطنة والولاء والحب للكويت، وضرورة القيام بكل ما من شأنه حمايتها والمحافظة عليها، وهم يرون الكبار يمارسون عكس ذلك كله.لنأخذ البيئة على سبيل المثال، كيف نحضّ أبناءنا على الاهتمام بالبيئة، وحمايتها برا وبحرا وجوا، وعدم تلويثها بالقاء القمامة والمخلّفات بمختلف أنواعها، ثم تأتي الحكومة وتنسف ذلك كله بممارساتها، ما يجعل جهود وزارة تربيتها بالتنوير البيئي جهودا ضائعة، لا فائدة من ورائها.ما فائدة كل تلك الدروس في مختلف المراحل عن تلوث البحر الذي يتسبب بنفوق الاسماك، وخسارة الثروة السمكية، وامكانية تعرض البشر لأمراض بسبب تلوّث لحوم الاسماك، وأبناؤنا يشاهدون ويشمّون (الخيسة) من تلك البؤر الفاسدة، الموزّعة على الساحل، بسبب مياه المجاري التي تصب في البحر مسببة تلوثا كبيرا يزكم الأنوف، فهل هناك مصيبة أكبر من ان الحكومة هي بنفسها من قامت ببناء تلك المجارير، دع عنك المصيبة الأكبر أنها مستمرة في تركها على نفس وضعها المؤذي.هل سيهتم ذلك التلميذ الصغير، ويحجم عن رمي المخلّفات في صناديق القمامة وهو يشاهد الكبار يلقون بأوساخهم في الشارع وبالطقّاق النظافة، وهل سيأبه للتلوث وهو يرى تقاعس الحكومة التي تسمح بكبّ الأوساخ في البحر، و(بجهينة) البيئة والثروة السمكية والشعب وسلامتهم.أخيرا، وعلى افتراض ان تلك المجارير خطأ قديم لا ذنب للعهد الجديد به، فلماذا اذن لا يتم اصلاح الوضع، ولماذا لا يتم التخلص من مياه المجاري بطرق أخرى أكثر تطورا وأمانا، بدلا من تلويث البحر بهذا الشكل المزري، الذي يعطي انطباعا بأنه اذا كانت الدولة لا تستطيع حماية سمكة في البحر، فكيف ستتمكّن من حماية الشعب.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1132.0007
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top