

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 05:42 توقيت الصلاة العشاء 18:46

مقالات

A A A A A

تغيّر الاحوال والأمان المنشود

عبدالله خلف

2014/04/22

09:48 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

لم تكن الانتفاضات عفوية بل خطط لها عندما رفعت دول الغرب يدها عن حلفائها

كان احد وكلاء وزارة الداخلية المعروفين يتسم بشخصية حازمة، ويعطي تعليماته لضباط الداخلية والشرطة ان يراعوا الامور الاسرية ومعالجة القضايا الفردية بطريقة التستر على الاخطاء الواقعة البسيطة وعدم تصعيدها الى الاجراءات المحاسبية والقضائية، ويكتفي بتأنيب المخطئين وتعزيرهم في النظارة والحجز في المخفر الى ان يرعوي او يصحو من سكره ان كان في حالة سكر، ثم يتم توصيله الى منزله وغالبا ما كانت الاخطاء الصغيرة تعالج بالردع الامني، ويتجاوب معها الرادع النفسي عند المواطن المخطئ.. لذا كان ذلك الوكيل وضباطه يطبقون تعاليم الحكماء من المسؤولين.. وتخمد الاخطاء العائلية بالتأنيب مع التهديد وان تكررت تتخذ مجرى القوانين والنيابة العامة.
لذا كان المجتمع يقدر هذه المعالجة الاسرية.
كان مجلس الوكيل كالمنبع العذب الذي يكثر فيه الزحام - ولا تجد مكانا شاغرا في ديوانيته حتى تقاعد واخذ المجلس ينقص تدريجيا من الذين ينتفعون منه، وبعد زمن قصير افتقد حتى اصحابه ورفاقه ولم يعد في ديوانه الكبير غير خادمه.
وفي يوم من الايام اخبر ان سمو الشيخ سعد العبدالله السالم رحمه الله سوف يزوره، وكانت هذه عادة سموه مع المواطنين.. فأوعز الوكيل المتقاعد الى خادمه لكي يتصل بأقرب اصدقائه الغائبين ويخبرهم ان سيده في حالة مرضية حرجة ويريد رؤيتهم، فتقاطر الاصدقاء للاطمئنان على صاحبهم.. هكذا حتى شغلوا بعض مقاعد الديوان، ورأوا صاحبهم بحالة حسنة، ولما تساءلوا قال لهم ان الشيخ سعد سيحضر وليس معه الا الخادم فانحرج ان يرى ضيفه الكبير حالة الديوانية وهي خاوية.. هكذا هُم الناس انهم مع الدنيا وصاحبها.
٭٭٭
الشاعر علي بن عيسى الوزير له حكاية في هذا الامر، عندما نُكب وزال عن الوزارة، تفرق عنه اصحابه ولم يعد يرى ببابه أحدا منهم، وكانوا يتزاحمون عليه من قبل، ولما عادت الوزارة إليه عادوا الى الوقوف ببابه وازدحم مجلسه فقال وهو يجيد نظم الشعر:
ما الناس الا مع الدنيا وصاحبها
فكلما انقلبت يوماً به انقلبوا
يعظمون أخا الدنيا فإن وثبت
يوما عليه بما لا يشتهى وثبوا
٭٭٭
ومن قبيل هذا، ان السلطان غضب على الوزير ابن مقلة، وأمر بقطع يده لما بلغه أنه زوّر عنه كتابا لاعدائه، فعزله، فلما عُزل انقطع عنه أصحابه وتحاشوه.
ثم ان السلطان ظهر له فيما بعد خطؤه، وان ابن مقلة بريء مما نسب اليه فترضاه ورد عليه وظائفه فأنشد يقول:
تحالف الناس والزمان
فحيث كان الزّمان كانوا
عاداني الدهر نصف شهر
فانكشف الناس لي وبانوا
يا أيها المعرضون عنّا
عودوا فقد عاد لي الزمان
وقال عبدالله بن كثير في هذا المعنى:
الناس أتباع من دامت له النّعم
والويل للمرء إن زلّت به القدم
لما رأيت أخلاّئي وخالصتي
والكل مستتر عني ومحتشم

وقال ابن الزيات:
صديقي ما استقام وإن
نبا دهر عليّ نبا
وثبتُ على الزمان به
فعاد به وقد وثبا

ويقول ابن الزيات:
وكنت أخي بإخاء الزمان
فلما نبا صرتَ حرباً عوانا
وكنتُ إليك ألوم الزمان
فاصبحتُ فيك ألوم الزمانا
وكنتُ أعدك للنائبات
فاصبحتُ أطلب منك الأمانا
هكذا هم الناس في كل زمان مع الدنيا وصاحبها.. انظروا الى الوزراء والنواب السابقين وقد خفتت أنوار مجالسهم ودواوينهم وهجرتهم الصحافة والإعلام وصاروا نسياً منسيّا.

< ضاع الأمن مع ثورات الربيع:

الدول العربية التي واجهت ثورات الشارع.. لم تكن الادارة الامريكية ولا الادارات في الغرب الأوروبي بغافلة عن وقوع الثورات التي اطلق عليها الرئيس أوباما: ثورات الربيع العربي، ولم تكن هذه الانتفاضات عفوية بل خطط لها عندما رفعت دول الغرب يدها عن حلفائها الرؤساء لكي يثور الشارع.
كانت هذه الدول العربية آمنة مطمئنة رغم تسلط الحكام.. الان تسلط الشارع وتهدم الامن وضاعت هيبة المؤسستين العسكرية والامنية، وانتشر الصراع وساد لصوص قطع الطرق.. ذهب الأمن الذي لا يقدر بثمن وبحثت كل أسرة عن سلاح يحميها.. وضاع الأمن.

عبدالله خلف

أخبار ذات صلة dot4line

يا عبدالله.. رفاهية الشعب بوجود الوافدين (2-2)

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

1949.9985


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة