مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الإعلام.. أسماك بلا عيون

وليد جاسم الجاسم
2014/04/21   10:46 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



تقرير تلفزيوني مرعب شاهدته على (العربية) قبل فترة لا أذكرها من كثرة تزاحم الأحداث وتلاحقها.
التقرير كان يصف الموقع المحتمل أن تكون الطائرة الماليزية المختفية منذ 45 يوماً قد استقرت فيه، وهو أعماق المحيطات.
يقول التقرير إنه على عمق 15 ألف قدم تحت سطح البحر يرقد سر الرحلة الغامضة للبوينغ 777.
ويشرح التقرير قليلاً المسألة فينوّه الى أنه بعد 4500 قدم تقريباً تختلف الحياة في الأعماق، وكلما ازداد العمق تغيّرت الحياة، حيث ستجد هناك البرودة الشديدة، وأسماكاً لا تمتلك عيوناً.. لأنها ببساطة لا تحتاجها، فالشمس لا تصل الى هذه الأعماق، فتعيش أسماكها في ظلام دائم. ثم يقول التقرير إن حطام التايتنك كان على عمق 12 ألف قدم ولم يكتشف إلا بعد غرق السفينة بنحو 70 عاماً، بينما يتوقع أن تكون الطائرة الماليزية راقدة على عمق 14800 قدم!!
أظن أن وزارة الإعلام الكويتية لا تختلف كثيراً في الموقع الذي ترقد فيه حالياً، إذ انها ترقد على عمق شديد جداً في بحر الإعلام يجعلها تعاني من صقيع برودة انعدام الحس المهني وصولاً الى العيش في ظلام دامس طامس يؤدي الى فقدانها القدرة على الإبصار الإعلامي السليم.. تماماً مثلما فقدت أسماك أعماق المحيطات عيونها.. من كثرة ما بقيت في الظلام!!
وإن كانت صدماتنا في وزارة الإعلام ومواقفها المتخلفة وتقاريرها التحريضية ضد وسائل الإعلام كبيرة، إلا أن البلسم الشافي كان في المواقف التي بانت من بعض وسائل الإعلام التي رفضت هذا التعسف، ومن عدد من النواب وقوى المجتمع المدني الذين أجمعوا على رفض أسلوب الشكوى المقدمة من الإعلام، ورفض أسلوب الغلق دون أن تعطى الصحيفة حتى حق الدفاع عن نفسها أمام القضاء.
إن كل كلمة حق تقال في رفض ما حدث من إجراء غير مقبول بإغلاق الصحيفتين اليوميتين هي في الواقع صفعة على وجه التخلف الإعلامي الرسمي الذي يرفض الاستيقاظ، ويصر على أن يكون مثل الأسماك في أعماق المحيطات، بلا عيون وبلا مشاعر أو حس مهني، فيظل يرزح في صقيع الأكاذيب وخداع النفس والسعي الى إرضاء من سينقلبون عليه يوماً.
٭٭٭
أسخف نكتة: وصف وزارة الإعلام نفسها في بيانها الصادر أمس حول إغلاق صحيفتي «الوطن» و«عالم اليوم» بأنها تتمسك باحترام الحرية الإعلامية!!
بيانهم كان بحاجة الى مقاطع موسيقى تعقب كل فقرة من فقراته تؤديها الفرقة الموسيقية المصاحبة للمونولوجست حمادة سلطان والتي تعزف مقطوعتها المميزة بين كل نكتة.. ونكتة!
٭٭٭
شكراً كبيرة جداً للزميلتين الكبيرتين جداً.. القبس والأنباء.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
2658.9982
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top