مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة حق

... كما عملته أقلام الصحافة

عبدالله الهدلق
2014/04/21   10:39 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



قصيدة خالدة نظمها شاعر العراق معروف الرصافي مطلعها:
أرى الأتراك في دار الخلافة
تمادوا في الخصومة والسخافة

ويعنينا أحد أبياتها وهو:
فما عملت رماح الحرب فيهم
كما عملته أقلام الصحافة

لأنه يؤكد عظم دور الصحافة كسلطة رابعة مؤثرة تتولى وفقاً لشرف ميثاق المهنة اظهار الحقائق وكشف الوقائع والنقد البناء ومحاولة اصلاح كل معوج من ممارسات خاطئة او افعال غير سديدة، وانها - أي اقلام الصحافة - شديدة التأثير في المخطئين والمتنكّبين الصراط المستقيم، وأن فعلها فيهم اقوى من رماح الحرب، واسوق تلك الحقيقة كتوطئة ومدخل للتعليق على ما يدور في هذه الأيام حول تسرع الحكومة في اغلاق الصحف ووسائل الإعلام مستخدمة قرارات ادارية لقمع الحريات وتكميم الأفواه في دولة الدستور والحريات والديموقراطية ومؤسسات المجتمع المدني وحتى الحكم الوقتي فهو كالقرار الاداري.
ان اغلاق الصحف ووسائل الاعلام بقرار اداري ودون الاستناد الى حكم قضائي نهائي ونافذ يمثل ردة فكرية كبيرة وتراجعاً قوياً في مجال حريات الرأي والنشر وتحجيماً وكبتاً لحريات التعبير التي كفلها الدستور، وتشويهاً لصورة الكويت الوضاءة في المحافل الدولية في الحقوق والحريات، وأمراً خطيراً لا يمكن قبوله.
لقد كان حرياً بالحكومة ان تنتهج اسلوب الصراحة والمكاشفة وعدم اخفاء الحقائق حتى لا تترك مجالاً رحباً للاشاعات والاقاويل والتكهنات والتوقعات، تُضطر معه الصحافة الحرة والنزيهة أن تمارس حقها الدستوري وفقاً للمادتين (36) و(37) من الدستور اللتين كفلتا حرية الرأي والصحافة والنشر وابداء الرأي والدفاع عن وجهات النظر وجمع المعلومات وايضاحها في وسائل الاعلام التي تحترم الرأي والرأي الآخر، وقد اعربت منظمات حقوق الانسان، وحرية الصحافة عن قلقهم بشأن التراجع الكبير في مجال حريات الرأي والنشر والتعبير مما يسيء الى سمعة الكويت ومكانتها لأن التسرع الوقتي في اغلاق الصحف ووسائل الاعلام امر مرفوض في دولة يفترض ان تكون رائدة في مجال الحريات العامة ولا سيما حرية الصحافة والرأي.
لقد دأبت بعض الجهات الأمنية على التعدي على المنشآت الصحافية واقتحامها بطريقة وحشية وغير قانونية فبالأمس القريب اقتحم احد رجال الامن مبنى صحيفة «السياسة» دون مراعاة لخصوصية المكان بحجة البحث عن مخالفين لقانون الاقامة، وتعامل مع رجال الصحافة العاملين في الصحيفة بمنتهى الفظاضه والغلظة وعدم الاحترام، مما يعطي للمتأمل ايحاء، بهوان الصحافة وقلة شأنها لدى الجهات الحكومية والامنية والاعلامية.
يا من يسارع الى تعطيل أو اغلاق صحيفة او وسيلة اعلامية بقرار اداري مخالف للدستور والقانون، أو بحكم وقتي لم يترك مجالاً للمشكو في حقه ان يمارس دوره القانوني في الدفاع والتوضيح والدفع ببراءته، «على رسلك، واعرف لرجلك قبل الخطو موضعها».

عبدالله الهدلق
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1108.0159
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top