مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

دولة الكويت وشركة تويوتا!!

محمد صالح السبتي
2014/04/15   11:20 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



- الشركة اليابانية تويوتا الصانعة للسيارات شركة مضى على انشائها قرابة 75 عاماً وأعلنت في العام الماضي أنها حققت أرباحاً بمقدار 18.8 مليار دولار أي ما يقارب 5.5 مليارات دينار وصنعت لسنة 2012 قرابة 9.9 ملايين سيارة ولها قرابة 316 الف موظف يعملون بها في جميع أنحاء العالم.. وهي في النهاية شركة.. لا تتعدى ان تكون شركة!!
- الكويت كدولة لها أيضاً حسب المعلومات المنشورة 394 الف موظف يعملون في حكومتها من الكويتين وغيرهم.. وايرادات ميزانيات الدولة ما يقارب 32 مليار أما الفائض وهو ما نستطيع ان نعتبر أرباحاً ان صحت التسمية فهو 8 – 10 مليارات دينار وطبعاً الكويت لا تصنع أي شيء كما تفعل شركة تويوتا!!
- نحن كدولة.. بالثروة.. بالنسبة للعالم أجمع قد نكون كواحدة من هذه الشركات العالمية وبلا أي شك ان هناك شركات ثروتها أكبر بكثير مما نملك نحن كدولة.. أما بالنسبة للانتاج والتأثير العالمي فنحن لا نمثل أي شيء ابداً وكثير.. كثير من الشركات تملك من أدوات التأثير ما نفتقده نحن تماماً!!
- أعقد هذه المقارنة في ظل حالة سياسية عقيمة في الكويت لا تلد أي شيء مع كثرة وشدة النقاشات.. ويلف هذه الحالة العقيمة غرور لا متناهى عند الكويتين الذين يعتقدون أنهم شعب الله المختار في المنطقة بحكم ما يتفاخرون به من دستور وأنظمة سبقوا بها غيرهم ومازالوا يعيشون على أوهام الماضي التليد!! ويأتي هذا العقم السياسي بثلاث مشاهد.. أولها: الكل يتفاخر على الكل بالاصل والفصل واحتكار الوطنية، وثانيها: ازدراء المخالفين واخراجهم من الثوب العام للوطنية، أو الاسبقية في الوطن.. وثالثها: العجز التام عن تقديم أي شيء للمجتمع بما في ذلك الحكومة أو الحكومات المتعاقبة!!
- هذه المشاهد الثالثة في هذه اللفافة بتلك الحالة العقيمة مع هذه المقارنة البسيطة تختصر لك الوضع في الكويت.. المشكلة يا سادة ليست في الثروة غنى وفقراً.. المشكلة تكمن في ادارتها سوءاً أو حسناً.. والثروة ليست أموالاً فقط فهناك منابع للثروة أكثر وأكبر من المال.
- الكويت اليوم تجلد على جدار سوء الادارة وضياع الثروات مادياً ومعنوياً.. وان كانت الحكومات تتحمل المسؤولية الاكبر الا ان باقي الفئات وأولهم السياسيون الظاهرون بمظاهر الاصلاح يتحملون معها المسؤولية لسوء ادارتهم ايضاً لمشاريعهم السياسية وعدم وضوح – أو عدم وجود الرؤيا.. في النهاية ان تجد نفسك ودولتك بما تملك من ثروات لا تساوي في نظر العالم الا كما تساوي شركة من شركاته.. ذاك في أحسن حال.. ومع ذلك تعيش وهم الجبروت والغنى والثروة التي لا يستطيع العالم الاستغناء عنها.. فذلك هو الوهم القاتل.. باختصار.. أقصر تفكيرك فيما ننجز وينجز غيرنا.. غيرنا من الشركات لا من الدول.. فستعرف الحقيقة!!

محمد صالح السبتي
@LawyerModalsabti
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1191.0122
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top