

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 06:33 توقيت الصلاة العشاء 18:46

مقالات

A A A A A

ديتوكس عقلي

وليد جاسم الجاسم

2014/04/14

10:40 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

مع تصاعد الهوس الإنساني بالصحة زادت التجارب و(الهبات) الطبية التي يقبل عليها الناس باندفاع.
الآن.. الصرعة الطبية المنتشرة هي حمية (الديتوكس) بهدف تخليص الجسم من السموم بالطرق الطبيعية. فأنت مادمت حيّاً تأكل وتشرب وتتنفس فإنك معرّض لتلقي السموم في جسدك الذي يقوم بدوره بالتخلص منها أو من بعضها وإفرازها خارج الجسد من جديد.
و«الديتوكس» وسيلة لتخليص الجسم من السموم بطرق طبيعية وعبر الأعضاء الداخلية للجسم التي يتم تحفيزها لأداء المهمة عبر نظم غذائية مدروسة فيتخلص من يمارسها من السموم وبالتالي يستشعر تحسناً في الجسد بما يحقق له حياة أفضل.
البقاء في الكويت لمدة طويلة يصيب العقل بمجموعة من (السموم) أيضاً مع الأسف، فنحن محاطون بسموم سياسية وسموم رياضية وسموم طائفية وسموم عرقية وسموم عنصرية وسموم مرورية وسموم روتينية من جراء الاضطرار الى التعامل مع الجهات الحكومية وإجراء وإنجاز المعاملات التي لا تنتهي.
وجدت مقالاً على النت لدكتورة اسمها مها رادميس تؤكد فيه على فوائد نظام (الديتوكس) لمن يعانون (الكسل – كثرة النوم – الزغللة في الإبصار – الصداع – الإمساك) وترجع الدكتورة هذه الأعراض الى تراكم السموم في الجسم بشكل يفوق قدرة الكلى والكبد على التنظيف، فيكون هنا نظام الديتوكس هو المخرج.
والحقيقة أن الكويت تعاني من نفس الأعراض، فهي بلد «كسول» بطيء الحركة والتقدم الى الأمام.
تعاني بلادنا ممثلة في السلطتين من «زغللة» شديدة في الإبصار تمنعنا من أن نسلك الطريق السليم.
أما «الصداع» فهو داء كويتي يومي، ومثلما أصيب به المواطن أصيبت به معظم الجهات الرسمية في الدولة.
أما «الإمساك».. فحدّث ولا حرج.. الوضع عندنا مولّي.. ويبيلنا تناكر من «الخروع» المركّز لإخراج كل الفضلات السياسية والاجتماعية التي تؤذينا.
هل سألنا أنفسنا.. لماذا يسافر المواطنون الى خارج البلاد مع كل إجازة رغم حبهم الشديد للكويت؟ أليس هذا السفر نوعاً من (الديتوكس العقلي) الذي يمارسه الناس؟ فهم يطردون خلال سفرهم السموم المتراكمة في قلوبهم وعقولهم فيعودون أكثر نشاطاً ومرحاً وصحة لممارسة حياتهم.
ربما يقول قائل إن المواطنين اللي على حد قد حالهم يسافرون لأنهم لا يمتلكون وسائل الترفيه الكافية في الكويت!.. ربما؟.. أو هكذا يظنون.. ولكن بالمقابل فإننا نرى الأثرياء ممن يمتلكون البيوت الفخمة والشاليهات الشرحة واليخوت المترفة والمزارع التي تحولت (ريزورتات عالمية) والسيارات الفاخرة، عدا عن امتلاك بعضهم شقق (العنفصة) والفساد والإفساد.. ومع ذلك تراهم أيضاً يتحينون الفرص للسفر أو لنقل.. الهرب من الكويت، وهذا دليل على حاجة الجميع الى (الديتوكس العقلي) الذي يعتمد أولاً على الهروب من البلاد قبل البحث عن الترفيه.
إن المتابعة اليومية لشؤون البرلمان وعلاقات السلطتين وما يتلازم معها من مشاكل تولد السموم في العقل والجسد والحل في «الديتوكس» إذاً.. ولكن إذا كانت الحالة متأخرة ومزمنة وتراكمت السموم كثيراً بما يفوق قدرات حمية الديتوكس فربما لا يفيد في هذه الحالة إلا (غسيل القولون) حمانا الله وإياكم منه.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

274.0077


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة