مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة حق

المالكي يواصل تدمير العراق وتهجير سكانه

عبدالله الهدلق
2014/04/14   10:32 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



شغل العنف الطائفي الذي نشره جواد/نوري المالكي في العراق والصراع السياسي، وانعدام الامن الذي وصل أسوأ درجاته، شغل العراقيين بالمحافظة على حياتهم وأمنهم وأمن أسرهم اكثر من الاهتمام بممارسة حقوقهم الديموقراطية، أو الالتفات الى قصاصات الورق التي تُلقيها طائرات الهليوكوبتر العسكرية العراقية فوق بغداد هذه الايام لاقناع المواطنين بالتصويت في «الانتخابات!!» التي ستعقد في الثلاثين من ابريل الجاري.
وتقول صحيفة «ايكونوميست» ان النظام الفارسي الحاكم في طهران سيبقي المالكي في السلطة كرئيس للحكومة وهو المنصب الذي تولاه منذ العام (2006) على الرغم مما سيواجهه من صعوبات متزايدة في تشكيل حكومة تآلف اخرى.
ومن المؤكد ان العنف الطائفي والصراع السياسي اللذين اجتاحا البلاد منذ تولي جواد/نوري المالكي منصبه كرئيس للحكومة منذ عام (2006)، ووصلا أسوأ درجاتهما في عامي (2007) و(2008) سيمنعان العراقيين من التصويت حتى ولو أرادوا ذلك، وتبرز الانبار – والحديث لـ«ايكونوميست» - المحافظة الممتدة جغرافيا على مساحة واسعة مجاورة للحدود السورية كواحدة من اكثر مناطق العراق خطورة، فقد زادت اعمال العنف هناك منذ ديسمبر الماضي حينما ارسل «المالكي» قوات خاصة لمهاجمة الرمادي عاصمة الاقليم واعتقال مجموعة من زعماء ورجال السياسة المحليين ولكنه فشل في اخضاع الاقليم بعد ان واجه مقاومة شرسة من زعماء العشائر والمقاتلين من ابناء «الفلوجة» ثاني اكبر مدن المحافظة، كما فشل في اجراء اصلاح سياسي واجتماعي وتوفير خدمات افضل للانبار، وفشل ايضا في وضع حد للعنف والصراع الطائفي الذي أججه.
ويعاني العراق من التفكك والانقسام واكبر عملية نزوح في تاريخه اذ تفيد تقديرات وكالات غوث وايواء النازحين والمهاجرين واللاجئين ان عدد النازحين منذ تولي جواد/نوري المالكي مقاليد السلطة في عام (2006)، قد جاوز اربعة ملايين مهاجر ولاجئ نزحوا الى الاردن ومصر واوروبا وامريكا وكندا واستراليا، هربا من الصراع الطائفي والعنف السياسي واعمال التفجيرات، بينما تشير الاحصاءات الى مقتل اكثر من (70) الف عراقي خلال الاعوام السبعة الماضية في اعمال تفجيرات وقتال بين الطوائف كان معظمها في بغداد والانبار.
ولن يتمكن المالكي وضباطه وجنوده من احتواء ثورات المكوّن السُّني في الانبار والرمادي والفلوجة، وغيرها ومن المؤكد ان عناصر الثورة السُّنيَّة في العراق يتسمون بالعزيمة وقوة التصميم، وباتت تلك الثورة تتجاهل على نحو متزايد اوامر الحكومة المركزية، ويسعى البعض الى اقامة حكم ذاتي أو الانفصال كما حدث في اقليم (نينوى) الغني بالنفط والمحيط بالموصل.
ويزداد التوتر بين المالكي ومنطقة الحكم الذاتي الكردي شمال العراق بعد اندلاع خلاف شديد بين الطرفين حول قرار المالكي منع ارسال اموال الميزانية الفيدرالية الخاصة بمنطقة الحكم الذاتي للاكراد، عقابا لهم على ابرام اتفاقيات منفصلة مع شركات النفط الاجنبية من اجل تصديره عبر تركيا.
احدى عشرة سنة فقط فصلت بين حدثين ففي بداية تحرير العراق عام (2003) ألقت المروحيات العسكرية الامريكية قصاصات من الورق حثت فيها الجنود العراقيين على عدم المقاومة واليوم تحلق المروحيات العسكرية العراقية فوق بغداد لتُلقي قصاصات مماثلة لكن لاقناع العراقيين بممارسة حقوقهم الديموقراطية والتصويت في «الانتخابات!!»، وعلى الجانب الآخر تُرهب ميليشيات المالكي الناخبين للتصويت له ودعمه، وهكذا تحول المالكي الى مهووس بالسلطة، ولم يتعلم من اخطائه بل خسر كثيرا من شعبيته بسبب عملياته الارهابية في الانبار والفلوجة وتداعياتها.

عبدالله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
3403.9877
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top