مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

شكراً للوزير الرجيب.. وعذراً لأبنائي وإخوتي الـ(500)

ناصر أحمد العمار
2014/04/12   11:38 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

العواطف ومشاعر الحب والأبوة لا تشترى ولا تُباع ولا يصدر بها قرار وزاري


اصدر وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الاسبق الفريق م.أحمد عبدا للطيف الرجيب في يونيو من عام (2012)، القرار رقم (2012/989) القاضي بعودتي الى قطاع الرعاية الاجتماعية وتحديدا مديرا لادارة الحضانة العائلية، وبمقتضى هذا القرار تكون مهامي الوظيفية بالاضافة الى المهام الادارية، تنفيذ مهمة صعبة للغاية، وهي ان العب دور الأب والأخ بكل ما تحمله الكلمتان من معنى، والا فالاعتذار عن القيام بأعباء هذه الوظيفة افضل بكثير من المضي بها قدماً.. اين المشكلة؟ تختص الادارة بتوفير جميع أوجه الرعاية الاجتماعية من خلال برامج اجتماعية، تربوية، نفسية، تعليمية ودينية هادفة، الى جانب الخدمات المعيشية الأخرى، فضلا عن توفير فرص عمل مناسبة لامكانيات ومؤهلات (عيالنا) من فئة مجهولي الوالدين، البالغ عددهم اكثر من (500) حالة (يوجد في بيوت الادارة ابناء من عمر اسبوع الى اكثر من خمسين عاما - ذكور/ اناث). والوزارة توفر جميع متطلبات العيش الكريم وفق اعلى مستويات الخدمة (خدمات 7 نجوم) لكن المشكلة تكمن في الخوف من عدم القدرة على القيام بتنفيذ دور الاب والاخ والصديق والحبيب والعزيز، مع اجادة تامة لهذا الدور، واتقان بلا حدود، حتى يقترن النجاح عند اول مناداتهم لك بعبارة (يبا) حينها تشعر فجأة بثقل الجبال على كاهلك، وعظم المسؤوليات الجسام التي يجب ان تتحملها، لسبب بسيط جدا، هو احساسك بصدق معاني الحروف التي خرجت عبر شفاه هذا النزيل او ذاك، مع ادراكك التام، ان من اطلق هذه العبارة محروم منها الى ان يقضي الله امرا كان مقضيا. تلبية نداء (يبا) لاتعرف لغة التصنيف او التوصيف الوظيفي ولا دربا الى القوانين او القرارات الوزارية.انها عبارة المحروم يستجديها للكريم خُلقاً والمحسِن عطاءً انها قيمة مضافة للموظف اذا اجاد الدور، وحسنات الخالق اذا حكم الصدق في النوايا، انها عملية معقدة التكوين والنتائج، لذلك كانت صعوبة المهنة والدور، او ان النجاح الباهر وفق منطق الكذب، في او على كل شي (هلا يبا آمر شنو تبي؟ تعال حبيبي، تفضل عزيزي، راح اسوي اللي تبي! وهكذا.....الخ) جرعات تخدير ووجبات خداعة تسكت بها مطالب محتاج او امنيات طفل يتيم!.
إن الصعوبة تكمن في ارتداء ثوب الابوة بمعناها الحقيقي، وبما ان العواطف ومشاعر الحب والأبوة، لا تشترى ولا تباع، ولا يصدر بها قرار وزاري ولا حتى قرار اداري، ولا تخضع للأنظمة الرسمية، ولا حتى لساعات عمل، او ان تخضع لمفاهيم الدورة المستندية، او علاقات الموظفين بمرؤسيهم، فالخدمة المقدمة لنزلاء هذه الادارة بعيدة عن اي اعتبارات مؤسسية، لذلك فهمت ان دوري الابوي في اداء رسالتي الوظيفية هذه يجب ان تقوم على:
- التفكير وهي خطوة أساسية في جميع أمور حياتنا. وحتى تنجز أي عمل لابد من التفكير السليم والتنظيم والتخطيط. وفي أغلب الاحيان أننا نهمل هذا الجانب لأسباب كثيرة منها غياب الرؤية تماماً كغياب الجهاز المؤهل الذي يمكن ان يعينك على بلوغ الهدف، (وقعت المشكلات لدينا ثم قمنا بعدها بالتفكير)!
- توفير بيئة آمنة اي الاستقرار العاطفي، والاستقرار النفسي، الذي يؤدي الى الترابط الروحي الوجداني المفقود الذي يحقق التوافق المهني بين الجانبين، من الصعب ان ينعم نزلاء الادارة بأي حال من الاحوال اذا شعروا بأن هناك خطرا يهدد كيانهم، منها منغصات اجتماعية أو مادية، أو حتى عاطفية، أصعب لحظات تمر على (عيالنا من ابناء هذه الادارة) اذا أحسوا ان حياتهم الاسرية مهددة بما يعكر صفوها، لعل القبول الاجتماعي ابرزها، ونعني القبول المرتقب من المجتمع وتحصين مشاعرهم من سهام عيون البعض ممن لايجيد نعمة البصيرة تجاههم!.
- البعد الايماني.. الاسلام أرسى قواعد الحياة الاسرية ورسم خطوط سيرها وأبعاد وجودها وأنماط تفاعلها، لم استطع ان التمس او اشعر بصلابة القواعد الايمانية الثابتة في استراتيجية العمل في مثل هذا الميدان الانساني الجبار، لذلك خشيت ان أخسر احترام قواعد المهنة تماماً كما يخسر الاختصاصي الاجتماعي شرف المحافظة على سرية العميل ومن ثم احترام نفسه!!.
شكرا للفريق معالي الوزير الاسبق احمد الرجيب على صدور القرار سالف الذكر لمكاسب ايجابية غاية في الاهمية تحققت لي على الرغم من تأخر صدور هذا القرار، وعذرا لخمسمائة من أبناء ادارة الحضانة العائلية لعدم تمكني وتشرفي القيام بدور المدير الاب، والمدير الاخ، والموظف العزيز والحبيب والطيب للأسباب عاليه.

ناصر أحمد العمار
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
267.0103
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top