مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

التعليم واغتراب الطلبة

د.شملان يوسف العيسى
2014/04/09   12:59 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

ما نحتاج إليه اليوم هو الانفتاح أكثر على الشعوب والأمم لكسب العلم والمعرفة منهم


تحظى الدراسات الاكاديمية الجادة باهتمام المسؤولين في مجال التعليم لان تضع مؤشرا مستقبليا واضحا لأسباب نجاح أو تعثر الطلبة ففي دراسة اكاديمية حديثة اجراها الدكتور عبدالوهاب الظفيري الملحق الثقافي لدولة الكويت في واشنطن حول احوال الطلبة المبتعثين للدراسة في الولايات المتحدة الامريكية.. ركزت الدراسة على الجوانب الاجتماعية والادارية والنفسية والاكاديمية.. وقد خلصت الدراسة الى ان اغلبية الطلبة يعيشون حالة من الاغتراب والعزلة النفسية قد تفسر حالة عدم الاستقرار الاكاديمي والفشل الدراسي الذي يعاني منه البعض، اذ اشار حوالي %46 من افراد العينة التي مجموعها 1408 طلاب وطالبات شاركوا في الاستبيان للدراسة الميدانية انهم يشعرون بالوحدة وضعف القدرة على الاندماج في المجتمع الامريكي، كما ان %30 ليس لديهم القدرة على تكوين علاقات مع اقرانهم الامريكان والاجانب و%12 من العينة يشعرون ان لديهم الرغبة في ترك مكان الدراسة والعودة للوطن هذا من الجانب الاجتماعي.. اما من الجانب النفسي فإن %33 لا يصفون الحياة انها مريحة في الولايات المتحدة وانهم يعانون من ضغوط نفسية كبيرة بسبب الوضع الدراسي وان %17 يشعرون انهم غير قادرين تماما على انجاز المهام الدراسية ويخافون من الفشل في هذه المهمة.. وان %12 من العينة لا يشعرون بالامان في المجتمع الامريكي وعند سؤال طلاب وطالبات العينة عن طبيعة الانشطة والبرامج التي يمارسونها في الحرم الجامعي تبين ان غالبيتهم لا يعرفون عن الجامعة سوى قاعات المحاضرات والمكتبة والمكتب الخاص بشؤون الطلبة الاجانب وليس هناك أي اهتمام بالبرامج والانشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية التي توفرها اغلب الجامعات ويقتصر وجودهم في اماكن معزولة خاصة بهم كمجموعات عربية خليجية مما يعمق العزلة التي يعيشونها.. اهتم الدكتور عبدالوهاب الظفيري بذكر الاسباب التي ادت الى بروز هذه الظاهرة واكد ان الضعف الواضح في اعداد الطالب دراسيا من حيث اللغة الانجليزية والجانب الاكاديمي وهذا متعلق بضعف مخرجات التعليم العام، فطلبة المدارس الخاصة اكثر اندماجا ونجاحا في الحياة الاكاديمية والاجتماعية مقارنة بطلاب الحكومة كما ان الضعف في اعداد الطلبة لمواجهة متطلبات الحياة الجديدة في الخارج كما ذكر الظفيري ان بعض الجامعات الامريكية لا تملك برامج خاصة لادماج الطلبة في المجتمع الامريكي.
نشكر الدكتور عبدالوهاب على دراسته القيمة ونحن نؤكد بان كل ما طرحه صحيح ويمكن هنا ان نضيف بعض الابعاد السياسية لقضية الاغتراب.. عند قراءتي لبحث الدكتور المطول استغربت من ظاهرة الاغتراب لطلبتنا في الخارج.. فهؤلاء الشباب يعيشون في عصر العولمة والانفتاح وعصر المعلوماتية.. اذن لماذا يعزلون انفسهم؟
نحن خريجي الولايات المتحدة في السبعينيات.. حيث ذهبنا للدراسة في اوائل عام 1965 حيث فرض المكتب الثقافي الكويتي آنذاك علينا الالتحاق أو السكن لدى العائلات الامريكية التي ترغب باستضافة الطلبة الاجانب وكانت التجربة بالنسبة لنا ممتعة لاننا تعلمنا الاعتماد على الذات حيث علمتنا العائلات الامريكية ان نعتمد على انفسنا في ترتيب الفراش وتنظيف الحجرة وغسل الاواني وكنس المنزل وغيرها من الواجبات لأي اسرة بعد ذلك وعند التحاقنا بالجامعة انتقلنا للسكن الجامعي وهنا بدأ الاحتكاك بالطلاب الاجانب والامريكان حيث نعيش ونأكل ونشرب وندرس معا وبذلك كسرنا العزلة وتعرفنا على اصدقاء جدد من جيلنا الدراسي.
السؤال.. لماذا تغيرت الأمور الآن؟ قد يعود السبب الى كثرة الطلبة المبتعثين ومن الصعب ايجاد عائلات لكل هذه الاعداد الكبيرة.. لكن لماذا لا يسكن طلبتنا السكن الداخلي في الجامعة (الدورم) طلبتنا دائما يؤكدون بانهم لا يرتاحون للسكن الجامعي والعيش مع الامريكان والاجانب.. لكن السبب الرئيس الذي لم تذكره دراسة عبدالوهاب الظفيري هو بروز ظاهرة الاسلام السياسي في الكويت ورفض هذه الجامعات لأي احتكاك لطلبتنا بزملائهم الامريكان او حتى التعرف على نمط الحياة في الغرب المتقدم.
ما يحصل الآن لطلبتنا الجدد هو ان جماعة الاسلام السياسي ويمثلهم الاتحاد الوطني لطلبة الكويت (الاخوان المسلمين) يحرصون على معرفة كشف الطلبة الذين يدرسون في الغرب (بريطانيا – فرنسا – المانيا – امريكا.. الخ) ولديهم معرفة دقيقة متى سيسافر الطالب للدراسة في البلد المعين.. يستقبل طلاب الاتحاد الطالب الجديد في المطار ويتم اخذه مؤقتا لسكن خاص.. حتى يجدوا له سكن أو شقة خاصة ولا ينصحونه بالسكن مع النصارى أو اليهود في الجامعة، هنا معظم الطلبة مرتاحون لان العيش بالغربة لشاب لم يتعود على السفر وحياة العزلة لذلك يبدأ دراسته بالانتقال من المحاضرة الى المكتبة والاحتكاك بالطلبة العرب والمسلمين او جماعات الاسلام السياسي.. بعض طلبتنا مع الاسف انخرطوا بالعمل الجهادي بعد وصولهم للولايات المتحدة.. حيث تم غسل ادمغتهم وزجهم للجهاد في افغانستان.
واخيرا نتساءل ما العمل؟ وكيف يمكن تهيئة الطلبة للدراسة في الغرب دون معاناة من العزلة والاغتراب.. مقترحات الدكتور عبدالوهاب مفيدة.. لكن نستغرب كيف يحصل ذلك في مجتمع كان ابناؤهم واجدادهم يعيشون في افريقيا وزنجبار والهند واندونيسيا للعمل وكسب الرزق والانصهار في حياة الشعوب ومعرفة لغتهم وطباعهم بدون مشاكل، ما نحتاج اليه اليوم هو الانفتاح اكثر على الشعوب والامم لكسب العلم والمعرفة منهم.

د. شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
273.0155
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top