مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

على المحك

«علي العمير.. وحرمة المال العام!!!»

عبدالرحمن المسفر
2014/04/01   08:44 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

من دخل إلى الملعب السياسي فعليه أن يتحمل المسؤوليات والتبعات


«الرأي العام المحلي لن يغفر للمتسترين على الأطراف الفعلية المتورطة في قضية الداو، ولن تنطلي عليه نتائج لجان التحقيق الحكومية، ولن يقتنع بإطالة أمد كشف الأسماء المتسببة في صناعة خيوط تلك الكارثة»- من وحي المنطق-.
من يفقه في بحر السياسة ولو قليلا، فلا يمكنه ان ينكر مدى الحرج الشعبي الذي يقع فيه وزير النفط علي العمير ازاء تطورات ملف الداو وبخاصة بعد انتهاء تقرير ديوان المحاسبة الأخير في ذلك الموضوع وتلويح النائب يعقوب الصانع بمساءلة الوزير المعني خلال أيام ما لم يقم باحالة المخطئين الى النيابة العامة، كما أنه لا ينبغي من منطلق «فقه الواقع» أن نغفل دور التجمع الاسلامي السلفي الذي ينتمي اليه الوزير العمير في وضع الحلول المقبولة للخروج من هذا المأزق، وهو ما يعني ضمنيا وقوع هذا التجمع- وعلى نحو استثنائي في ملف الداو- في امتحان صعب متعدد الزوايا سياسيا وشرعيا ووطنيا، وهذا ما دعا الناس الى التساؤل: أين موقفا النائبين عبدالرحمن الجيران وحمود الحمدان من تداعيات الداو الأخيرة؟! وهل كان واجبا- من باب الحصافة- ان يصدر التجمع الاسلامي السلفي بيانا وافيا وشافيا يضع عبره النقاط على الحروف ويوصد الأبواب على كل المتربصين؟!.
من دخل الى الملعب السياسي، فعليه ان يتحمل المسؤوليات والتبعات، وليس ثمة قدسية أو تنزيه لأي لاعب مهما كان، ومن أراد ان ينأى بنفسه عن مواطن الشبهات والقيل والقال، فليبذل ما بوسعه مما يقبله العقل ويقره المنطق القويم، ومن دون الأخذ بتلك الاعتبارات يكون ممارس العمل السياسي كمن سقط في وحل الظنون المريبة وانطبقت عليه الآية الكريمة «ألا في الفتنة سقطوا»، ومن الأمور المعلومة بالضرورة أنه كلما كان رجل السياسة ذا صبغة دينية أدى ذلك الى مزيد من التحوط والحذر، لئلا تكون صورته عرضة للخدش وسمعته محلا للطعن.
أخي الفاضل علي العمير.. كتبت مقالات عدة نصحتك خلالها بترك المنصب اذا لم تستطع الامساك بزمام الأمور في كارثة الداو، وحذرتك من ان يستدرجوك الى كمين طمطمة هذه القضية دونما الاشارة الى أي أسماء أو الاقدام على احالة المتورطين الى ساحة التحقيق ثم القضاء، وها هم يحاولون اقناعك بتبني تقارير لجان التحقيق الحكومية التي تحاشت مسألة «ادانة المتسببين في صاعقة الداو» أو حتى الايماء الى مراكزهم الوظيفية من باب رفع الحرج، وأنت تعلم- يا أخ علي- ان الرأي العام الكويتي وقواعدك الانتخابية لن يستحسنا أي تبريرات تخلو من أسماء مدانة أو خطوات جادة تذهب بالمخطئين الى النيابة العامة، فهل يعقل ان نقنع الناس بجدوى لجان حكومية تحقق مع جهات وشخصيات حكومية؟؟... حدثوا العاقل بما يعقل!، ولماذا الصدود عن تقرير ديوان المحاسبة الذي كشف مكامن الخلل التي بدورها ترشدنا الى مسؤوليات المشتركين في جريمة الداو وبما يتوافق مع قانون حماية الأموال العامة؟!.
ثمة أيضا من يحاول جر وزير النفط علي العمير الى خندق دفاعي هش يتمثل في التعويل على ما قد تصدره لجنة حماية الأموال العامة البرلمانية من تقرير في شأن الداو، وهذا إن حدث فسيرسم علامات استفهام مريبة، اذ كيف لنا ان نطمئن الى ما قد سيسفر عنه تقرير تلك اللجنة في ضوء ما يثار عن «تضارب مصالح وشبهة تنفيع» يتجسدان في مناقصة «الوقود البيئي»؟!، ونذكِّر الأخ الوزير- ما دمنا نتحدث عن هذه المناقصة - بأن يبادر بالاجابة عن أسئلة النواب في هذا الأمر، كي يقطع دابر الشكوك.
أخي «بوعاصم».. لن أسرد عليك سيلا من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال أهل العلم ومنهم السلف الصالح فيما يختص بحرمة الأموال العامة ووجوب صونها من العبث والعمل على ملاحقة من تجرأ على اهدارها بغير وجه حق، فأنت- أخي العزيز- كنت في حقبة من الزمن خطيبا تعلو المنابر وتؤم الناس في الصلوات وتعظ خلق الله في شؤون دينهم ودنياهم، واليوم أنت أولى الناس بالذكرى والموعظة، فقد قال بعض الوعاظ: «ان تذكير متقلدي المسؤوليات العامة باتباع الحق أوجب من تذكير عامة الناس».
أخيرا: العزيز علي العمير.... تحفر المواقف الشجاعة في الذاكرة وتتناقلها الأجيال، أما في يوم الجمع الأكبر فتثاب الأنفس بقدر ما عملت، اللهم اني بلغت فاشهد.

عبدالرحمن المسفر
Almesfer2013@hotmail.com
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1200.9992
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top