مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

الإخوان الآثمون

عزيزة المفرج
2014/03/29   10:05 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

بعد أن خسروا موقعهم في حكم مصر أفتوا بجواز الاستعانة بالكافر


خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعظيم مقامه، وجلال قدره، ورفعة مكانته التي لا ولم ولن يصلها بشر غيره، عندما أعرض عن المسلم البسيط ابن أم مكتوم، وهو يدعو أغنياء قريش طمعا في جذبهم للاسلام، جاءه العتاب سريعا من الله جل وعلا، من فوق سبع سموات طباق في الآية الكريمة {عبس وتولى ان جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكّى}، فكيف اذن يقبل شخص منا على نفسه ان يعبث بعقله شخص عادي مثله، لا يزيد عنه بشيء الا ببعض العلم الذي استقاه من الكتب، فادعى أنه معصوم، وأنه غير قابل للخطأ، وأن طاعته واجبة، والتذلل له مستحق ومستحبّ. كيف يقبل شخص، بلغ من العلم والفكر مكانا مرموقا، ان يكون بين يدي من أطلق عليه مرشدا كالميت، يقلبه كيف يشاء، ويفعل به ما يريد. كيف يرضى شخص على نفسه ان يكون كالبهيمة لا رأي له، فيسلّم زمام أمره لغيره كي يقوده كما يحبّ، حتى الى حتفه اذا رغب وأراد. ديار الاسلام، التي يذكر فيها اسم الله بلا انقطاع، وترفع فيها الدعوة للصلاة خمس مرات في اليوم، ويصوم أهلها الفرض والتطوع، ويحجون ويعتمرون الى بيت الله الحرام، ويبذلون من أموالهم زكاة وصدقة، كيف تمكنت الجماعة من اقناع هذا الشخص وغيره، بأنها ديار كفر، وأن أهلها أهل جاهلية، وبالتالي لا مانع من قتالهم، وسفك دمائهم. ثم اذا كانت تلك الجماعة التي ملأت أخبارها العالم جماعة دعوة، التفت حول هدف نبيل، أساسه العمل الدّعوي، فلماذا اذن لا يبذل أعضاؤها وقتهم وجهدهم ومالهم من أجل هداية أهالي تلك الديار للاسلام، أو للعودة للاسلام اذا كانوا قد تركوه، فيكسبون بهم وجه الله تعالى، ويقودونهم الى الجنة، بدلا من تركهم يدخلون النار، هذا اذا صدّقنا ما يقولون. لماذا لا يعاملونهم، وهم مسلمون مثلهم، بحب وود من أجل كسب تأييدهم واحترامهم، بدلا من مزاحمتهم على أمور الدنيا، ومنافستهم في كل مجال حتى في مجال السياسة الذي لا يخلو من الخداع والكذب، والتلون، والتحدّي الذي يورث الكراهية والبغضاء في القلوب. ان تلوّن تلك الجماعة مدوّن في سجلات التاريخ، وها هم، بعد ان خسروا موقعهم في حكم مصر، يفتون بجواز الاستعانة بالكافر في سبيل الوصول الى الحق، فالرسول، كما يقولون، استعان بكافر ليدلّه على الأثر حين أراد الهجرة للمدينة المنورة، ما جعلهم يطرقون أبواب أمريكا بالمعالق، لكي تساعدهم في استعادة الحكم، على الرغم من أنهم صنعوا صجّة ولجّة في التسعين، حين طلبت الكويت العون من أمريكا لتخليصها ممن غزا واستباح أرضها، ووقفوا بصفاقة وقلة حياء، أمام حقها في ان تعود لشعبها حرة أبية، لأنهم وقتها كانوا يرون في الاستعانة بالكافر حرمة، فسبحان الله مغيّر الأحوال. جماعة الاخوان أثبتت بالصوت والصورة أنهم أهل دنيا، ومنافقون، يظهرون غير ما يبطنون، فهم أفسدوا الدين بالسياسة، بدلا من ان يصلحوا السياسة بالدين، وها هم يمارسون القتل، والترويع، والارهاب ضد الأبرياء، في جميع البلاد، أفلا يحق لنا والحال كذلك ان نطلق عليهم مسمى الاخوان الآثمون.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
560.3781
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top