مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

القمة العربية..وماذا بعد يا عربُ؟

وليد جاسم الجاسم
2014/03/24   10:27 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



تلتئم في الكويت اليوم قمة عربية جديدة من عشرات القمم التي عقدت على مر عشرات السنين وكلها كانت مع الاسف تعقد (في ظل ظروف استثنائية صعبة) وكأنه كتب على دولنا أن تظل تدور في فلك الازمات المتتالية الى ابد الابدين، فلا نرتاح ابدا.. ولا يكتب لنا حتى فسحة كافية لالتقاط الانفاس واستعادة القوة.
الطموحات العربية التي كانت تختزل في استعادة فلسطين تقهقرت كثيرا وصارت محصورة في مجرد محاولة ضبط الحد الادنى من الامن والحياة شبه الكريمة للانسان العربي في العديد من الدول التي تعصف بها الازمات وتزلزل اركانها. فالعراق يعاني وسورية تعاني واليمن يعاني وليبيا تعاني ومصر تعاني.. وتونس التي تجاوزت الى حد ما سوء اوضاعها ايضا تحتاج الى المزيد من الجهد.
دول الخليج المفترض انها في الوضع الافضل عربيا ايضا تعاني من ازمات متعددة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وتنمويا واصلاحيا وما لم نأت على ذكره من دول يعاني أيضا وليس أفضل حالاً من غيره.
السادة.. رؤساء الوفود المشاركة في القمة العربية.. المسألة بالغة البساطة ويعرفها كل انسان وطرحت ربما آلاف المرات، وهي ان تحسين العلاقات ورأب التصدعات وتعزيز الخطوات التقاربية لا يكون الا عبر ربط المصالح، والمصالح هنا هي مصالح الأنظمة ومصالح الحكومات ومصالح الشعوب كلهم وليس طرفاً على حساب طرف وغير هذا الكلام لن يكون مفيدا او واقعيا، وستظل قممنا تدور حول نفسها.
المشكلة في دولنا العربية إن استثمارات أي عربي.. دولة كان او فردا او شركة تكون في مهب الريح متى عصفت العواصف السياسية، فلا يأمن مستثمر على استثماراته من تقلب الأمزجة السياسية والاقتصادية التي تطيح بحقوق المستثمرين وأموالهم في غمضة عين!! والشواهد كثيرة عربيا وحتى خليجيا.
الكثير من الاملاك طارت والكثير من الشركات تم الاستيلاء عليها.. والكثير من الاموال تبخرت.
تارة باسم (التأميم)، وتارة باسم (الإصلاح) وتارة باسم أحكام (القضاء) وتارة باسم (الفساد)، لكن النتيجة واحدة، فلا أمان في الاستثمار العربي – العربي، وان لم يخلق الأمان المفقود الذي يحمي المستثمر من التقلبات السياسية والقانونية والمزاجية فلن تتمكن دولنا من المضي قدماً لان مصالحها لم تصبح بعد مشتركة، وسوف تظل تدور في مكانها او تتراجع الى الوراء كما حدث من تراجع في السنين الأخيرة.
أتمنى أن ينسى القادة فلسطين وأزمتها لسنتين او ثلاث سنوات، فلن يضيرها شيء فهي منسية منذ 60 عاماً، وما فينا من العلل والمتاعب يجعلنا بالكاد قادرين على محاولة اصلاح انفسنا، فلا نحاول علاج فلسطين والعلل تفتك فينا فتكاً ومتى استصحت دولنا.. يمكن النظر إلى أزمة فلسطين.
اللهم وفق القادة العرب ووفق حضرة صاحب السمو أمير البلاد رئيس القمة العربية والقمة الخليجية في مهمته الصعبة، وهو أهل لها – إن شاء الله – بشهادة البعيد قبل القريب، سواء في احتواء الازمات الخليجية - الخليجية، أو العربية – الخليجية، أو العربية – العربية، أو العربية – الدولية.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
3399.9986
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top