مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

طوفة عروق

محنة الوطن.. مستمرة!!

منى العياف
2014/03/18   12:33 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image



نحن الآن في عام 2014.. هذا العام كان مقرراً خلاله الانتهاء من جامعة «الشدادية» التي مثلت حلماً لطالما انتظرنا تحقيقه، منذ ان صدر القانون رقم 30 لسنة 2004، بانشاء هذا الصرح ضمن مشروع الحلم التعليمي للكويت المتمثل في انشاء (مدينة الشيخ صباح السالم الجامعية)، في منطقة «الشدادية»!!.
عشر سنوات مضت ولم تبن خلالها مدينة جامعية واحدة!! ولم يتحقق حلم على الرغم من انه صدر به قانون واجب النفاذ.. والذي صدر وقت ان كان صاحب السمو رئيساً للوزراء، وكانت هناك أولوية لانشاء هذه المدينة، وخروجها للنور لتكون اشعاعاً ومنارة علمية وتعليمية للوطن، وبنفس الوقت تحل مشكلة تزايد اعداد الطلبة والتي تفاقمت على نحو مخيف، وتسبب في استفحالها عدم قدرة الدولة على استيعاب كل تلك الاعداد التي تخرج من الثانوية كل عام!.
٭٭٭
كيف نصدق ان هكذا حلماً في دولة مثل الكويت مستحيل التحقيق؟ دولة يفترض ان لديها فوائض بمليارات الدنانير، وعندما تحتاج الى تطوير نفسها ومقدراتها تفشل وتخفق في ذلك ويمتد الاخفاق عشر سنوات كاملة تبددت خلالها جهود وانفقت ملايين.. ومع هذا ضاع الحلم او يكاد.. بلا سبب مفهوم! بل صدقوا أو لا تصدقوا فان الحكومة تطلب تمديد موعد الانشاء خمس سنوات كاملة؟!.
أي محنة نمر بها؟! أي فساد واحباط حل بنا وببلدنا؟ أهذا هو جزء من الفساد الذي (لا تستطيع ان تحمله البعارين)؟!.
٭٭٭
لقد جاء قرار انشاء هذه المدينة بقانون.. وهذا معناه ان القانون لم يطبق بالشكل الصحيح، وانه لم تتم محاسبة أحد من المنوط بهم التنفيذ ولم تتم معاقبة أحد من المسؤولين. بالله عليكم، هل هذا عمل مؤسسي؟ هل هذا عمل رقابي؟ من نحاسب اذن؟!.
ومن ضمن العروض الاعلامية، لقد شهدنا - تحركات رئيس المجلس الاستعراضية- قيامه بزيارة للمدينة الجامعية، وذلك تحت غطاء أو بالأحرى بذريعة تذليل العقبات التي تعترض التنفيذ..ويبدو ان الزيارة تمخضت عن لا شيء سوى الاستعراض.. فالحصاد المر الذي حصدناه كان تقدم الحكومة بطلب تمديد فترة انشاء المشروع ولمدة (5 سنوات) حتى يكتمل؟!.
٭٭٭
أين حمرة الخجل التي يجب ان تشعر بها الحكومة جراء هذا الوضع المهترئ، الناجم عن تأخر مشروع تعليمي كهذا، عقداً من الزمان وتطلب زيادة المهلة 5 اعوام أخرى.. من دون احساس بالمسؤولية تجاه الأجيال الحالية والمستقبلية؟!.
لو انه كانت لدينا رقابة حقيقية صحيحة على مثل هذه الحكومات التي تعاقبت على ادارة دولتنا لما وصلنا الى ما وصلنا اليه، ولو كان هناك استجواب واحد للحكومة كفيل بتلقينها درساً في احترام القوانين، والشعب.. ومكافحة الفساد واهدار المال العام لما كانت هذه النتيجة!.
٭٭٭
ومن المثير للدهشة والاستغراب في ظل كل هذا التردي والفساد وغياب الرقابة والضمير وغياب العمل والانجاز ان جهات إعلامية تعتبر طلب الحكومة تأجيل تنفيذ المشروع وتسليمه بعد 5 سنوات اخرى وبتعديل القانون هو انجاز يذكر لهذا المجلس!! قطعاً هناك نواب رفضوا الموافقة على مهزلة الحكومة وهؤلاء نشكرهم ونحييهم نيابة عن كل مواطن يشعر بالألم بسبب ما حدث، أما الموافقون على «تقاعس» الحكومة وقلة حيلتها فأقول لهم – وتذكروا مقالي هذا – ان التعليم والتنمية هما أمران على الرغم من أهميتهما القصوى يأتيان في ذيل قائمة اهتمامات الحكومة الحالية، وستجدون في نهاية المطاف «سنقبض من دبش»!.
٭٭٭
صندوق المعسرين والأسرة..
.. واستكمالاً لعصر انجازات هذا المجلس.. كما تصفه جماعة «الا الرئيس».. حيث جاء في سياق توصيفها لاقرار المجلس قانون صندوق الأسرة والمتعثرين ان المجلس واصل وتيرة الانجاز التشريعي!!.
والمضحك أو المبكي في هذا الأمر هو ان هذا الصندوق نفسه كان قد واجه أشد المعاداة والمعارضة، من هذه المجموعة التي تعتبره اليوم انجازاً تشريعياً!! وكل الكويت تتذكر ان هذه المجموعة شنت حملة ضارية على مؤيديه أثناء انعقاد المجلس المبطل الثاني، ولجأت الى كل الطرق لافشال الصندوق بما في ذلك استنهاض البنوك لاستنكار انشاء مثل هذه الصناديق للمتعثرين.. ونددت بأحقية المواطن في اللجوء اليها لحل مشكلاته المالية وتعثره.. واليوم تعد اقرار صندوق المتعثرين وصندوق الأسرة من القوانين المهمة والتي تم انجازها!.
أهكذا هي الكويت! الى هذا الحد باتت الدائرة محكمة علينا..اذا كان الأمر نفسه يصب في صالح مصلحتنا الشخصية وافقنا عليه؟! ونعلي قيمته ونؤيده، ونهدره لو كان لأجل المصلحة الوطنية العليا أو مصلحة المواطن!! ألم أقل لكم انها عملية بيع الكويت تجري على قدم وساق.. وان مستقبلنا مرهون بسطوة هؤلاء على المشهد السياسي!!.
٭٭٭
رسالة أخيرة..
تقديم التعازي هو من العادات الكويتية الأصيلة والواجبة، ولكن رسالتي الى سمو رئيس الحكومة.. ألا تلاحظ سموك وانت على رأس السلطة التنفيذية وجود كبار مسؤولي الدولة سواء من المدنيين أو العسكريين في واجب العزاء، وبالذات خلال الفترة الصباحية! هل يجوز ذلك؟! هل هذا هو عمل مؤسسي ترك اعمالهم وواجباتهم ومراجعيهم لتقديم التعازي؟! ولماذا لا يتم ذلك في فترة العصر!! فهذا الفعل في مفهوم العمل يسمى تسيباً وظيفياً، لهذا نرجو من سموك ان تمنع هذه العادة التي تسيء الى دولة المؤسسات، فاذا صلح الرأس صلح الجسد!!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.

منى العياف
alayyaf63@yahoo.com
twitter@munaalayyaf
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
374.0125
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top