مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

في السنة الثالثة لمذبحة الشعب السوري

د.عصام عبداللطيف الفليج
2014/03/18   12:20 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

كل ذلك لم يثن السوريين عن مبادئهم التي خرجوا من أجلها


لم أكن أتصور ان المذبحة السورية ستستمر ثلاث سنوات، وتدخل عامها الرابع بكل برود، ليتجاوز عدد القتلى 150 ألف شهيد، وتجاوز عدد الجرحى نصف مليون جريح، وناهز عدد المهجرين الخمسة ملايين لاجئ، بينهم مليون طفل!!
ولم أكن أتصور ان العالم «العربي» سيقف متفرجا، الا من مساعدات اغاثية هنا وهناك، لا تسمن ولا تغني من جوع، وخيم لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف، ويدعم كتائب مرتزقة تسيء للاسلام والمسلمين، ويشق صف الوحدة بين كتل المعارضة السياسية، امتدادا لخلافاتهم العربية الفكرية والسياسية!!
ولم أكن أتصور ان العالم «الغربي» بقدراته وجيوشه وامكاناته سيقف مكتوف اليدين كأن هناك ما يمنعه من التدخل، كبالع الموس، فهو يعلن رفضه اعلاميا لما يجري، وينافس العرب في الشجب والاستنكار، ولا تجد له أثرا ملموسا في ايقاف هذه المجزرة، لا على المستوى العسكري، ولا الأممي بسبب الفيتو، ولا في الدعم اللوجستي، ولا حتى في تخفيف أثر هذه المجزرة!!
ولم أكن أتصور ان «القانون الدولي» وجميع قرارات الأمم المتحدة، وجميع المعاهدات الانسانية، سلبت قدرتها ووقفت عاجزة أمام آلة الموت التي صنعها وأعملها البعثيون في حق الأبرياء والمدنيين.
في مثل هذه الأيام من شهر مارس عام 2011م، انطلقت صرخات الشعب السوري برفض القمع البعثي والحكم النصيري - الذي عشنا تفجيراته في الكويت في الثمانينيات، والذي عشنا تجربة احتلال نسخته العراقية عام 1990م - وأجمعوا على ان سورية لن يحكمها الا أبناؤها المخلصون، وبأن الطغمة الحاكمة منذ نصف قرن لا مكان لها على أرضها الطاهرة.
هل يعقل.. ثلاث سنوات من الذبح والسفك والقتل والاغتصاب والتدمير والتشريد والتجويع والقصف بالكيماوي.. وزد ما شئت من قاموس الظلم والاستبداد، بل واضف مسميات جديدة للقهر والعدوان، مما لم تشهده الأمم السابقة!!
الا ان ذلك كله لم يثن السوريين الأبطال عن مواصلة نضالهم، بذات المبادئ التي خرجوا من أجلها للتخلص من الاجرام البعثي، والحفاظ على وحدة أراضيهم.
لقد أهان حاكم دمشق البعثي العالم أجمع بعدم انصياعه لقرارات الجامعة العربية، ومؤتمر العالم الاسلامي، ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدم التزامه بجميع الاتفاقيات الدولية والانسانية بشأن الحروب والأسرى.. وغير ذلك، وعدم التزامه بقرارات مؤتمر جنيف 1 و2، ليتمم ذلك العناد والكبر والاهانة بدعوته للانتخابات الرئاسية، متحديا الشعب المنكوب والعالم العاجز، ليفرض نفسه مجددا جزارا لعقد جديد، وليظل العالم أجمع يراقب فنه واستعراضه لمواهبه في القتل والتدمير!!
لقد أصبح الاسلام «السني» مستهدفا من الجميع، شئنا أم أبينا، وأصبحت ابادته بيد أهله، ولكن الله حافظ لهذا الدين، شاء من شاء، وأبى من أبى، والله ناصر دينه رغم أنف الحاقدين والكافرين والمنافقين والبعثيين والنصيريين.. وكل من خالف ملة هذه الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل.
فلننصر الشعب السوري بما جادت به أنفسنا من الخيرات والدعوات، مقدرا ومفتخرا بالدور الكويتي الكبير في نصرته، لتكون دولة الكويت الأولى على مستوى العالم في الاغاثة بإقرار وشهادة أمين عام الأمم المتحدة.
٭٭٭
«أرفع الناس قدراً من لا يرى قدره، وأكثرهم فضلاً من لا يرى فضله». الامام الشافعي.

د. عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
371.0056
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top