مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

التعليم: منظورهم ومنظورنا

د.شملان يوسف العيسى
2014/03/15   10:45 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

نمنح الطلبة أموالاً حتى يداوموا ومع ذلك لا يلتزمون بالتعليم


نشرت مجلة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية التي ترجمتها القبس ووزعتها على المشتركين لشهر مارس 2014 مقالا رائعا للكاتب الفرنسي الآن بوبلار تحت عنوان «الأهالي شركاء في اصلاح التعليم».
ذكر الكاتب بان هناك جدلا دائرا في فرنسا حول التعليم الحكومي، وبما ان الدول قد سنت قوانين منذ العام 1881 خاصة بالزامية التعليم حيث يفرض على الاهالي ادخال ابنائهم المدرسة، مقابل ذلك يمكن للاهالي ان يطالبوا بتوفير شروط التعليم للجميع بالتساوي في كل اراضي الدولة.
هنا في الكويت لدينا قوانين خاصة كذلك بالزامية التعليم وقد اقر مجلس الامة الاسبوع الماضي في مداولته الاولى والثانية قانون التعليم المجاني، وهي خطوة رائدة.. الفرق بين فرنسا والكويت هنا ان النواب في مجلس الامة الكويتي طالبوا بتحسين التعليم، فالنائب الزلزلة اكد بان مخرجات التعليم كبيرة من الثانوية العامة والجامعات وهم يواجهون مشكلة القبول وقلة عدد اعضاء هيئة التدريس وطالب بزيادة ميزانية الدولة للتعليم الجامعي حتى يتطور التعليم.. النائب صالح عاشور ذكر بأن الكويت لم تنجح في ايجاد تعليم متميز واعترف بان اقطاب وزارة التربية لم يكونوا تربويين من الاساس.. فكيف نرقى بالتعليم؟!.
في فرنسا تخفض الجمعية الوطنية (البرلمان) المنح الى المجالس الاقليمية بقيمة 1.5 مليار يورو لعام 2014 كخطوة اصلاحية لكن هذه الخطوة حسب المقال زادت الفوارق بين البلديات (المناطق) الفقيرة والغنية.. فالدروس الاضافية للنشاط بعد المدرس تمولها البلديات حسب الامكانيات المتوفرة.. اما المناطق التي تعتمد على مجانية التعليم فلم يعد الزاميا على الاهالي في المناطق الفقيرة.
لاحظ ان المشرعين الفرنسيين خصوصا اليمين المحافظ يريد دورا اكبر للاهالي في التعليم بينما يرى اليسار اهمية ترك الامور للدولة.. في الكويت الجميع يسار ويمين في المجلس يريد من الدولة عمل المستحيل لتحديث التعليم بدون ان يكون هنالك اي دور للاهالي واولياء الامور.
المشكلة اذن تكمن في دور الاهالي للرقي بالتعليم.. اليمين الفرنسي في البرلمان يطالب من الاهالي ان يساهموا مساهمة فعالة في تعليم وتدريس ابنائهم في المرحلة الابتدائية لذلك وضعوا االلوم على العائلات الفقيرة لانها لا تهتم بتعليم ابنائها.. لذلك وضعوا قانون الحماية الذي وافق عليه الرئيس السباق نيقولا ساركوزي في ديسمبر عام 2002 الذي يفرض عقوبات جزائية – السجن سنتين وغرامة 30.000 يورو اذا قصرت العائلات في تعليم ابنائها خصوصا الذين تكثر غياباتهم.
نحن في الكويت حدد البنك الدولي اهم اوجه القصور وهي: نقص المعلمين الاكفاء – عدم ترجمة سياسة الاصلاح على ارض الواقع وكثرة غياب المدرسين والطلبة، فالمعلمون ينافسون الطلبة في الغياب.
في دول الاوادم يشرعون قوانين تتشدد في معاقبة الاهالي الذين يتغيب ابناؤهم عن الدراسة ونحن في الكويت لا يهتم الاهالي ولا الطلاب في الحضور والالتزام بالتعليم.
نحن المتخلفين في العالم الثالث في دولة النفط الريعية التي تمنح الطلاب والطالبات اموالا حتى يداموا، ومع ذلك لا يلتزمون بالتعليم، ما هو الدرس المستفاد من التجربة الفرنسية؟! اهم الدروس ان التعليم مسؤولية مشتركة فمادام التعليم مجانيا لماذا لا يحرص الاهالي على تعليم ابنائهم؟ مشكلتنا نحن المتخلفين بالعالم الثالث هي ان الاهالي متخلفون وليس النظام التعليمي لذلك يتركون مسؤولية التعليم على الحكومة التي تحتاج الى تعليم.. متى يتحرر الفرد من هيمنة الدولة والمجتمع يا ترى؟

د. شملان يوسف العيسى
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
542.0173
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top