مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

«حشد» مسلم!! (2-1)

حسن علي كرم
2014/03/09   11:40 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

أي إصلاح يتحدثون عنه وأي فساد يحاربونه إذا كانوا هم شركاء فيه!


ربما قد لا يجد مسلم البراك كلاعب سياسي محترف إلا ان يتوارى خلف الحشود الجماهيرية، فالظرف الذي هو يتعايشه حاليا جراء الملاحقات الامنية او القضائية على خلفيات قضائية غالبيتها ربما سياسية لا فكاك منها غير ان يتحصن بالجدار الجماهيري الذي اجاد، بل لعله متخصص في الحشد والتحصين الجماهيري. على طريق سوق حراج السيارات.
اعلان مسلم البراك على طريقة افلام الاكشن والمؤتمرات الصحافية الصاخبة عن ولادة تياره السياسي المنبثق من كتلة العمل الشعبي البرلمانية، يعلم هو قبل غيره انه يلد ميتاً او لنكن اكثر تفاؤلا معوقا، كما هو الحال مع التيارات السياسية التي ولدت بشعارات وطنية واصلاحية وماتت تحت مداميك المصالح الفردية..
الا ان ما يختلف عنه البراك هو كونه ملاحقاً قضائيا، فمن محاكمة مؤجلة الى محاكمة منظورة، فان فلت من احداها، فقد يدان – جنائيا او سياسيا – في اخراها، فبعض القضايا المنظورة في المحاكم والبراك طرف فيها بعضها سياسي، فالبراك كان كريما لم يستثن احدا اثناء عضويته البرلمانية، فلقد وزع كراماته على كل خصومه من السياسيين والاثرياء والتجار والوزراء والشيوخ واصفا اياهم اقلها اما بالفساد او الحرمنة (ما سلم من لسانه احد..!!).
الآن بعد توقفه عن الترشح فقد بات مواطنا عاديا غير محصن بالحصانة البرلمانية، فكان من الطبيعي ان يلاحق وتمطر عليه الشكاوى والمحاكمات، فلقد قيل «كما تدين تدان».
من خلال متابعتي لسيرة مسلم البراك البرلمانية انه يتحدث كثيرا ويشاغب اكثر ويستمع قليلا، وهذا إن صح معناه لا يريد من حشده للجماهير النصيحة او للاستماع اليهم بقدر ما يروم حاجته للاستقواء بهم سياسيا وامام السلطة بمعنى تخويف او ارهاب السلطة.
فأن يكون «حشد قيمة مضافة مميزة للعمل السياسي في الكويت»، فهذا الكلام يمكن استخدامه كمادة اعلانية او دعائية لسلعة استهلاكية او لمشروب ينزل الاسواق لاول مرة واما واقعا على الارض (خرطي) ربما اراد بذلك اقناع نفسه او اقناع تابعه (قفه) اما قوله «اننا نعتز بجميع المنتسبين الذين تم قبولهم في «حشد» وهم يشملون جميع شرائح المجتمع الكويتي، وهذا يمثل حالة انعكاس للوحدة الوطنية»، نقول العبرة في خواتيمها فاين مآل ومصير التنظيمات السياسية السابقة، وكيف تحولت من جماهيرية الى عائلية او فئوية، بما فيها التنظيمات السياسية الدينية التي أسوأ تنظيما وتسلطا عن التنظيمات غير الدينية او الليبرالية.
على الرغم من مضي عقود من العمل السياسي، وعلى الرغم من ان مجتمعنا قد بات مسيساً، لكن لا توجد ثقافة سياسية ولا يوجد فكر سياسي او مدرسة سياسية، فالدينيون يدورون في الفلك الديني والجنة والنار، ناعتين مخالفيهم وخصومهم بالكفر والالحاد، فيما الليبراليون لا تجمعهم مدرسة فكرية واحدة، بقدر دورانهم في فلك المصالح، فالكثيرون يتحدثون هنا عن الاصلاح ومحاربة الفساد، ولكن اي اصلاح يتحدثون عنه واي فساد يحاربونه اذا كانوا هم أو من مِن تياراتهم شركاء في الفساد ومعرقلين للإصلاح؟!
لا توجد جماهيرية للتيارات السياسية وانما هي تيارات (بونفرين) فيما الجماهير اذا صدقت مجموعة من الانتهازيين الباحثين عن الواسطات والمناصب والتكويش على خيرات البلد (قسيمة صناعية، قسيمة زراعية، جاخور... الخ).
نعود مجدداً الى «حشد» مسلم البراك فنقول يعلم مسلم البراك قبل غيره لا توجد في الكويت احزاب ناجحة او تيارات فاعلة، وتالياً فلن يكون لـ «حشده» فاعلية ان على الصعيد السياسي او الاصلاحي، والدفاع عن المال العام، كما يزعم، وانما اغلب الظن تظل حاجته هو الى الحشد «الجماهيري» للتمترس وتخويف السلطة لما يعانيه من ملاحقات امنية ومحاكمات قضائية.
البراك وعرابه وتابعه (قفه) والمطرودون من وظائفهم لن يكونوا فرسانا وابطالا للدفاع عن المال العام او مهندسي الاصلاح فالبراك وعرابه كانا احد اسباب الفوضى وتكسير هيبة القانون وتوقف نمو البلد، وتشجيع الغوغاء بالتجرؤ والاعتداء على رجال الامن!!
والبراك لن يكون قائدا جماهيريا ديموقراطيا وفي داخله يجنح للتفرد والتسلط وحشده اذا صدق لن يكون الا ميليشيات بهدف التخويف وفرض الاملاءات على السلطة.
«ولنا عودة...»

حسن علي كرم
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
2051.0005
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top