مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

القلم والحقيقة

«تبون الحكم واللا ما تبونه» في الاتفاقية الأمنية؟!.. (2)

نصار العبدالجليل
2014/03/01   10:16 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

يجب أن نتفق أن هذه الحكومات على سلبياتها فإن لديها إيجابيات كثيرة


لا بأس في اعادة مقدمة المقال (1)، «تبون الحكم واللا ما تبونه»، هذه المقولة كانت للأخ رئيس مجلس الامة الكويتي الحالي مرزوق الغانم. قالها للحكومة الكويتية، وهو في حينها كان يمثل جناح من اجنحة المعارضة السياسية الكويتية، ولكن ليست المعارضة السياسية الشرسة، وانما المعارضة السياسية الناعمة... لا اريد ان ادخل في مقاصد ولا نوايا الاخ مرزوق الغانم عندما قالها، ولا اريد العودة الى الوراء... فقط ذكرت هذه العبارة، لانها تذكرني بحال الحكومة الكويتية وحكومات دول مجلس التعاون الخليجي، مع ما يسمى بالاتفاقية الأمنية. ايضا تذكرت ماذا سيكون عليه حال الشعب الكويتي - لا قدر الله – ولو تغيرت الأحوال الى ما عليه دول الربيع العربي او دول الافساد العربي؟
عندما طُرحّ موضوع الاتفاقية الأمنية في الشارع الكويتي، كنت على يقين بان من اكبر المعارضين للاتفاقية الأمنية هم المعارضة السياسية الشرسة، لأنهم في النهاية هم معارضة من اجل المعارضة. وكنت على يقين ان هناك من يستأثر ويسير خلفهم. وعلى يقين من ان البعض سيعترض على اي شكل من أشكال التكامل والتعاون بين دول مجلس التعاون لمصلحة دول اخرى... وكنت على يقين بان بعض المصلحچية من النواب لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء، فهم فقط يبحثون عن القضايا الأكثر جدلا واثارة حتى يتكسبوا من ورائها، وآخرين من الأعضاء سيسيرون خلفهم ليستشفوا من جفاء الحكومة نحوهم ويمكن يهددون بالاستقالة بعد، وقليل ممن اعترضوا او تحفظوا على الاتفاقية الأمنية نظروا لها من الجوانب الفنية فقط في مخالفتها للدستور دون النظر الى المخاطر الداخلية والخارجية، وأخيرا وليس آخراً هناك ممن قد يتحفظ فنيا مع تقديم البديل وهؤلاء مما قد يطلق عليهم (المعارضة السياسية الايجابية، ممن يعترض ويقدم البديل).
لكن الغريب في الأمر، هم هؤلاء المعارضون الجدد للاتفاقية الأمنية، وعلى سبيل المثال الاستاذ الكبير الدكتور عبدالله النفيسي، فلم أتوقع ان يكون هو من المعارضين لتلك الاتفاقية، ولم أتوقع ان يكون اعتراضه للاتفاقية الأمنية اعتراضاً ظنياً كما جاء في تغريدته (الاتفاقية الأمنية غير مقبولة بصيغتها الحالية.. وعلى دول التعاون ان تثبت حسن نيتها في التطبيق حتى الآن.. هذا لم يتحقق. اذن نحن نرفضها)، مع ان الدكتور كان من الداعين الى الوحدة الخليجية بسبب مخاطر الخطر الايراني الذي استحوذ على الدول المحيطة بدول مجلس التعاون واصبح بين قاب قوسين وأدنى من التغلغل في عمق دول الخليج. الا اذا الدكتور عبدالله النفيسي يرى كما انا ارى وكما ذكرت في المقال (1) ان هذه الاتفاقية هي تحصيل حاصل ودليل على فشل دول مجلس التعاون في تحقيق مشروع الوحدة الخليجية، ولذلك هو يشكك في نوايا او قدرة دول مجلس التعاون في تحقيق الوحدة.
الأهم من هذا كله، انا هنا في هذا الجزء الثاني من المقال أوجه خطابي للسواد الأعظم من الشعب الكويتي. فأقول: نعم قد نتفق بان هناك مشاكل فنية في الاتفاقية الأمنية، وقد نتفق على ان هذه الاتفاقية هي تحصيل حاصل، وقد نتفق على ان حكومات دول مجلس التعاون فشلوا في تحقيق مشروع الوحدة الخليجية، وقد نتفق على ان حكومات دول مجلس التعاون لم يحققوا آمال شعوب دول مجلس التعاون، وقد نتفق على سلبيات الأداء الحكومي... لكن ما يجب ان نتفق عليه ولا نختلف عليه جميعا، ان هذه الحكومات على ما فيها من سلبيات فهي ايضا لديها ايجابيات كثيرة ولن تكون أسوأ من القادم لا قدر الله، مع النظر الى ما يحدث في العراق وسورية وتونس ومصر واليمن وليبيا، ومع النظر الى مخاطر التهديدات الايرانية التي تهدد الأمن الخليجي وخصوصا بعد عقد نكاح ايران بالشيطان الأكبر. وكذلك بالنظر الى المخاطر الداخلية للمعارضة السياسية الشرسة وتحالفها مع تيارات الربيع العربي او تيارات الافساد العربي. فأقول ما لنا الا هذا الحكم والحكومات، او كما يقال في المثل الكويتي (خشمك لو عوي)،.... فهل من مدكر؟!
اللهم احفظ دولنا وشعوبها وحكامها من كل شر وفتنة، وأدم علينا نعمة الاسلام والأمن والأمان.

م. نصار العبدالجليل
@alabduljalil123
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
273.0118
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top