مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

الصحة.. يا سمو الرئيس

وليد جاسم الجاسم
2014/02/24   01:03 ص

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



مازلت أعتقد أن أسهل جزء ممكن للحكومة التحرك عبره واسترضاء الناس وإقناعهم بأن لديهم حكومة حقيقية تعمل هو القطاع الطبي في البلاد.
لدينا أطباء كويتيون رائعون ومتمكنون وقدراتهم تضاهي أطباء العالم الأول، ولدينا أطباء وافدون مشهود لكثير منهم بالقدرات والتميّز، ولدينا الأموال الطائلة التي يتم بعزقتها ذات اليمين وذات الشمال، ولدينا الكثير من المنشآت الحكومية التي لا يحسن استغلالها ناهيك عن كمّ هائل من المباني والعمارات الممكن تحويلها في غضون شهور قليلة الى مستشفيات ومراكز صحية إذا وجدت الإرادة السياسية الحقيقية.
الناس مازالت تعاني إذا اضطرت للمراجعة أو العلاج في الحكومة.. وفي القطاع الخاص. فالطوابير دائماً طويلة والدور دوماً بعيد المنال.. والأجهزة محدودة، وهذا ليس له أي مبرر في بلد بثراء الكويت.
راجع لحالة طارئة مثلاً في أي مستشفى، الخدمات جيدة؟؟.. نعم، ولكن الانتهاء من الفحوصات للتأكد من مدى جدية الحالة الطارئة من شأنه أن يستغرق عدة ساعات متتالية لأسباب غير مبررة منها محدودية الأجهزة ومحدودية القوة البشرية العاملة ومحدودية غرف العناية ومحدودية الأسرّة الطبية، إضافة الى الضغط الهائل المتولّد عن وجود نحو 3 ملايين وافد في البلاد كلهم صارت لديهم واسطات ومعارف.. وربما صاروا هم من يضبطون للكويتيين مواعيدهم في المستشفيات والمراكز الصحية.
موضوع التأمين الصحي للوافدين أثبت فشله الذريع بل صار حافزاً للإصرار على المراجعة مع كل طارئ طبي مهما كان بسيطاً فازداد الزحام والضغط، وأظن أن المطلوب إيجاد إجراءات أخرى ذات طابع واقعي.. إما بزيادة الرسوم لضمان الجدية أو بتخصيص مستشفيات ومراكز طبية لمراجعات قطاع التأمين الصحي. أما استمرارية الوضع الراهن هكذا فإنها بالتأكيد غير مقبولة.
ولمن يوجهون التهم المعلبة الجاهزة وينعتون مثل هذه المقترحات بالعنصرية وتمكنوا من إيقاف مشروع وزارة الصحة السنة الماضية لتحديد ساعات لمراجعة الكويتيين وساعات لمراجعة الوافدين نقول لهم إن الكويتي في الخارج لا يحصل على خدمات طبية ولا غيرها مجاناً.. ولا حتى بمقابل رسوم زهيدة مثل رسوم التأمين الصحي التي يدفعها الوافدون في الكويت.
الكويتي إذا واجه أزمة صحية في الخارج إما أن يدفع الأموال.. أو يموت، ولا أحد هناك يصرخ ويستصرخ الضمائر داعياً الى الابتعاد عن العنصرية، فتوفير البلاد أي بلاد كانت الرعاية الصحية لأبنائها ليس عنصرية، وفرض الرسوم على غير أبنائها ليس عنصرية بل هو أمر تنظيمي ومن المتطلبات التي تفرضها العدالة. وفقط من يستثنى من ذلك هم أبناء مجلس التعاون الخليجي.
سمو رئيس مجلس الوزراء.. الصحة هي الملعب الأول الذي يمكن لك أن تحقق فيه إنجازاً سريعاً يحسب لك، لقد ضيّعت وقتاً كثيراً في قطاعات أخرى ونسيت أهم قطاع.. التفت الى الصحة.. وأرِح المرضى وستجني الحصاد سريعاً.. واذكرني.
واعلم يا سمو الرئيس أن التنمية ليست بالضرورة مشروعات ثقيلة دم ذات طابع نفطي ندخل دوماً في صراعات من أجلها، الصحة أيضاً استثمار وتنمية، والكويت مؤهلة لتكون مدينة طبية كبرى يقصدها الناس من حولنا ويدفعون فيها الأموال.. بل ويستثمرون معنا إذا وجدت الإرادة الحية.. وأنقذتهم من أخطبوط الفساد والروتين القادر على خنق أي رغبة جادة في العمل والإنجاز.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
انستغرام: @waleedjsm
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
539.9987
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top