مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

مسرحية «العالم من حولنا» (1)

د.عصام عبداللطيف الفليج
2014/02/10   09:37 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الصهيونية والغرب الصليبي حققا أهدافهما بالسيطرة على العالم بأقل التكاليف


استطاعت الصهيونية العالمية (اليهودية) بالتعاون مع الغرب (الصليبي) اجتياح العالم عبر «الغزو الثقافي»، مستعيضة بها عن الحروب التي كلفتها بشريا واقتصاديا وزمنيا، فانتقلت من المعارك القتالية الميدانية، الى الحروب الباردة الهادئة، ومن دخول البلاد المستهدفة احتلالا أو عنوة، الى دخولها بدعوة من تلك البلاد، ومن الجاسوسية التقليدية، الى تسابق العملاء اليهم من تلك البلاد، مستخدمة طرقاً متجددة من صحافة ووسائل اعلام (تلفزيون واذاعة..) ووسائل اتصال (علاقات عامة) ووسائل تواصل اجتماعي (فيس بوك وتويتر..)، وبالمطاعم والمقاهي والأزياء والماركات، والمباريات والكرنفالات والاحتفالات العالمية، وبالتالي تحقيق أهدافها للسيطرة على العالم بأقل التكاليف والبشر والجهد والوقت.
ولم يأت ذلك من فراغ، وانما جاء بعد دراسات علمية..سياسية ونفسية ودينية وتاريخية وفكرية وثقافية واجتماعية..وغيرها من التخصصات، وأخذوا يتعاملون مع كل بلد وكل ثقافة وكل دين بما يناسبها، بالتدرج وعدم الاستعجال، حتى يتم نضج الثمرة وقطفها بهدوء وسلاسة، وبدعم داخلي تلقائي، فتجد مجتمعات استجابت سريعا، ومجتمعات تأخرت قليلا، ومجتمعات تأخرت كثيرا، ولكنهم ماضون في تحقيق الهدف.
وبعد مرحلة زمنية من الاختراق الفكري والثقافي، وايجاد منابر اعلامية لهم معاهد ثقافية ومراكز دراسات استراتيجية (مظلة) بألسن تلك البلاد، وبدعم «مالي» ولوجستي لا محدود من سفاراتهم أو مؤسساتهم الموازية، وجدوا ان هناك قوى كبرى لا يستطيعون مواجهتها، ولكن استطاعوا لمرحلة ما «تحييدها»، واستطاعوا خلخلة ثقافتهم الى حد ما، وربطوهم بالثقافة الغربية نوعا ما.
ثم اتجهوا الى الجهة الأصعب، الجهة الأقوى ثقافيا ودينيا وعرقيا وتاريخيا، وهم العرب بشكل خاص، والمسلمون «السنة» بشكل عام، فقد كانت تلك البلاد الأسهل دخولا واختراقا من بلاد ما وراء الشرق، بلاد الهند والسند والصين، والأضعف ركنا، والأوهن تحالفا، فبدأوا بخلخلتها منذ بداية القرن العشرين بقضايا الفساد المالي والأخلاقي، وانتشار المراقص والكباريهات والسينمات والخمور في بلاد المسلمين والقيم العربية الأصيلة، ثم بتفكيك كياناتها الدينية والمذهبية والعرقية، فخرج المحتلون ووضعوا دساتير توزع الحصص على تلك الأسس، مما عمق التفرقة بين الشعوب في البلد الواحد بشكل تدريجي تحت مظلة «الدستور»، وحققت مرادها.
وانتقلت بشكل مواز الى مرحلة أخرى وفق عمق ثقافة تلك البلاد، وقوتها ومنعتها، حيث وجدت ان الدين الاسلامي والمسلمين هم الأكثر انتشارا وزيادة في العالم، فصنعت منهم هيكلا ضخما تحت مسمى «الصحوة الاسلامية»، وسهلت انتشارهم «السياسي» في العالم تحت رقابة دقيقة، وكانت البداية في دعم الجهاد الأفغاني من عدة اتجاهات، ماليا عبر الدول الخليجية، ولوجستيا عبر دول غربية، وسهلت – أو أمرت بتسهيل - دخول المجاهدين والأطباء العرب وتشجيعهم من دولهم دون محاسبتهم، وبعد الانتصار انقلبت عليهم واعتبرتهم عملا ارهابيا، ومنعت عنهم جميع المساعدات، واتهمت كل من تعامل معهم انسانيا واغاثيا من غير المؤسسات «التنصيرية» بدعم الارهاب، ثم جعلت الحرب بينهم، ليموت عشرات الآلاف المسلمين بأيدي المسلمين، لتحقيق حديث «الهرج والمرج» فلا يعرف القاتل لم قتل، ولا يعرف المقتول فيم قُتل.
ثم جاء احتلال العراق - الموجه - للكويت ليمثل ذلك نقلة نوعية في التفكك العربي، في سابقة تاريخية، وكسر حاجز الاستعانة بغير المسلمين لتخليص المسلمين من المحتلين والمجرمين المسلمين!
ثم جاء صناعة «القاعدة» المخترقة، وجاءت أحداث 11 سبتمبر «المفتعلة» صهيونيا، لتكون سببا في صناعة القتل الغربي في أفغانستان، لتكون الحصيلة مئات الآلاف من القتلى «المسلمين»!!
حققوا النجاح في هذه التجربة، وللحديث بقية..
٭٭٭
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ، فَقِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ».

د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
320.0113
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top