مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

أعزاءنا الوزراء.. وبعدين!

عزيزة المفرج
2014/02/09   09:09 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

أعمى من لا يعترف بحاجتنا إلى عناية مركزة نسترد فيها صحتنا


أتعرفون المرض العضال؟ أكيد تعرفونه، فبعد تلك الصحبة القوية التي عقدناها معه طوال سنوات، وبعد ان تغلغل في جسدنا من الجلدة للجلدة، وبعد ان فوّتنا كل فرص علاجه، وبعد ان أصبح ينام معنا، ويستيقظ معنا، لم يعد أحد منا يجهله. نحن الآن في حالة صعبة جدا، حكومة وشعبا، وأعمى من لا يعترف بحاجتنا الى غرفة انعاش متقدمة، مزودة بكافة المستلزمات والأدوات التي تمنحنا عناية مركزة نسترد فيها صحتنا التي تدهورت، ونسترجع فيها عافيتنا التي تدمّرت، وأعمى من لا يعترف بأن الاستمرار بالحالة الكسيفة التي نعيشها، سيدخلنا في حالة شبط لبط من نوع ثقيل جدا، ربما نفشل في تحمّل عواقبها.ولو كنت في مكان أي موظف يعمل في أية وزارة، أو مؤسسة تابعة للدولة لتوجّس قلبي خيفة، و(للعب الفأر بعبّي) ولاستعذت بالله من أية ترقية أو ترفيع، مصدره الوزير الجديد الذي تم اختياره لقيادة الوزارة التي أعمل فيها، ولا أرضى بها قبل اتخاذ اجراء يضمن سلامة الموقف. اذا حصلت على ترقية لن أفرح بها حتى أراجع بنفسي ديوان الخدمة المدنية، وأتأكد بنفسي، من جميع الادارات ذات الصلة في الديوان، ان القرار صحيح %100، وأنه لا يمكن الطعن عليه بأي شكل من الأشكال، من أي وزير جديد يستلم الوزارة فيما بعد. وقتها أحتفل بالترقية مع الأهل والصديقات، وأنا في غاية الاطمئنان أنني ما أخذت غير حقي.تصرّف مثل هذا أصبح ضروريا جدا لكي لا يكون موقفي نفس موقف موظفي وزارة الشؤون الذين حصلوا على ترقية من وزيرة الشؤون السابقة ذكرى الرشيدي، ولم يتسن لهم ان يتمتعوا بها بسبب الغائها من قبل وزيرة الشؤون الحالية هند الصبيح، التي أبطلتها باعتبار أنها غير قانونية.هذا الأمر تكرر في وزارتي العدل والبلدية، وفي أماكن عمل أخرى في الدولة، بالتالي علينا ان نسأل، وبعدين، والى متى هذا التخبط؟! الى متى هذا اللعب أو التلاعب بأنظمة ديوان الخدمة المدنية، والدخول في مغامرات نهايتها سيئة، ان لم يكن للمسؤول فللموظف، وان لم يكن للمسؤول وللموظف فللدولة برمتها؟. الى متى يأتي مسؤول، ويأخذ على عاتقه مكافأة موظفين غير مستحقين بترقيتهم، أو منحهم مناصب أعلى، بسبب علاقة دم أو صداقة أو غير ذلك من أمور، وكل ذلك على حساب موظفين آخرين لا يسندهم أحد؟. يعرف هؤلاء المسؤولون الكبار جيدا ان منح درجة على سلم الرواتب لغير مستحق، يعني حرمان موظف مستحق، وهذا ظلم، ويعرفون أيضا ان ترقية موظف غير مستحق الى منصب رئيس قسم أو مراقب أو مدير، أو وكيل مساعد أو وكيل، على حساب من هو أحق منه بذلك يعتبر ظلما كذلك، فكيف اذن يستطيعون ان يناموا بضمير مرتاح، وهناك مظلوم يدعو عليهم بظهر الغيب، واذا تركنا مسألة الظلم جانبا، على أساس ان درجة الاحساس قلّت عند الناس، فكيف سيكون شكلهم بعد ان يأتي ديوان الخدمة ويلغي قراراتهم، ويعيد الأمور الى وضعها الأول، وقتها، ألن يشعروا أنهم مثل آخرين، مجرد طمبور طين، خدموا غرضا، ومشوا غير مأسوف عليهم؟!.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
347.0103
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top