(كونا)- اكدت الجمعية الكويتية لحماية البيئة ان مشروع (الحفاظ على السلاحف البحرية في الكويت) حقق نتائج ايجابية مبينة ان المشروع يهدف الى اطلاق السلاحف في مياه الخليج لحمايتها والمحفاظة عليها وضمان تكاثرها.
وقال رئيس فريق الحفاظ على السلاحف في الجمعية ومساعد مديرة المشروع علي الحافظ في تصريح صحافي اليوم ان السلحفتين (انتصار ووطنية) اللتين تم اطلاقهما مؤخرا في مياه الخليج العربي انتلقتا الى مياه كل من السعودية والامارات على التوالي قاطعتين نحو 1800 كيلومتر بحثا عن المياه الدافئة وفرص العيش المناسبة.
واضاف الحافظ ان السلحفاة (وطنية) التي تم اطلاقها قبل نحو اربعة اشهر في شاطئ ابو الحصانية في البلاد ومزودة بجهاز تعقب مرتبط بالاقمار الاصطناعية انتقلت في البداية الى المنطقة الشرقية بالسعودية قاطعة نحو 470 كيلومترا خلال رحلتها التي بدأتها من مياه جزيرة فيلكا.
واوضح ان موجة البرد التي ضربت منطقة بحر الكويت اثرت عليها ودفعتها للهجرة جنوبا بحثا عن الدفء مبينا ان مياه جزيرة فيلكا تبلغ من خمس الى عشر درجات مئوية حسب قراءات الاقمار الاصطناعية المرتبطة بالسلحفاة.
ولفت الى ان اجهزة ال(ستلايت) كشفت توجهها الى الجنوب بمنطقة الجبيل في السعودية حيث اصبحت في مياه اعمق تصل درجات الحرارة بها الى نحو 25 درجة كما ان جهاز التعقب المزود بها يكشف وعلى مدار الساعة اماكن تحركاتها وخط سير هجرتها مشيرا الى انها وصلت حاليا الى نفس المكان الذي وصلته السلحفاة (ندى) التي اطلقت عام 2010.
وذكر ان (الوطنية) تم اطلاقها برعاية ومشاركة العديد من الجهات الوطنية والدولية منها شركة الاتصالات الوطنية ومبادرة النوير ومنظمة (بايو دايفرستي ايست) وجامعة (اكسترا) البريطانية والادارة العامة لخفر السواحل فضلا عن مشاركة عدد من العلماء والخبراء الكويتيين.
وفيما يتعلق بالسلحفاة (انتصار) افاد الحافظ بأنه تم اطلاقها في شهر اكتوبر من العام الماضي من شاطئ فندق جميرا المسيلة وفور اطلاقها عادت وتم انقاذها من (حظرة) بجزيرة فيلكا حيث تتوفر عوامل التغذية المناسبة والتي لا تدعوها للهجرة مبينا انها بقيت في فيلكا منذ السادس من اكتوبر حتى ال13 من ديسمبر الماضي حتى قررت الهجرة.
واضاف انها وبدخول فصل الشتاء حيث البرودة انتقلت بحثا عن المياه الدافئة الى قبالة السواحل القطرية نزولا من المنطقة الشمالية بقطر ومنها الى سواحل الامارات بين جزيرة دلما وسواحل الرويس قاطعة مسافة 1227 كيلومترا حتى يوم ال13 من يناير الجاري وتعيش حاليا في درجة حرارة ما بين 20 و25 درجة حسب قراءات الاقمار الاصطناعية.
واشار الى ان عملية اطلاق السلاحف البحرية الى المياه الكويتية دخلت مرحلتها الثانية بالسلحفاتين (الوطنية وانتصار) مبينا ان هذا مرحلة المشروع الاولى كانت بين عامي 2008 و2011 وكانت مراقبة تحركات السلحفتين بنفس الاجهزة حيث ان بطاريتي الجهازين تزودان المراقبين بمعلومات لمدة سنة عن سلوكياتهما وتحركاتهما.
وافاد بأن المعلومات والبيانات المستقاة من عمليات الرصد يتم تحليلها من قبل خبراء جامعة (اكسترا) البريطانية وتحت اشراف الخبير العالمي الدكتور (الان ريس) مشيدا بالمشاركات الوطنية والدولية في انجاز المشروع وبالجهود التي بذلها الدكتور سالم المهنا من جامعة الكويت الذي زودهم باستشاراته العلمية والتخصصية عبر مراحل هذا المشروع الوطني.