متابعة: عبدالرحمن النبهان
دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون نظام دمشق والمعارضة في المنفى الى انتهاز الفرصة المتاحة لهما من اجل ايجاد حل للنزاع في هذا البلد في كلمة القاها عند افتتاح المؤتمر الدولي حول سوريا اليوم الاربعاء في مدينة مونترو السويسرية.
وقال بان كي مون "بعد حوالى ثلاث سنوات طويلة من النزاع والمعاناة في سوريا، اليوم هو يوم أمل"، في الكلمة التي القاها امام اربعين بلدا ومنظمة ومن بينهم وفدا نظام الرئيس بشار الاسد والائتلاف الوطني السوري المعارض. وقال بان ان الولايات المتحدة وروسيا "عملتا كثيرا معي ومع العديد من الشركاء الاخرين حتى نلتقي معا اليوم" شاكرا المشاركين في المؤتمر "لقبولهم دعوتي". وتابع "اننا نواجه تحديات استثنائية" داعيا المشاركين السوريين تحديدا الى "انطلاقة جديدة". وقال "ان هذا المؤتمر يشكل فرصة لتظهروا وحدتكم". واضاف "ان جميع السوريين يتوجهون بانظارهم اليكم اليوم .. امامكم انتم الممثلين عن المعارضة والحكومة السورية فرصة هائلة .. وعليكم مسؤولية تجاه الشعب السوري". وقال ان على القوى الدولية "ان تبذل كل ما في وسعها لمساعدتهم على تحقيق هذه الاهداف". وتابع "كم من القتلى سيسقطون في سوريا بعد... اذا اهدرت هذه الفرضة؟" وقال "لا بديل عن وضع حد للعنف... دعونا نثبت للجميع ان العالم بوسعه ان يوحد صفوفه".
وجلس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على طاولة مستطيلة في اول قاعة الاجتماعات الكبيرة الى جانبه موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابراهيمي. ويجلس على طرفي الطاولة وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.
وجلس الوفد السوري الحكومي الى يمين الوفد الروسي ووفد المعارضة الى يمين الوفد الاميركي. وتتوزع الوفود الاخرى على طاولات مستطيلة في صفين متقابلين الى جانبي الطاولة الاساسية.
وأعلن وزير الخارجية الأميركية، جون كيري العزم على تطبيق بيان "جنيف 1"، معتبراً أن الطريق الوحيد لتسوية الأزمة السورية يكمن في تشكيل حكومة انتقالية لا تضم الرئيس السوري بشار الأسد. وقال كيري في كلمة أمام مؤتمر "جنيف 2" المنعقد في سويسرا، "نحن عاقدون العزم على تنفيذ بيان جنيف.. أكرر بيان جنيف"، مضيفاً أن "الوسيلة الوحيدة للتسوية تكمن في تشكيل حكومة انتقالية.. مبنية على التفاوض". ورأى أنه لا يمكن تطبيق بيان جنيف إلا بجهود جميع الأطراف التي اجتمعت اليوم. وشدد على أن الأسد "لن يكون جزءاً من الحكومة الإنتقالية"، معتبراً أن "بيان جنيف هو الذي ينبغي أن ينفذ وهو الطريق الوحيد الذي يمكن أن نقف به أمام شخص واحد.. متعنت ومتمسك بالسلطة". وقال إن "معظم القتلى في سوريا سقطوا بسبب استخدام أسلحة يملكها النظام وحده"، وأضاف "رأينا مؤخرا تقارير مرعبة عن استخدام التعذيب والتجويع ضد آلاف السجناء في سوريا". واعتبر أن "الثورة في سوريا لم تبدأ مسلحة بل كانت سلمية قابلها النظام بالعنف المباشر وأن عناد النظام هو الذي يستقطب الإرهاب في سوريا". وتقدّم بالشكر للمعارضة السورية على "القرار الشجاع" بحضور مؤتمر "جنيف 2". وافتتح مؤتمر "جنيف 2" الدولي حول سوريا بمدينة مونترو السويسرية اليوم بمشاركة أكثر من 40 دولة وغياب إيران.
واعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان "لا احد في العالم له الحق في اضفاء الشرعية او عزلها عن رئيس" وذلك ردا على وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي اعلن ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يمكن ان يشارك في الحكومة الانتقالية. وقال المعلم في كلمته امام المؤتمر الدولي حول سوريا المنعقد في مونترو السويسرية "لا أحد في العالم ..سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريين أنفسهم". وأضاف المعلم إن سوريا ستتخذ كل ما يلزم للدفاع عن نفسها بطريقة تراها مناسبة، وهناك 83 جنسية يقاتلون في سوريا ويقطعون الرؤوس باسم الثورة السورية المجيدة.
ونشبت مشادة وجدل بين الامين العام للامم المتحدة بان كى مون ووزير الخارجية السوري بعد ان تجاوز المعلم الوقت الزمنى المقرر سلفا لكلمات الوزراء واسترسل لاكثر من 25 دقيقة فى كلمة طويلة للغاية وعندما قاطعه بانى كى مون لكى ينهى كلمته رفض المعلم بشكل قاطع واصر على استكمال الكلمة موجها اللوم الى الامين العام للامم المتحدة بانه يعيش فى سوريا بلد الازمة بينما جاء كى مون من نيويورك مما اضطر مون الى السماح له باستكمال الكلمة وسط تذمر من الاغلبية العظمى من الوزراء المشاركين .
وأكد رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد الجربا إن فريقه عقد العزم على بذل كامل الجهود لإنجاح مؤتمر "جنيف 2" الذي اعتبره مفصلياً في تاريخ سوريا ومستقبلها، مشيراً الى أن الدفاع عن النفس بالسلاح خيار فرضه نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الجربا في كلمة أمام مؤتمر "جنيف 2"، "جئنا لننجز حلاً سياسياً، فلا وقت لدينا نضيعه، وقد عقدنا العزم على بذل كامل جهودنا لإنجاح هذا المؤتمر المفصلي في تاريخ ومستقبل سوريا وثورتها"، وأضاف "نحن نتجاوز المحظورات ونركب المخاطر بمجيئنا إلى هنا، بعد خيبات متتالية من المنظومة الدولية برمتها، بحثاً عن السلام في سوريا". وتابع "من هنا نعتبر أن القرار الأممي 2118 الذي أسّس لمؤتمر جنيف، استناداً إلى وثيقة ''جنيف 1'' الصادرة في 30 حزيران/يونيو 2012، قرار تاريخي وفرصة حقيقية لإنجاز حل سياسي يجنّب سوريا والمنطقة شلالات من الدماء، ويحصّن السلم والأمن الدوليين"، معتبراً أن "سوريا أصبحت بفعل إرهاب الأسد ومرتزقته، أصبحت مرتعاً لبعض الإرهابيين الذين يشكّلون الوجه الآخر للأسد ويهدّدون السلم والأمن في المنطقة والعالم". وسرد الجربا مفاصل من مسار الحراك في سوريا منذ بدايته، وذكر تواريخ لما قال إنها مجازر ارتكبها الجيش السوري بحق الشعب، مشيراً الى أن "الدفاع عن النفس بالسلاح لم يكن خيارنا، ولكنه الخيار الذي فرضه نظام بشار الأسد على السوريين". وقال "لمستم جميعكم جديتنا في مكافحة آفة الإرهاب بكل صورها ومسمياتها، وها هو ذا جيشنا الحر (الجيش السوري الحر) يسطّر على مدار الساعة أروع البطولات في مواجهة مرتزقة الإرهاب الدولي الذين استقدمهم الأسد وعلى رأسهم إرهابيو حزب الله"، إضافة الى الحرس الثوري الإيراني. واعتبر الجربا أن الثورة تواجه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)"، الذي "سهّل له نظام الأسد، ومكّنه بطرق مباشرة وغير مباشرة"، قائلاً إن "طائرات الأسد لا زالت حتى اليوم تلقي براميلها الحارقة فوق قوات الجيش الحر لتمنعه من التقدم في معاركه مع داعش". ورأى أن "الثورة تواجه إرهاب الأسد والإرهابيين الذين أتى بهم أو سمح لهم من كل حدب وصوب، لتطهّر التراب السوري، بينما يمعن الأسد في استيراد كل أشكال المرتزقة الإرهابيين المصنفين دولياً، ويدعي مواجهة الإرهاب". وقال إن فريقه "يوافق بشكل كامل على مقررات ''جنيف 1''.. ونريد أن نتأكد إن كان لدينا شريك سوري في هذه القاعة، مستعد أن يتحوّل من وفد بشار إلى وفد سوري وطني مثلنا"، ودعا الوفد الرسمي السوري إلى "التوقيع الفوري على وثيقة ''جنيف 1'' لنقوم بنقل صلاحيات الأسد كاملة، بما فيها الصلاحيات التنفيذية، والأمن والجيش والمخابرات، إلى هيئة الحكم الانتقالية التي ستضع اللبنة الأولى في بناء سوريا الجديدة". وأوضح أن الائتلاف حضر إلى "جنيف 2" استناداً الى موافقته الكاملة على نص الدعوة التي وصلته من الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تنص على تطبيق وثيقة "جنيف 1"، وإنشاء هيئة الحكم الانتقالية التي اعتبرها موضوع مؤتمر "جنيف 2" الوحيد، معتبراً ذلك مقدّمة لتنحية الرئيس السوري بشار الأسد ومحاكمته مع كل من أجرم من رموز حكمه> ورأى الجربا أن "أي حديث عن بقاء الأسد بأي صورة من الصور في السلطة هو خروج ''بجنيف 2'' عن مساره"، مشدّداً على "أننا لسنا بوارد مناقشة أي أمر في عملية التفاوض قبل البت الكامل بهذه التفاصيل وفق إطار زمني محدد ومحدود، سنقدّمه ونقدّم مسوغاته الظرفية والسياسية في أول جلسة للمفاوضات". وأنهى الجربا كلمته بالدعوة الى "ضرورة التعاون الجدي والسريع في حل قضيتنا، التي تفترض قناعة مسبقة وكاملة من الجميع بضرورة ترتيب الطاولة، ليس فقط لتسليم الصلاحيات كاملة إلى حكم سوري جديد، بل لرحيل الأسد من دون إبطاء أو مواربة"، قائلاً إن "الوقت سيف داهم .. ووقت السوريين من دم".
ورأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف وجود فرصة حقيقة لإيجاد تسوية للأزمة السورية، مشدداً على ضرورة إشراك كل أطياف المعارضة السورية وإيران بالمحادثات حول سوريا. وقال لافروف في كلمة أمام مؤتمر "جنيف 2"، إن "المشاركين السوريين في المؤتمر يتحملون مسؤولية تاريخية أمام المجتمع الدولي"، ورأى توفر "فرصة حقيقة لإيجاد تسوية للأزمة السورية". وأضاف أن جماعات المعارضة الوطنية الداخلية السورية التي تهتم بالمشاركة في مؤتمر "جنيف 2"، غير موجودة فيه و"من الضروري أن نضمن انضمامهم إلى المحادثات". وأشار لافروف إلى أن بيان "جنيف 1" وقرار مجلس الأمن الدولي 2118 يشددان على ضرورة تمكين كل أطياف المجتمع السوري من المشاركة في الحوار الوطني. كما رأى وجوب "إشراك إيران في جهود التسوية من دون محاولات لتفسير بيان جنيف لصالح أحد الطرفين" المتنازعين في سوريا. وأكد على أن "على السوريين أنفسهم البحث عن تسوية للأزمة"، مشدداً على أن "لا مكان للحل الخارجي". وقال إن الأزمة السورية أدت إلى تهجير المسيحيين وتعميق الإنقسام في صفوف المسلمين، مضيفاً "علينا توحيد الموقف تجاه الإرهاب في سوريا". ورأى لافروف أنه "لا يجوز استغلال الوضع الإنساني لوضع عراقيل مصطنعة وشروط مسبقة للتفاوض".
وقال فابيوس في كلمة إنه في ما يتعلق بالأزمة السورية "الحلّ لا يمكن أن يكون إلا سياسياً". ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية لوصول الغذاء والدواء إلى السوريين". واعتبر أن هدف المؤتمر هو التوصّل إلى سلطة انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية. وحمّل فابيوس النظام السوري مسؤولية تصاعد "الإرهاب" الذي قال إنه "يزعم أنه يحاربه ولكنه في الواقع حليفه". وقال إن المواجهات الدامية في سوريا والمنطقة والجرائم الجماعية والمجاعات المقصودة "أمور لا يمكن نسيانها". وتابع "أمام المعاناة المروعة في سوريا مهمتنا التوصّل على جناح السرعة لتنفيذ مضامين جنيف 1". ودعا الأطراف المعنية وخصوصاً النظام "أن يتخذ إجراءات عاجلة لبناء الثقة".
ودعت كاثرين أشتون, الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية, كافة الأطراف المشاركة في مؤتمر جنيف 2 بشأن الأزمة السورية إلى ضرورة العمل على إنهاء هذه الأزمة بالطرق السلمية. وقالت آشتون إن" الوضع الراهن في سوريا فريد من نوعه بشكل صادم وليس له نظير في التاريخ الحديث", محملة الجميع مسؤولية إنهاء العنف ومساعدة الشعب السوري في الحصول على المواد الغذائية والصحية اللازمة له. وأضافت آشتون إن الاتحاد الأروربي يعمل بكل الطرق الممكنة لإنهاء الأزمة الراهنة في سوريا , مؤكدة مواصلة الاتحاد الأوروبي في دعم جمعيات المجتمع المدني من أجل التسوية السياسية في سوريا. وأشادت ممثل الاتحاد الأوروبي بالدول التي قدمت مساعدات لسوريا , متعهدة في الوقت نفسه بتقديم كل الدعم اللازم من أجل إنجاح هذا المؤتمر وإنهاء الأزمة.
وقال وزير خارجية تركيا أحمد داود اوغلو إن "النظام السوري يمارس القمع والاضطهاد ضد شعبه" , مشيرا إلى أن الأزمة السورية تهدد أمن المنطقة. وأضاف إن القمع والاضطهاد هو أمر مخجل للمجتمع الدولي , خاصة وأن النزاع استمر وقتل فيه أكثر من 100 ألف سوري , وتعرض الآلاف للتعذيب والمجاعة فضلا عن تدمير وهدم المواقع الأثرية". وتابع قائلا " إن ملايين السوريين محرومون من أساسيات الحياة وبالتالي فخيارهم أمام الاستسلام أو الموت جوعا", مشددا على ضرورة أن تنتهي هذه الحرب. كما شدد وزير الخارجية التركي على ضرورة محاسبة مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية , مضيفا أنه لابد من تطبيق بنود جنيف 1 لحل الأزمة السورية.
وأكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ضرورة الالتزام ببنود مؤتمر "جنيف 1" وتنفيذها، واصفا ما يحدث في سورية بأنه "أكبر الكوارث في العصر الحديث"، وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين اتصل بالنظام السوري لثنيه عن استخدام العنف. وقال الفيصل ، في كلمته إن ا"لأوان حان لإيقاف نزيف الدم، والظروف مواتية لعدم خذلان السوريين،" وتساءل: "هل يعقل أن يكون 130 ألف قتيل جميعهم إرهابيون في سورية؟". وألمح في كلمته إلى أن هناك محاولات من البعض لتحوير المؤتمر عن مساره، مشدداً على أن الائتلاف الوطني هو "الممثل الشرعي للشعب السوري،" وأكد "ضرورة إيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات وبإشراف دولي". وحول دور الأسد في المرحلة المقبلة، قال الفيصل إنه "من البديهي ألا يكون لبشار الاسد اي دور في مستقبل سورية"، مطالباً كافة العناصر الأجنبية بالانسحاب من سورية وتحدث عن فشل المحاولات بسبب إصرار النظام على إنهاء الازمة عسكرياً. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون افتتح اليوم أعمال مؤتمر "جنيف 2" بشأن الازمة السورية في مدينة مونترو السويسرية بحضور ممثلين عن نحو 50 جولة وممثلي السلطة السورية والمعارضة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته خلال افتتاح المؤتمر "إن طريق الوصول إلى جنيف2 كان صعباً ومضنياً والتحدي اليوم كبير أمامنا".
وشدد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد على ان مؤتمر (جنيف 2) مطالب باعادة التأكيد على المبادئ التي وردت في وثيقة (جنيف 1) باعتبارها إطارا دوليا مناسبا لتنفيذ عملية انتقال سلمي للسلطة في سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري .
وقال الشيخ صباح الخالد في كلمة الكويت أمام مؤتمر (جنيف 2) المعني بمحاولة العثور على حل سلمي للازمة السورية ان كافة الاطراف السورية مدعوة لاستثمار هذا الحشد الدولي للتصرف بإيجابية ومسؤولية من أجل السلام ومن اجل بناء سوريا المستقبل.
واضاف ان حشدنا الدولي ما هو إلا رسالة واضحة للشعب السوري الشقيق بأن المجتمع الدولي ينظر باهتمام بالغ الى مأساتهم الانسانية وبأننا كأعضاء في المجتمع الدولي لدينا التزام قوي بالتصدي لهذه الازمة بما يسهم في الحفاظ على الامن والسلم في المنطقة.
وأكد ان الوضع السوري قد وصل مرحلة حرجة وحساسة اثرت ولا تزال على الوضع الاقليمي والدولي وتكبد معها الشعب السوري الشقيق معاناة مأساوية لم يعرف لها سابقة في التاريخ الحديث من جراء دوامة العنف والدمار التي احاطت بسوريا خلال السنوات الثلاث الماضية.
وشرح وزير الخارجية ان زيادة أعمال العنف منذ عام من الآن واستمرار نزيف الدم المتواصل فيها وتضاعف اعداد المشردين والمهاجرين منها قد استوجب من المجتمع الدولي شحذ الهمم والطاقات للمساهمة في التخفيف من مأسي الشعب السوري الشقيق.
وأوضح ان دولة الكويت قد تجاوبت في ضوء هذا الموقف مع دعوة السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون فاستضافت المؤتمر الدولي الاول للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا (كويت 1) وقدمت مساهمة بمبلغ 300 مليون دولار تم تخصيصها لوكالات الامم المتحدة المتخصصة بينما كان المجتمع الدولي يأمل ان يكون هذا المؤتمر هو آخر مؤتمر من نوعه .
وأضاف انه مع تفاقم الازمة السورية والتدهور المتسارع والخطير للأوضاع الانسانية فيها تداعى المجتمع الدولي امام مسؤولياته وواجباته وشارك بفعالية متميزة الاسبوع الماضي في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين (كويت 2) حيث التزمت بتقديم تعهد لدعم عمليات الاغاثة الانسانية في سوريا بمبلغ نصف مليار دولار. وأشار الى ان هذا التبرع هو من منطلق ايمان دولة الكويت العميق بالمسار الانساني وادراكها لمواجهتها والتخفيف من آثاراها.
كما دعا النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الدول الى الالتزام وتفعيل ما ورد في البيان الرئيسي الصادر عن مجلس الامن في الثاني من اكتوبر الماضي والذي حث على اتخاذ جميع الخطوات لتيسير الجهود التي تبذلها الامم المتحدة والجهات الانسانية بما في ذلك تسهيل وصول المساعدات بصورة آمنة ودون عوائق الى محتاجيها.
ومن جهة اخرى انتقدت الولايات المتحدة بشدة "الخطاب التصعيدي" لوفد النظام السوري . وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي "بدلا من تحديد رؤية ايجابية لمستقبل سوريا متعددة تضم كل الاطراف وتحترم حقوق الجميع، فضل النظام السوري القاء خطاب تصعيدي".