خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

من أجل الوطن

2014/01/21   06:18 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5



جميع الأحزاب والطوائف والمذاهب قدّموا دماءهم على مذبح هذا الوطن (لبنان) لكي يبقى قادة كبار عظام في قامتهم الفكرية والأدبية تخطوا حدود الوطن وسقطوا في ساعة غدر، ابتداء من صانع الاستقلال ومؤسس الجمهورية الأولى رياض الصلح وصولاً الى كمال جنبلاط فمؤسس الجمهورية الثانية الرئيس رفيق الحريري.
المحتل ليس له صفتان، محتل صديق ومحتل عدو، فتعريف الاحتلال هو عملية استيلاء جيش على دولة وعلى جميع أو بعض أراضي دولة أخرى ضعيفة وبسط نفوذه من أجل استغلال خيراتها. وهي بالتالي عملية نهب وسلب منظم لثروات البلاد المحتلة فضلاً عن تحطيم كرامة الشعب وفرض ثقافة جديدة عليها.
إن استشهاد الرئيس رفيق الحريري كان صدمة على لبنان وعلى العالم، فهذه القامة العالية والفارس الملاك الذي أطل من على جواده من بين عجاج الحرب وقعقعة السيوف والدمار من أجل أن يداوي جروح وطن دمّته ومزّقته الحرب الطائفية البغيضة لينعشه ويأخذه الى السلم الأهلي والعيش المشترك. لكنه هوى عن صهوة جواده بسهم غدر ليروي بدمه تراباً عَشقه.
وهنا لابد أن نسأل أنفسنا بتروٍّ دون انجرار وراء الغلوّ في المحبة والانتماءات السياسية والمذهبية وبدون مزايدات: ماذا عن التضحيات والإنجازات التي قدّمها الشهيد الحريري خلال السنوات المنصرمة من أجل وقف الحرب اللبنانية التي دامت سبع عشرة سنة؟ وماذا عن تكلفة إعمار هذا الوطن والعيش المشترك ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا؟
إن الوطن أكبر من الجميع، وعلينا أن نجنبه الولوج في حرب عبثية مذهبية لن يكون بها منتصر. فهل السُّنّة في لبنان سيغزون الشيعة انتقاماً من استشهاد الحريري ويرمونهم في البحر وتدفع الطوائف الأخرى الجزية لها لتأمن على حياتها ومالها؟ وهل الشيعة سيدمرون القرى والمدن السُّنّية؟
إذا اتفقنا ان هذا لم ولن يحصل، فما هو البديل؟ هل يبقى الشعب اللبناني بين حجري رحا ويدفع ثمن أمنه واقتصاده وإنمائه؟ هل نبقى ندور في هذه الحلقة المفرغة كالسكارى الى ما لا نهاية أم نخرج من هذه الحالة ونعود الى الواقعية؟
إن أول من تحدث بواقعية وببعد نظر هو الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط محذراً من حرب بسوس في لبنان ومن حرب مذهبية عبثية سوف تأخذ البلد الى الانهيار والدمار. فاستدار وخرج من «14 آذار» ولم ينتمِ الى «8 آذار» بل كان الوسط هو تموضعه.
سعد الحريري قال في كلمته بعد افتتاح أول جلسة للمحكمة الدولية إن المحكمة لم تستهدف طائفة بحد ذاتها وإنما الأشخاص الذين قاموا بهذا العمل. وهذا بحد ذاته يعتبر مدّ يد الى الطرف الآخر، فأين الطرف الآخر ليتلقف هذه اليد ويقدم التنازل من أجل الوصول الى قاسم مشترك ننقذ به الوطن.

علاء الغريب
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
81.011
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top