مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملتقطات

انتصار لـ«مدنيَّة» مصر

د.شملان يوسف العيسى
2014/01/19   09:57 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

إقرار الدستور انتصار للقوى الديموقراطية والليبرالية في الوطن العربي كله


لقد عبر الشعب المصري الشقيق بصورة سلمية وحضارية عن رأيه الواضح بمشروع الدستور الجديد الذي صاغته لجنة الخمسين المستنيرة في خطوة أولى في خطة خريطة الطريق.. والتي ستأتي تباعاً انتخابات رئاسية وبرلمانية.
النتائج الأولية التي أعلن عنها أكدت أن نسبة المشاركة بلغت %55 وأن نحو %98 من المشاركين قالوا نعم للدستور.
ماذا يعني تصويت الأغلبية في مصر على الدستور المدني الجديد بالنسبة لنا نحن العرب وما أهم الدروس المستفادة من التجربة المصرية حتى الآن؟
من أهم الدروس والفوائد أن ولادة الديموقراطية التعددية في الوطن العربي ليست ممهدة بالزهور.. فجاءت أول الخطوات نحو الديموقراطية في مصر عسيرة ومضطربة بعد ثورة 25 يناير 2011.. حيث اختطفت قوى الإسلام السياسي الثورة برفعهم شعارات إسلامية خدعوا بها الناس وتاجروا بالدين للوصول للسلطة لكن عندما وصل الإخوان السلمين للسلطة فشلوا في أول اختبار لأنهم لا يملكون مشروع دولة.. بل لديهم طموحات حزبية لا تؤمن بالديموقراطية ولا بالحرية والتعددية الدينية والفكرية مما مهد الطريق لسقوطهم، فتصويت الشعب المصري بـ«نعم» هو إعلان جديد وتأكيد الإيمان بالمستقبل.
ثاني الدروس هو أن إقرار الدستور المدني يضع حدا للمطالبين من جماعات الإسلام السياسي في الوطن العربي بعودة دولة الخلافة فأكبر دولة عربية أعلن شعبها بأنه يتطلع إلى المستقبل ولا يريد العودة إلى الماضي.
ثالثا: إقرار الدستور الجديد ليس انتصاراً لمصر لوحدها بل هو انتصار للقوى الديموقراطية والليبرالية في الوطن العربي كله.. فقد طالبت هذه القوى ومنذ فترة طويلة بالتحول الديموقراطي السلمي في الوطن العربي وإطلاق الحريات واحترام حقوق الإنسان والأهم من كل ذلك أبعاد الدين عن السياسة.. فتصويت الشعب المصري بـ«نعم» قوية هي رد اعتبار للمئات من المفكرين والمثقفين والفنانين والكتاب الذين فقدوا حياتهم وتم اغتيالهم من القوى الظلامية لأنهم رفضوا زج الدين بالسياسة.
وأهم الدروس المصرية لنا نحن العرب هو أن الديموقراطية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال إشراك الشعب في إقرار كل الخطوات الأساسية نحو تحقيق الديموقراطية من خلال دولة المؤسسات ولا مجال لانفراد السلطة في عالمنا المعاصر.
نحن على ثقة تامة بأن اخواتنا في مصر يعون تماما بأن إقرار الدستور لا يعني أبداً بأن مشاك لمصر المتعددة والكثيرة قد انتهت بإقرار الدستور بل بالعكس.. فما حصل ما هو إلا الخطوة الأولى في الطريق الطويل والشائك في حل القضايا بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.. بمعنى أن إقرار الدستور ما هو إلا بداية بناء الدولة العصرية الحديثة، مطلوب من كل أحباء مصر في الوطن العربي الدفاع عن استقرار مصر ضد الحملات البغيضة التي تحاك ضدها من قوى داخلية وخارجية وعلى الشعب المصري أن يعي بأن الطريق للتنمية والاستقرار طويل وهي ليست مقصورة على الانتخابات للدستور والرئاسة والبرلمان بل مطلوب من الجميع العمل والإنتاج والإبداع وتحويل مصر إلى ورشة عمل.

د.شملان يوسف العيسى
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
450.9798
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top