محــليــات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

تعقيباً على «سد الذريعة.. القاعدة التي ظلمت الإسلام»

مانع العجمي: الإخوان المسلمون هم من ظلموا الإسلام والمسلمين.. وليس «سد الذرائع»

2014/01/17   07:05 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
مانع العجمي
  مانع العجمي



«الإخوان» أظهروا المسلمين أمام العالم بأنهم ارهابيون متناقضون لا همّ لهم إلا السعي لمصالحهم

الخروج والمظاهرات والانكار علانية يترتب عليها مفاسد أعظم مما يسبقها

قال ابن القيم: نهي عن قتال الأمراء والخروج على الأئمة وإن ظلموا أو جاروا ما أقاموا الصلاة سداً لذريعة الفساد العظيم

هذه القاعدة معمول بها في القوانين الوضعية في جميع الدول وعند جميع الشعوب

كلّما كثر الفساد في النّاس كثرت الفتوى «بسدّ الذرائع»

لم نسمع من إخوان الخليج من ينكر على «الإخوان» منعهم للمظاهرات إذا قام بها غيرهم ضدهم

هناك خلط بين إحسان الظن بالناس ومعاملتهم حسب الظواهر وبين «سد الذرائع»


قال الباحث مانع محمد العجمي ان الاخوان المسلمين هم من ظلموا الاسلام وأهله وليس قاعدة «سد الذرائع»، وأكد أنهم شوهوا صورة الاسلام باستغلاله للوصول لأهدافهم السياسية والحزبية، وظلمهم للمسلمين بأنهم أظهروهم أمام العالم بأنهم ارهابيون متناقضون لا همَّ لهم الا السعي للوصول لمصالحهم، ولو كان ذلك على حساب الدماء والأعراض والأمن.
وأشار العجمي في رد بعث به الى «الوطن» تعقيباً على مقالة «سد الذريعة القاعدة التي ظلمت الاسلام» للزميل حسن عبدالله- والمنشورة بتاريخ 2013/11/1 - الى ان الغاية عند الاخوان المسلمين تبرر الوسيلة، وغايتهم الوصول للحكم بأي ثمن ومن أي طريق، وقال: لذلك هم يجيزون أي وسيلة بل يوجبونها مهما كانت للوصول لغايتهم، ومنها المظاهرات والاغتيالات والانكار على ولاة الأمر علانية، والطعن فيهم وتهييج الناس عليهم.
وأضاف العجمي أنه لما وقف أهل السنة لهم وبينوا فساد منهجهم وأنهم بهذا الفعل هم الخوارج الذين حذرنا منهم رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وقاتلهم الصحابة وعلى رأسهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنهم أجمعين، لبس الاخوان على الناس وكذبوا عليهم وقالوا: ان فعلهم هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفيما يلي تعقيب الباحث مانع العجمي:
شد انتباهي عنوان «سد الذريعة» القاعدة التي ظلمت الاسلام وأبرز جملة في الحلقة الأولى: «الشافعي رفضها وحرم على الحكام والولاة والقضاة الأخذ بها والحكم على الناس بغير ما اظهروا».
كما أنه تم النقل عن المتأخرين من دعاة ومفكري الاخوان المسلمين في تسعة اعشار البحث خلال الحلقات الثلاث: وهم ابراهيم البيومي وسلمان العودة ومحمد الدحيم المعروف ومحمد عمارة وعبدالحليم أبو شقة.
مما يدلنا على ان الاخوان تواصوا بالهجوم على هذه القاعدة– التي ضاقوا بها ذرعاً- كل من جهته، فاستعنت بالله في بيان فساد ما قيل وقُرر، ولم أتتبع كل ما ورده ونقل عن الاخوان، اذ المقصود هو بيان ان هذه القاعدة من القواعد المعتمدة في الاسلام وقال بها واعتبرها علماء المسلمين على مر العصور.
قال الكاتب: (لم تظلم قاعدة فقهية سماحة الاسلام ويسره وانفتاحه على العالمين مثلما فعلت قاعدة «سد الذرائع»).
ثم نراه يقول: (الذريعة هي الوسيلة أو الطريق الموصل الى الشيء المقصود فسد الذرائع هو منع الطرق والوسائل التي ظاهرها الاباحة لكنها تفضي الى الممنوع.ودلت نصوص من الكتاب والسنة على ان هذا الأصل معمول به في الشريعة كقولة تعالى {وَلاَ تَسُبُّواْ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَسُبُّواْ ٱللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} مع ان سب الكفار في أصله مشروع لكن اذا أفضى الى مفسدة سبهم لله تعالى فأنه ينهي عنه.وقولة صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع) فأمر بالتفريق بينهم في المضاجع خشية ان يفضى نومهم في مضجع واحد الى وقوعهم في الفاحشة والشواهد على أصل العمل بسد الذرائع كثيرة عند الذين يأخذون بها).أ.هـ
وقال أيضاً: (تحدثنا في الحلقة السابقة عن كون قاعدة سد الذريعة ظلمت سماحة الاسلام وأثرت في أحوال المسلمين وممارستهم العملية والحضارية وعرفنا الذريعة بأنها الوسيلة أو الطريق الموصل الى الشيء المقصود فسد الذرائع هو منع الطرق والوسائل التي ظاهرها الاباحة لكنها تفضي الى الممنوع وبالتالي فما من شيء في الشريعة الاسلامية الا وهو راجع أليها سدا أو فتحا).أ.هـ
وقال: (تحدثا في الحلقتين السابقتين عن تعريف سد الذريعة وقلنا ببساطة هي الوسيلة أو الطريق الموصل الى الشيء المقصود، فسد الذرائع هو منع الطرق والوسائل التي ظاهرها الاباحة لكنها تفضي الى الممنوع) أ.هـ
فكيف تكون قاعدة تعريفها بأنها الطرق والوسائل التي تفضي الى الحرام، وأنها مأخوذة من الأدلة الشرعية وأن كل ما في الشريعة راجع اليها، ثم توصف بأنها ظالمة للاسلام؟!
فالاخوان المسلمون هم من ظلموا الاسلام وأهله، وذلك بأنهم شوهوا صورة الاسلام باستغلاله للوصول لأهدافهم السياسية والحزبية، وظلمهم للمسلمين بأنهم أظهروهم أمام العالم بأنهم ارهابيون متناقضون لاهم لهم الا السعي للوصول لمصالحهم ولو كان ذلك على حساب الدماء والأعراض والأمن.
ثم نرى الكاتب يقول: ولم يعرف تاريخ نشأة قاعدة (سد الذرائع) حتى الآن.. .الخ كلامه ثم يستدل بكلام لابراهيم البيومي.
فكيف تكون النصوص والشواهد كثيرة على هذه القاعدة ثم لا يُعرف متى نشأت؟!
لقد نشأت مع نزول النصوص التي تدل عليها مثلها مثل قاعدة الأمور بمقاصدها وغيرها من القواعد التي أخذها العلماء من نصوص الكتاب والسنة.
لكن اذا عرفنا السبب بطل العجب! والسبب ان الاخوان المسلمين الغاية عندهم تبرر الوسيلة وغايتهم الوصول للحكم بأي ثمن ومن أي طريق، فلذلك هم يجيزون أي وسيلة بل يوجبونها مهما كانت للوصول لغايتهم، ومنها المظاهرات والاغتيالات والانكار على ولاة الأمر علانية، والطعن فيهم وتهييج الناس عليهم، فلما وقف أهل السنة في نحورهم وبينوا فساد منهجهم وأنهم بهذا الفعل هم الخوارج الذين حذرنا منهم رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وقاتلهم الصحابة وعلى رأسهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنهم أجمعين، فلبس الأخوان على الناس وكذبوا عليهم وقالوا: ان فعلهم هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فقال السلفيون ليس هذا من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانما هو من باب الخروج على الحاكم الذي يفعله الخوارج.
وحتى لو تنزلنا معكم وقلنا انه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فان من قواعد هذا الباب ألا يفضي الأمر بالمعروف الى تركه عناداً وتكبراً والا يفضي النهي عن المنكر الى منكر أكبر منه، ثم ان هذا الباب له شروطه وواجباته التي لا تنطبق على الخروج الذي يمارسه الإخوان المسلمون، فالخروج والمظاهرات والانكار علانية يترتب عليه مفاسد أعظم مما يسبق الخروج والمظاهرات والانكار.
فلا يجوز سلوك هذه الوسائل لأنها تؤدي لمفاسد أعظم، فيجب سد الذرائع التي تؤدي لهذه المفاسد.
فالخروج سواء كان بالفعل أو القول وكذلك المظاهرات والانكار علانية يتولد عنه الفساد العظيم من اراقة الدماء وانتهاك الأعراض ونهب الأموال وذهاب الأمان.
وليس يخفى علينا ما هو حاصل في كثير من الدول التي عاث فيها الاخوان فساداً وكانوا سببا في حصول هذه المفاسد التي هي أعظم مما كان موجوداً قبل تحركهم وسعيهم الفاسد.
قال ابن القيم: (الوجه الثامن والتسعون: نهيه عن قتال الأمراء والخروج على الأئمة وان ظلموا أو جاروا ما أقاموا الصلاة سداً لذريعة الفساد العظيم والشر الكثير بقتالهم كما هو الواقع فانه حصل بسبب قتالهم والخروج عليهم من الشرور أضعاف أضعاف ما هم عليه، والأمة في بقايا تلك الشرور الى الآن وقال «اذا بويع الخليفتان فاقتلوا الآخر منهما» سداً لذريعة الفتنة).
قال الدكتور سعد العتيبي: (أنَّ (سدَّ الذرائع) طريق وقاعدة راسخة من قواعد التشريع وطرق الاستدلال الشرعي المعتبر، اذا توافرت فيه شروط العمل به).
ولمَّا كانت هذه القاعدة طريقاً حازماً في الحفاظ على حمى الأحكام، وعقبة عسيرة المنفذ، لمن رام الوصول للباطل من بوابات الشرع– تضجّر منها أهل الباطل وحاول القدح فيها المحرومون بها من ترويج الشبهات والاستمتاع بالشهوات.
وثمة ملاحظة مهمّة تجيب على المتسائلين عن كثرة الفتوى بسدّ الذرائع وهي: أنَّه كلّما كثر الفساد في النّاس، كلّما كثرت الفتوى بسدّ الذرائع، وهكذا الشأن في القضايا العامة، وأمور الولاية: كلما وسد الأمر الى غير أهله أو الى من يشيع بين الناس اتهامهم بالسوء، كلّما كثرت الفتوى بسدّ الذرائع.والعكس بالعكس!).
فالاخوان يريدون من هذا الكلام الاستدلال على أنه لا يجوز للحكام ولا للعلماء ان يحرّموا ويمنعوهم من المظاهرات بحجة أنها تفضي الى مفاسد لأن المتظاهرين لا أحد يعلم نيتهم الا الله، وبالتالي هم يقولون ان مظاهراتهم انما هي للاصلاح وهم يكذبون، لأن هدفهم هو الوصول الى الحكم عن طريقها، لذلك هم يجيزونها لأنفسهم ويحرّمونها على غيرهم اذا كانت ضدهم، ويمنعونهم من المظاهرات كما حصل في مصر أيام حكم الاخوان، وكما حصل في تركيا ولم نسمع من الاخوان في الخليج من ينكر على الاخوان منعهم للمظاهرات اذا قام بها غيرهم ضدهم.
فهذا تناقض عجيب واضح فاضح في تلونهم في الدين وتدليسهم على الناس وأنهم يستغلون الدين لأجل الدنيا.
وكذلك هناك خلط بين احسان الظن بالناس ومعاملتهم حسب الظواهر من أقوالهم وأعمالهم وليس حسب النيات والبواطن واساءة الظن بهم، وبين سد الذرائع وهي الطرق والوسائل سواء كانت أقوالاً أو أفعالاً التي تقضي الى ممنوع او محرم.فمثال الأول: لمن وجدناه يشتري العنب، فلا يجوز ولا يحق لنا منعه من شرائه بحجه أنه قد يستخدمه في الخمر.
ومثال الثاني: هو ما استدل به الكاتب من النهي عن سب آلهة الكفار لأنهم سيسبون الله، وكذلك النهي عن سب والدي الطرف الآخر لأنه سيسب والديك، وكذلك النهي عن الخروج على الحاكم والانكار عليه علانية لأنه سيفضي الى ما هو اشد فساداً.
وهو تلبيس على الناس ان الامام الشافعي يحرّم الأخذ بسد الذرائع مطلقاً مستدلاً بأقوال الشافعي التي تتكلم عن احسان الظن بالناس ومعاملتهم بحسب ما يظهر لنا من أقوالهم وأعمالهم وليس باساءة الظن أو التكهن بما يوجد في الضمائر.وقد قال عمر رضي الله عنه: ان الناس كانوا يأخذون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوحي، وقد انقطع الوحي وانما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه وليس الينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه وان قال ان سريرته حسنة.وقد ظهر للعالم كلهم سوء أقوال الاخوان المسلمين وأفعالهم فلم نعد نأمنهم.
أما سد الذرائع فهو المنع من سلوك طريقة أو وسيلة مباحة سواء بالقول أو الفعل ولكنها تفضي الى محرم أو ممنوع، اذاً فليس كل الذرائع تسد وانما يسد منها ما يفضي الى المحرم أو الممنوع.
وقد قسم العلماء سد الذرائع الى أقسام وما يهمنا هنا وهو الوسيلة الموصلة الى الحرام أو الممنوع فهي تؤدي الى المفسدة قطعاً، كحفر البئر في الطريق أو كسب آلهة المشركين فيسبوا الله أو كالمظاهرات والخروج على الحاكم التي تفضي الى سفك الدماء وانتهاك الأعراض وذهاب الأمان فهذا القسم هو المجمع على تحريمه عند جميع العلماء بمن فيهم الشافعي رحمه الله فكيف ينكر سد الذرائع مطلقا؟ وقد تكلم العلماء حول هذه القاعدة ومن أراد الاطلاع عليها فليراجع ما كتبه الامام ابن القيم وغيره من العلماء بل ان هذه القاعدة معمول بها في القوانين الوضعية في جميع الدول وعند جميع الشعوب ما بين مقلّ ومكثر.
وهي مثل قاعدة اعتبار المآلات، وقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وقاعدة ارتكاب أخف المفسدتين لدفع أعلاهما.
والعلماء وضعوا ضوابط وشروطاً للأخذ بقاعدة سد الذرائع حتى لا يتم التضيق على الناس في أمر مباح.
قال الزركشي: (وسد الذَّرائع ذهب اليه مالك وأصحابه، وخالفه أكثر النَّاس تأصيلا وعملوا عليه في أكثر فروعهم تفصيلا.. .).
وقال القرافي: (وليس سد الذرائع خاصاً بمالك رحمه الله بل قال بها هو أكثر من غيره وأصل سدها مجمع عليه).
وقال الشاطبي: (انَّ سدّ الذَّرائع أصل شرعيّ قطعيّ متفق عليه في الجملة، وان اختلف العلماء في تفاصيله) قال الدكتور اسماعيل محمد: (لقَدْ قَسَّم بعض الأصوليّين الذّرائع الى أقسام عدّة وفيما يلي أَستعرض بعض هؤلاء:
الأول: القرافي: قسم الذريعةَ الى ثلاثة أقسام:
القِسْم الأول: ذريعة مُعْتَبَرة اجماعاً.مثالها: حَفْر الآبار في طُرُق المُسْلِمين، والقاء السُّمّ في أَطعمتهم، وسَبّ الأصنام عند مَن يُعْلَم مِن حاله أنَّه يَسُبّ اللهَ تعالى حينئذٍ.حُكْمها: مُحَرَّمة بالاجماع، لأنّها موصِّلة الى الحرام.
الثالث: السبكي قَسَّم الذريعةَ الى أقسام ثلاثة:
القِسْم الأول: ما يُقْطَع بتوصله الى الحرام فهو حرام عندنا (الشافعية) وعندهم (المالكية)..
الرابع: الشاطبي قسَّم الذّرائع الى أربعة أقسام:
القِسْم الأول: فِعْل مأذون فيه يؤدِّي الى المَفْسَدَة قَطْعاً.مثالها: حَفْر بِئْر خَلْف باب الدار في طريق مُظْلِم بحيث يقع الداخل فيه لا محالة.حُكْمها: ممنوعة باجماع فقهاء المُسْلِمين، أيْ يجب سدّها.
- ثم قال بعد ان حرر محل النزاع وذكر اختلاف العلماء في سد الذرائع وأن الخلاف منحصر بين الجمهور وابن حزم الظاهري –
اذا بَرَّأْنَا ساحة الاماميْن أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما مِن القول بفتح الذّرائع وعدم قَطْعها وأنّهما مع الجمهور في ذلك تُصْبِح مذاهب الأصوليّين في حُجِّيَّة سَدّ الذّرائع مذْهبيْن:
المذهب الأول: أنَّها حُجَّة.وهو ما عليه الجمهور.
المذهب الثاني: أنَّها ليست حُجَّةً. وهو اختيار ابن حَزْم، وتَبِعه ابن عقيل الحنبلي رحمهما الله تعالى) ا.هـ الكوكب الساطع.
وبهذا ظهر لنا جليا ان الامام الشافعي ومعه جميع العلماء لا ينكرون اصل قاعدة سد الذرائع. وكيف ينكرون ما دلت عليه النصوص الشرعية؟ ولكن الخلاف في بعض الجزئيات والتطبيقات عليها.
وقد صرح بعض اكابر الاخوان بوجوب التجديد في الدين، ويعنون بذلك اسقاط كل ما يقف في طريقهم للوصول لغايتهم سواء الأدلة من الكتاب أو السنة او اقوال العلماء او القواعد والأصول المبنية على الادلة الشرعية ومنها تجاهلهم لقاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المصالح عند تعارضهما، وغيرها من القواعد التي تحث على منع وتقليل المفاسد وجلب المصالح.
ثم ان قاعدة سد الذرائع من الاصول المختلف فيها بين العلماء، فهل كل مسألة اختلف فيها العلماء نعتبرها ظالمة للاسلام؟! اذا سرنا على هذا المنهج الفاسد لصار ثلثا الأصول والقواعد ظالمة له! ولكن الاخوان يركزون هجومهم على كل ما لا يخدم مصالحهم شأنهم شأن سائر أهل الأهواء والبدع على مر العصور.
وأيضا ان مما هو معلوم من الدين بالضرورة ان الاسلام جاء لحفظ الضروريات الخمس: (النفس والدين والنسل والعقل والمال) فكل ما يفضي الى افساد هذه الضروريات او احداهما فهو محرم ويجب منعه وسد الطرق الموصلة اليه، وبالتالي نعلم ان الخروج والمظاهرات والانكار على ولي الامر علانية يفضي الى فساد هذه الضروريات ولذلك حرمها العلماء لدفع مفاسد اعظم مما هو موجود.
ولو اخذنا بقول الاخوان في الغاء هذه القاعدة كلياً لترتب على ذلك من المفاسد ما لا يعلمه الا الله.
وفي الختام ظهر لنا ان قاعدة (سد الذرائع) من القواعد التي دلت عليها النصوص قد عمل بها العلماء، وطبقت في المجتمعات والدول على الشعوب منعاً للفساد وما يوصل له ودرأ للفتن وما يكون سبباً فيها.
ومن أراد الاستزادة حول هذه القاعدة فليراجع الكتب والرسائل التالية: اعلام الموقعين لابن القيم، والتوضيح لأصول الفقه الدكتور محمد العثمان، والاجتهاد التنزيلي الدكتور بشير بن مولود جحيش، وقاعدة سد الذرائع في اصول الفقه د.محمد عبد الكريم بركات، وسد الذرائع عند شيخ الاسلام ابن تيمية، الشيخ ابراهيم المهنا، واعمال قاعدة سد الذرائع في باب البدعة، الشيخ محمد الجيزاني، والكوكب الساطع في قاعدة سد الذرائع د.اسماعيل محمد علي عبدالرحمن، وقاعدة سد الذرائع في الشريعة الاسلامية الاستاذ: سامي عبدالعزيز الماجد، وسد الذرائع وتطبيقاته المعاصرة على المشهد المصري الدكتور عامر الهوشان، ودراسات علمية بين سد الذرائع والعمل بالمصلحة – الدكتور عبدالعزيز الشبل.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
104.0203
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top