مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

عشرون عاما وأنا أبحث عنك.. وعشق البلكونة

د.عصام عبداللطيف الفليج
2014/01/08   10:15 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

لا تتوقف عن فعل الخير فلربما يكون بعد حين حدثاً كبيراً


أقامت نقابة الأطباء في انجلترا عام 1920م حفلة تخريج دفعة من الأطباء الجدد، وقد حضر الحفل رئيس الوزراء البريطاني آنذاك. وقام نقيب الأطباء المسن بالقاء النصائح الواجبة للخريجين الجدد، وروى لهم موقفاً قديماً جرى له، قال فيه:
طرقت بابي بعد منتصف ليلة عاصفة سيدة عجوز، وقالت: الحقني يا دكتور، طفلي مريض، وهو في حالة خطيرة جداَ، أرجوك افعل أي شيء لانقاذه.فأسرعت على الرغم من الزوابع العاصفة والبرد الشديد والمطر الغزير الى مسكنها في ضواحي لندن، ووصلت منزلها حيث تعيش في غرفة صغيرة، ووجدت الطفل قابع في زاوية من هذه الغرفة يئن ويتألم بشدة، فباشرت فحصه وعلاجه، وبعد ان أديت واجبي نحو الطفل المريض، ناولتني الأم كيسا صغيرا به نقود، فرفضت ان آخذ هذا الكيس، ورددته لها بلطف معتذراَ عن نوال أجري، وتعهدت الطفل حتى من الله عليه بالشفاء.
وتابع نقيب الأطباء كلامه قائلا: هذه هي مهنة الطب والطبيب، انها أقرب المهن الى الرحمة، بل ومن أقرب المهن الى الله.
وما كاد نقيب الأطباء ينهي كلامه، حتى قام رئيس الوزراء من مقعده واتجه الى منصة الخطابة قائلا: اسمح لي يا سيدي النقيب ان أقبل يدك، فمنذ عشرين عاما وأنا أبحث عنك، فأنا ذلك الطفل الذي ذكرته في حديثك، فلتسعد أمي الآن ولتهنأ، فقد كانت وصيتها الوحيدة لي ان أعثر عليك لأكافئك على ما أحسنت به علينا في فقرنا.
قصة غريبة عجيبة، استوقفتني أحداثها، وكأنها تقول لا تتوقف عن فعل الخير في أي وقت كان، فلربما يكون ذلك الخير بعد حين حدثا كبيرا، ولعلك تضع بذرة لشجرة مثمرة، أو لبنة في بناء شامخ، دون ان تدري كيف وأين متى.وكما قيل..ان الانسان لابد له ان يحصد ما زرع، ان كان خيرا فخير، وان كان شرا فشر.
***
ذكر د.توفيق حمارشة رحمه الله أستاذ اللغة العربية في الأردن، أنه عند دراسته في الأزهر عام 1958م، استأجر شقة هو وأصدقاؤه، وفي أول يوم لهم بالشقة جلس على البلكونة، ورأى مقابل شقتهم شقة تسكنها طالبات جامعيات، وكانت احداهن تجلس على بلكونة الشقة، وما ان رأته حتى أمسكت ورقة وكتبت عليها رسالة ورمتها له، فلما فتحها فاذا مكتوب فيها «أحببتكَ من أول نظرة».
يقول: فجادت قريحتي الشعرية، فكتبت لها على ظهر ورقتها الأبيات التالية:
تظنين الحياة تكون ليلى
ومجنوناً يغني شعر قيسِ
فلست أنا بمجنونٍ بليلى
ولا عبداً لطائشة وكأسِ
وما أنا بالذي يَغوى ويُغوي
وما أنا بالذي يَنسى ويُنسي
فبرهان الاله يرى فؤادي
بأني لست من عُبَّاد انسِ
ولا أهواكِ باسمة المحيا
ولا أنسى بها يومي وأمسي
فظِلُّ اللهِ اسمى مِنكِ عندي
اذا ما قُمتُ من قبري ورمسي
لقد أخطأتِ حين ظننتِ أني
أثيرُ غريزة وأسيرُ جنسِ
فكيف أبيع ايماني وأنسى
حلاوته اذا ما ضاع رأسي
فاسمى من جمالك قول ربي
«ولا يزنون» هذا سر بأسي
فوصف عباده أحلى وأزكى
وميراث الجنان عزاءُ نفسي

يقول فرميتها لها، وبعد ذلك لم نرها تجلس على البلكونة لمدة 3 سنوات.

د.عصام عبداللطيف الفليج
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
328.0096
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top