خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

حروب عربية وإسلامية

2014/01/07   05:19 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
حروب عربية وإسلامية



تكشف دراسة صادرة عن (مركز دراسات الحروب الأهلية) في اوسلو «ان خمس الكرة الارضية كان في نزاعات اهلية اثناء الحرب الباردة، ولكن مع منتصف تسعينيات القرن الماضي، اخذت هذه الحروب تنحسر، بسبب انتهاء الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا وتوقف التمويلات التي تغذي المحاربين بالوكالة في بؤر النزاعات المختلفة في العالم بالأموال والدعم متعدد الأشكال بما فيه التسليح والتدريب»”.
إلا أن نظرة سريعة على واقع الأحداث والتطورات التي تشهدها منطقتنا العربية والإسلامية توضح اننا الاستثناء اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار تجربة التحولات الديموقراطية في اوروبا الشيوعية قبل نحو 25 عاماً، لأن الحروب الاهلية انتهت في مناطق كثيرة ولكنها اخذت تشتعل وتتصاعد وتتناسخ في بلداننا العربية والإسلامية، وهذه الحالة تتجلى بأبشع صورها في سورية والعراق ولبنان واليمن وليبيا والسودان بدولتيه في الشمال والجنوب، وفي افغانستان والباكستان وغيرها من الدول التي تتعدد فيها الأديان والأعراق والقوميات والاثنيات، ما يجعل الشعوب العربية والإسلامية حالة شاذة في شراهتها للقتل والثأر والانتقام المتبادل بين الطوائف والأعراق، ولكم ان تنظروا في قتلى الحرب المستعرة في سورية منذ نحو ثلاث سنوات التي التهمت حتى الآن حسب البيانات الدولية غير المتكاملة اكثر من 100 ألف مدني وحولت ملايين السوريين الى نازحين في بلدهم ولاجئين في دول اخرى، وهذا العراق الذي مضى على تحريره من الطاغية صدام حسين 10 سنوات ترفض مكوناته الاجتماعية والسياسية البحث عن تسويات سياسية تنهي الصراعات التي تتجدد بينهم وتتحول الى حرب اهلية بفضل سياسات الحزب الحاكم (حزب الدعوة الإسلامية) بزعامة المستبد الجديد نوري المالكي، وهذه ليبيا بعد القذافي من الصعب إحصاء ضحايا ميلشياتها التي جعلت البلاد دولة فاشلة، وهذه هي جنوب السودان الدولة الفتية التي لم يمض على ولادتها إلا سنوات معدودة ليدخل سياسيوها في حرب طاحنة تكتسب ابعادا قبلية وعرقية فيما هي ليست إلا نزاعاً على السلطة وخيراتها، وهذه هي حال اليمن وكذلك لبنان حيث يعبث حزب الله باللبنانيين ويقضم دولتهم، وها هي مصر التي يقوض الإخوان المسلمون دورها الريادي ومستقبلها وحياة شعبها لمجرد انهم خسروا السلطة متجاهلين ان الغالبية العظمى من المصريين لا تريدهم ولا ترغب في ان يرتبط مصيرهم بمشروعهم التدميري، وهذه هي افغانستان المتسارعة الى الانهيار بعد خروج القوات الأمريكية والأطلسية نهاية هذا العام الخ.
تقول (الايكونوميست) إنه قبل خمس سنوات، كان يحصى ما متوسطه 37 ألف ضحية في السنة للحروب الأهلية في العالم، ولكن في عالمنا العربي والإسلامي سجلت الحروب الأهلية أرقاماً قياسية تصل الى 187 ألف ضحية في عام واحد، ما يجعلنا كشعوب الأكثر شراسة في التعامل بعضنا مع البعض الآخر المختلف عنا في الدين والمذهب والعرق.
التنبؤات والتوقعات عما ستشهده الدول العربية في السنوات المقبلة مرعبة على خلفية الرفض المطلق للبحث عن الحلول والتسويات للخلافات والمشاكل وإصرار الزعامات السياسية وأمراء الحرب على التجييش المذهبي والعرقي وتشكيل دويلات مستقلة داخل الدول، وتمسك زعامات اخرى بالسلطة حتى وان كان ثمن ذلك تدمير البلاد وقتل العباد.

صوفيا - محمد خلف


التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
86.9969
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top