خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

واشنطن بوست

ساحة المعارك باتت تمتد من العراق وحتى بيروت

2014/01/06   05:04 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
ساحة المعارك باتت تمتد من العراق وحتى بيروت



بقلم – ليز سلاي:

في محاولة للقضاء على المتطرفين الذين ظهروا على نحو مفاجئ في المناطق الشمالية من سورية، وبدأوا يستولون على الأراضي ويشنون هجمات بدءاً من بغداد وحتى بيروت، دخل الثوار السوريون الذين يقاتلون نظام الأسد في معارك ضارية مع هؤلاء المتطرفين المرتبطين بـ«القاعدة».
ويحدث هذا في وقت تخوض فيه قوات الحكومة العراقية معارك أخرى أيضاً لاحتواء ثورة العشائر السُّنّية المتوسّعة في محافظة الأنبار بعد أن تحالفت بعض هذه العشائر مع ميلشيات القاعدة وتمكّنت من تحقيق مكاسب واضحة في الأيام الأخيرة.
والحقيقة ان المعارك الدائرة الآن على جانبي الحدود في سورية والعراق تمثّل برأي المراقبين لحظة حاسمة في الصراعات المتشابكة في البلدين بعد أن تمكّنت الدولة الإسلامية في العراق والشام من البروز في الآونة الأخيرة كأقوى لاعب في المنطقة. فقد تمكّن مقاتلو القاعدة في الأسبوع الماضي من اجتياح مدينة الفلوجة مما دفع جنود الحكومة العراقية لفتح النار على المدينة. إلا أن الحكومة لم تتمكن في ذلك الوقت من تحقيق تقدّم يُذكر ضد مقاتلي المدينة عندما ساندهم رجال العشائر في ثورة كبرى ضد حكومة نوري المالكي.
وفي واشنطن، لاحظت وزارة الخارجية الأمريكية أن بعض زعماء العشائر نهضوا ضد مقاتلي القاعدة في مدينة الرمادي، ونجحوا بعد أن تحالفوا مع قوات الشرطة في طرد رجال الميلشيات من الأجزاء التي كانوا قد استولوا عليها في المدينة.
ولم يتردد وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في التأكيد خلال زيارته لإسرائيل ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة بأي شكل كان باستثناء إرسال قوات أمريكية الى العراق، وقال: سوف نقف مع الحكومة العراقية ومع كل من يساعد في مواجهة هؤلاء الإرهابيين الذين يرتكبون أعمالاً بربرية ضد المدنيين في الرمادي والفلوجة وقوات الأمن العراقية في محاولة منهم للسيطرة على العراق وسورية.

نفوذ أمريكي متضائل

ويُذكر أن أكثر من 1300 جندي أمريكي كانوا قد ماتوا وهم يدافعون عن محافظة الأنبار ضد الميلشيات المرتبطة بالقاعدة خلال الحرب في العراق التي امتدت من 2003 الى 2011، إلا أن النفوذ الأمريكي في العراق ما لبث أن تضاءل على نحو دراماتيكي بعد الانسحاب الأمريكي منه.
والآن، من الواضح ان الحرب، الدائرة في سورية المجاورة، سهّلت إعادة ظهور «الدولة الإسلامية في العراق»، كما كانت تُعرف خلال وجود الأمريكيين، وذلك لأن الحرب في سورية توفّر لهذه المجموعة المجال لتنظيم وتسليح نفسها.
يقول كيري: القتال المحتدم الآن لم يعد يقتصر على العراق بل ويشمل سورية، ومن الواضح ان انتشار الإرهابيين فيها بات يهدد الاستقرار في بقية أنحاء المنطقة برمّتها وهذا ما يجعل كافة الأطراف معنية بهذا الخطر.
وهذا صحيح إذ في أول مؤشر على قدرة الدولة الإسلامية في العراق والشام الوصول الى لبنان، أعلنت مجموعة إرهابية مسؤوليتها عن التفجير الذي استهدف مؤخراً الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله.
صحيح أنه لم يتم بعد التحقّق من صحة هذا الادعاء، لكن الدولة الإسلامية هذه أكدت ان المزيد من مثل هذه الهجمات تستهدف حزب الله الذي أرسل مقاتليه للدفاع عن بشار الأسد في سورية.

مؤشر

إلا أن الانتفاضة في المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون السوريون ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام هي أول مؤشر بعد أشهر من التقدم على تراجع هؤلاء المتطرفين الذين يعتمدون في قتالهم على متطوعين أجانب من العالم الإسلامي.
فمنذ أن أعلنت هذه المجموعة توسيع ساحة الصراع من العراق الى سورية في ابريل الماضي تمكنت من بسط سيطرتها على مناطق واسعة من شمال سورية، وتفوقت على الثوار السوريين الأكثر اعتدالاً الذين شكّلوا رأس رمح في الثورة السورية الأصلية المناهضة للأسد.
إلا أن الانتفاضة الثورية الراهنة المضادة لهذه المجموعة المتطرفة تشكّل الآن برأي الناشطين السوريين «ثورة ثانية» يأملون من خلالها أن يتحوّل زخم المعركة في ساحات القتال لصالح المعتدلين قريباً.
يقول محمد عزوز، وهو ناشط مناهض للنظام يعيش في تركيا بعد أن اضطر لمغادرة مدينة الرقة التي كان يعيش فيها: إن معركتنا ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام أكثر أهمية من القتال ضد النظام.
ومن الملاحظ أن الكثير من العمليات القتالية ضد هذه المجموعة المتطرفة تقوم بها الجبهة الثورية السورية التي هي تحالف تشكّل حديثاً يضم فصائل علمانية تسعى لإبراز نفسها كمتراس ضد القاعدة.
ويبدو أن هذه الجبهة تحقق انتصارات فعلاً في حربها ضد هولاء المتطرفين لأسباب عدة يشرحها العقيد قاسم سعد الدين المتحدث باسم الجبهة بالقول: لقد فقدت الدولة الإسلامية في العراق والشام دعمها الشعبي لأنها عاملت الناس بشكل سيئ للغاية. فقد دأبت على قطع الرؤوس باسم الدين بإضافة كل المناهضين لها. ومن الواضح انها باتت الآن في موقف دفاعي، فقد بدأت تتخذ تدابير احتياطية بينما يتم طردها من عدد من المناطق تمهيداً لدفعها الى خارج الحدود.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
78.0281
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top