

	الثلاثاء 14/04/1447 هـ الموافق 07/10/2025 م الساعة 10:56 توقيت الصلاة الظهر 11:36

مقالات

A A A A A

رؤيتي

الطريق إلى الأخلاق

د.سلـوى الجسـار

2014/01/03

07:58 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 5/0

اليابان ذات الحضارة العريقة والتقدم الاقتصادي والتكنولوجي والتطور في اغلب المجالات بسبب إيمان شعبها بالولاء لها والعمل على رقيها والمحافظة عليها. وجدت اليابان أن «الأخلاق» أساس النجاح في بناء شخصية الإنسان وفي حسن التعامل بين الأفراد فاستحدثت مادة في التعليم باسم «الطريق إلى الأخلاق»، حيث يدرس الطالب هذه المادة من الصف الأول إلى الصف السادس الابتدائي، بالاضافة إلى تدريب الطالب كيفية المحافظة على مدرسته والقيام بتنظيفها مع معلميه دون الحاجة إلى خدم، علماً بأن اليابانيين من أغنى شعوب العالم ولم يثنهم ذلك عن تنظيف مدارسهم بأنفسهم، على عكس ما هو متوفر لدينا حيث كثرة الخدم في المدارس وزيادة عددهم الملحوظ في المنازل حتى بلغ في بعض الأحيان أن أعدادهم أكثر من عدد أهل المنزل، ولقد اتضح من تجاربنا الحياتية السابقة أن مدارسنا قد صعب تنظيفها بل لم تنظف عندما توقفت عمالة التنظيف عن العمل لعدة أيام وانعكس ذلك على تراكم الأوساخ وتكدسها في كل مكان وعاشت المدارس حالة من الفوضى.
إن عامل النظافة الياباني يتمتع براتب يزيد عن 1400 دينار شهريا بسبب طبيعة الوظيفة وحاجتها إلى كوادر معينة، بينما يتقاضى عامل النظافة في الكويت مبلغاً لا يزيد عن 100 دينار في أحسن الظروف حيث لا مجال للمقارنة بين الرواتب. بالإضافة إلى مشاكل الخدم بأنواعها من خلال عملهم في المدارس والمنازل ومؤسسات الدولة، ناهيك عن الحوادث والجرائم التي تطالعنا بها الصحف اليومية حيث ارتفاع معدل الجريمة بسبب كثرة الجنسيات المختلفة التي يحملها مئات الألوف من الخدم والعمالة.ان اهتمام اليابانيين «بالأخلاق» وما تضمنته المادة من معلومات وتوجيهات وتعليمات حيث يمنع استخدام الموبايل في المطاعم والقطارات والأماكن المغلقة بل يجب ان يوضع على الصامت وتظهر كلمة «أخلاق» عند اتصال الآخرين بك. وعند مقارنة ذلك باستخدامنا للموبايل «فحدث ولا حرج» حيث نصنف من أكثر شعوب المنطقة استخداما ولا نستطيع مفارقته حتى ولو لثوانٍ معدودة غير مكترثين بقيمة الوقت وأهميته بالاضافة إلى صرف الكثير من الأموال بسبب استخدامه متناسين أخلاقيات التواصل الاجتماعي لدى البعض وأهمية العلاقات الاجتماعية في مجتمع ذي قيم اجتماعية أصيلة مبنية على القيم والتربية الإسلامية. ان متطلبات العصر وما آلت الظروف الاجتماعية من متغيرات أثرت على الترابط الاجتماعي واحترام البعض للآخر فنحن بأمس الحاجة إلى ادخال موضوع «الأخلاق» في تعليمنا عند تعديل المناهج لما في ذلك من أثر ايجابي وبالغ الأهمية لمصلحة الإنسان ومستقبله. فإن كنا ننشد مستقبلا خاليا من الأمراض الاجتماعية علينا الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية وهذا لن يتحقق بكثرة الكلام والتنظير واتباع القيل والقال بل نحتاج إلى العمل الجاد والاخلاص والمثابرة والتخطيط الجيد، وحسن التعامل مع الآخرين.قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم «أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً». فمن يريد القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الحرص على حسن الخلق مع الآخرين.

د.سلوى الجسار

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

مقالات ذات صلة بالكاتب

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

395.9957


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة