

	الأربعاء 15/04/1447 هـ الموافق 08/10/2025 م الساعة 07:42 توقيت الصلاة الظهر 11:36

منوعات

A A A A A

شايع التميمي «..عفاسي صغير» ينطلق في سماء قراء القرآن الكريم

2013/11/14

07:06 م

شكرا لتصويت

التقيم

التقيم الحالي 0/5

شايع التميمي «..عفاسي صغير» ينطلق في سماء قراء القرآن الكريم

صوته الشاب.. جميل وحلو ورائق ويعد بقارئ جيد سينطلق بقوة في سماء قراء القرآن بالكويت. شايع التميمي شاب كويتي عمره 17 سنة لفت الانظار اليه بقوة حينما ام المصلين في احد مساجد الجابرية في رمضان الماضي، وجذب صوته الشجي قناة العربية الاخبارية كي تقدمه ضمن قراء الكويت المجيدين، مع مشاري العفاسي وخالد الجهيم.
ويحفظ شايع التميمي او «العفاسي الصغير» كما يلقبه زملاؤه واصدقاؤه القرآن الكريم كاملا، بداية من عمر 6 سنوات، ويحلم بتسجيل الختمة القرآنية وبرعاية الدولة للقراء. يقول شايع التميمي واالطالب بالصف الحادي عشر: أدين بالفضل في حفظ القرآن الكريم لوالدي اللذين وفرا لي كل السبل والوسائل لحفظ كتاب الله وكذلك لاخي القارئ ياسر الفيلكاوي الذي قدمني للآذان ولامامة المصلين في المسجد الذي يتولى امامته في الجابرية في رمضان الماضي، وطلب مني ان ارفع الاذان كما هو في الحرمين الشريفين.
وحول لقاء قناة العربية به قال التميمي ان بعض القراء وعلى رأسهم القارئ ياسر الفيلكاوي رشحوه لهذا اللقاء الذي اجرى مع عدد من قراء الكويت.

دراسة جامعية

ويرجو شايع التميمي ان يتمكن بعد الانتهاء من دراسته الثانوية ان يلتحق بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة كي يدرس علوم القرآن او الفقه المقارن، مشيرا الى انه ينوي اكمال دراسته في هذا المجال حتى النهاية.

تقليد العفاسي

بدأ شايع التميمي التلاوة القرآنية بتقليد قراء الحرمين الشريفين، السديس والشريم والمعقيلي، لكنه ظل على تقليده للقارئ مشاري العفاسي حتى طلب منه ان يتوقف عن تقليده يقول التميمي: زملائي يلقبونني بالعفاسي الصغير نظرا لحبي للشيخ مشاري وتقليدي له في التلاوة والانشاد. والحقيقة انه يحق لنا نحن الكويتيين ان نفخر بالقارئ مشاري الذي رفع اسم الكويت في المحافل القرآنية الدولية عاليا بصوته الجميل وروحه المحبة لكتاب الله واخلاصه القلبي لكل اية يقرأها.
وقد التقيت بالشيخ مشاري العفاسي مرة واحدة وعندما سمعني اقلده طلب مني التوقف عن ذلك، والتمسك بشخصيتي المستقلة.
يدرس القارئ الصغير شايع التميمي المقامات سماعيا تقليدا لقارئ سعودي اسمه محمد الغزالي قام بنظم المقامات الثمانية القرآنية والتعبير عنها لحنيا بصوته.

قراء الكويت

ويرى التميمي ان قراء الكويت اصبحوا عالميين وهو ما يعطيه الفرصة كي يصبح معروفا في الكويت وخارجها، لكن القارئ الشاب يخشى من الشهرة على نفسه خاصة انه مازال صغيرا ويحتاج الى استكمال دراسته.
ويعتب شايع التميمي على بعض الذين يحاولون استبعاده من الامامة نظرا لصغر سنه، ويدعوهم الى التأسي بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين الذين كانوا يعطون الفرصة للشباب.
ويدعو القارئ الصغير الشباب في الكويت وخارجها إلى ان يحافظوا على كتاب الله بالدأب على حفظه وفهمه ودراسته، حيث انه اعظم الكتب واسماها، وقد منّ الله به على المسلمين الى يوم الدين.

«سد الذريعة» القاعدة التي ظلمت الإسلام «3»

المغالاة في الذريعة حَرَمت المرأة من طلب العلم والاختلاط والعمل

الأصوليون اشترطوا لتحريم المباح أن يؤدي إلى مفسدة محققة أو يغلب وقوعها لكن البعض يفعل عكس ذلك

الاعتدال في سد الذرائع ثقة في براءة المسلم والغلو فيها سوء ظن بالمسلمين وكأنهم سَيفْجرون بكل امرأة يلقونها!

كتب حسن عبدالله:

تحدثنا في الحلقتين السابقتين عن تعريف سد الذريعة وقلنا انها ببساطة هي الوسيلة او الطريق الموصل الى الشيء المقصود، فسد الذرائع هو منع الطرق والوسائل التي ظاهرها الاباحة لكنها تفضي الى الممنوع. وتوقفنا عند رأي الامام الشافعي الذي رخص الاخذ بسد الذرائع وحرم على الحكام والولاة والقضاة الاخذ بها «لانها حكم على الناس بغير ما اظهروا، واشرنا الى ان المالكية والحنابلة يأخذون بسد الذرائع في كثير من الاحكام.
ثم استعرضنا بعض آراء الدعاة ومنهم سلمان العودة ود.محمدعمارة الذين تراوحت رؤاهم ما بين الدعوة الى اعتبار الاخذين بقاعدة سد الذرائع «كسالى فكريا وفقهيا». أو الحث على عدم التوسع في الاخذ بها.
وفي هذه الحلقة نتوقف عند ما ذكره الشيخ الراحل عبدالحليم ابوشقة في كتابه «تحرير المرأة في عصر الرسالة» حيث افرد فصلا كاملا في الجزء الثالث الذي عنونه بـ«حوارات مع المعارضين لمشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية» وبين فيه كيف اثر التوسع في الاخذ بقاعدة سد الذرائع على المجتمع المسلم، بل ان كثيرا من الاحكام الخاصة بالمرأة بنيت على هذه القاعدة. يقول الشيخ الراحل عبدالحليم أبوشقة تحت عنوان الاعتدال في سد الذريعة ودلالته على أهمية التيسير:
ان التيسير قاعدة محكمة من قواعد الشريعة والله تعالى يقول: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} (سورة البقرة: الآية 185) ويقول سبحانه: {ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم} (سورة الحج الآية 78). ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يسروا ولا تعسروا» وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين الا اختار أيسرهما».
وتقول القاعدة الفقهية: (المشقة تجلب التيسير). ولما كان اتساع دائرة المباح يحقق التيسير على الناس في كل امورهم، كان تضييق الدائرة يعسر على الناس ويجعلهم في حرج من امرهم. والاعتدال في سد الذريعة - كما اتضح من نهج الشريعة - يحفظ على دائرة المباح اتساعها ولا يضيقها الا في حالات شاذة، ومن ثم يوفر التيسير الذي شرعه الله. ولكن الغلو يؤدي الى تضييق الدائرة تضييقا شديدا اذ يحرم كثيرا من المباحات التي اقرها الشارع الحكيم.

الأصل براءة المسلم

ويشير ابوشقة الى ان براءة المسلم تعني استقامة فطرته؛ وهذه الاستقامة هي مناط تكليف المؤمنين بالاوامر الشرعية. قال تعالى: {لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. ثم رددناه أسفل سافلين. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون} (سورة التين: الآيات 4 - 6). وقال تعالى: {إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا. وإذا مسّه الخير منوعا إلا المصلين} (سورة المعارج: الآيات 19 - 22). فالمؤمنون المصلون في أحسن تقويم، واهل للاستقامة ومحل لثقة الشارع في امتثالهم لاوامره ونواهيه، واهل التقوى لله تعالى. ومما يؤكد تقدير الشارع الحكيم لاستقامة المصلين وبراءتهم – وهذا لا ينفي وجود لحظات ضعف احيانا – اقراره لكثير من صور مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية، مثل المشاركة في الجهاد سواء بسقي العطشى او مداواة الجرحى او نقل المرضى وكل هذه الاعمال وما تقتضيه من مخالطة قد تفتح بابا للفتنة. ولكن الشارع شرعها ثقة منه في براءة المسلمين رجالا ونساء فضلا عن حاجة الجيش المسلم الى مثل هذه الخدمات.
كذلك اقر الشارع خلافة الرجل اخاه – الذي خرج غازيا في سبيل الله – في اهله بل وحض على ذلك. فعن زيد بن خالد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «... ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير (وفي رواية مسلم: في اهله) فقد غزا» [رواه البخاري ومسلم]. علما ان الخلافة يتبعها عادة مخالطة الرجل لامرأة مغيبة – من غاب عنها زوجها – وقد تطول الغيبة، وفي هذا قدر كبير من احتمال الفتنة ولكن الشارع الحكيم اقر الخلافة وحض عليها ثقة منه في المسلم ومروءته من ناحية، وحرصا منه على توفير حاجات المرأة من ناحية اخرى، وتربية لروح الجماعة وتعاونها من ناحية ثالثة. وبما ان الثقة في مروءة المسلم اكبر في مثل هذا الموضع كانت العقوبة عند الخيانة اكبر. وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم خطر خيانة الغازي في اهله وبشاعة هذه الجريمة وعظم العقوبة عليها فقال: «حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة امهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين فيخونه فيهم الا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ماشاء فما ظنكم؟».
فاذا كان الاعتدال في سد الذريعة يدل على الثقة في براءة المسلم، ففي الغلو فيها نفي لهذه البراءة وسوء ظن بالمسلمين وكأنهم سيفجرون بكل امرأة يلقونها. بينما يعلمنا الله سبحانه ان نثق بمجتمع المسلمين ونظن فيه الخير. يقول تعالى بشأن حديث الإفك: {لولا إذا سمعتوه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا} (سورة النور: الآية 12).

تحريم الحلال

ويشير عبدالحليم أبو شقة الى ان تحريم الحلال وتحليل الحرام سواء في العدوان على شرع الله حيث يقول تعالى: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله اذن لكم ام على الله تفترون}. (سورة يونس: الآية 59).
وقال تعالى: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب. ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} (سورة النحل: الآية 116)
ان في تحريم الحلال خطراً كبيراً على شرع الله، اذ ان هذا التحريم يتلبس بكثير من الدعاوى الباطلة مثل دعوى الرغبة في المزيد من القرب الى الله وكسب مثوبته. او دعوى الورع والبعد عن الشبهات، او دعوى سد الذريعة وأمن الفتنة. وقد انكر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم اشد الانكار دعوى الرغبة في المزيد من المثوبة باجتناب ما احل الله. وقد مر بنا حديث الثلاثة الذين تقالوا عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانكر عليهم وقال: «فمن رغب عن سنتي فليس مني» كما انكر صلى الله عليه وسلم اشد الانكار دعوى الورع وقال – كما مر بنا: «ما بال اقوام يتنزهون عن الشيء اصنعه!!» ولذلك قال الشوكاني: (ليس في ترك الحلال ورع) على انه قد يلتبس على البعض – احيانا – حديث سرول الله صلى الله عليه وسلم: «الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات – اي شبهت بغيرها مما لمُ يتبين به حكمها بشكل واضح (وفي رواية مسلم: مُشتبهات) لا يعلمها كثير من الناس. فمن اتقى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه».. [رواه البخاري ومسلم].
يلتبس على البعض هذا الحديث، فتتسع عندهم دائرة المشبهات، وتبتلع كثيرا من المباحات حتى تنمحي تماما من ساحة الشرعية. هذا رغم ان الحديث يقول: «بينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس» اي ان هذه المشبهات حكمها بين واضح عند القليل من الناس وهم العلماء. وهذا يعني ان المشتبهات انما تشتبه على كثيرين في وقت ما، وعليهم اجتنابها عندئد، ولكن عليهم ايضا ان يلجؤوا الى من عنده علم فيتبينوا منه الحكم وتزول الشبهة، وعندها يندرج الامر اما في دائرة الحلال واما في دائرة الحرام.

أمن الفتنة

أما دعوى سد الذريعة وأمن الفتنة- فالباطل فيها هو الخروج عن الشروط التي قررها الأصوليون لضمان تطبيق قاعدة سد الذريعة على وجه صحيح. فقد اشترط الأصوليون لتحريم المباح أن يكون مؤدياً إلى مفسدة محققة أو مفسدة يغلب وقوعها، ولكن البعض يحرم المباح إذا أدى لوقوع مفسدة ولو نادراً. كما يتطير هؤلاء ويدعون بالويل والثبور وعظائم الأمور دون تدبر في قدر المفسدة وقدر المصلحة المترتبة على الفعل واختيار الأرجح منهما.
إن الإسلام جاء ليحرر الدين- دين الله القيم- من وصمة الطغيان والقهر للإنسان، تلك الوصمة التي تصرف العقلاء الأسوياء عن الدين. لذا عملت شريعته على تحرير الإنسان من أغلال التحريم- تحريم طيبات الحياة- لأن هذا التحريم يعني إمساك رحمة الله عن الناس ووقوعهم في قبضة الكهان وما يشبه الكهان من مدعي العلم والدين، أملا في أن يخففوا عنهم بعض هذه الأغلال ولو بحيلة من الحيل.

غلو الخلف في سد الذريعة

إن قاعدة سد الذريعة- يقول الشيخ عبدالحليم أبو شقة- تعني أن الأمر المباح يصبح مكروها أو حراما إذا كان فعله ذريعة إلى فساد أو فتنة وهي قاعدة في ذاتها محكمة ولكن تطبيقها محل اجتهاد واسع واختلاف كبير. وهنا مضلة أفهام ومزلة أقدام كما يقولون. ومن ينظر من كتب الفقه المتأخرة أو يستعرض تطبيق المسلمين يلحظ بوضوح كم ضلت أفهام وزلت أقدام في تطبيق هذه القاعدة الجليلة حتى أضحت سيفاً مسلطاً على كثير من الأحكام الشرعية، فصبغت حياة المجتمع المسلم بصبغة مخالفة لما كان عليه الأمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أمثلة هذه الأحكام:
- شرع الإسلام للمرأة حضور الجماعة في المسجد ولكن منعت سداً للذريعة.
- أمر الإسلام المرأة بحضور صلاة العيد ولكن منعت سداً للذريعة.
- سن الإسلام للإمام أن يجعل درساً خاصاً للنساء ولكن منع سداً للذريعة.
- سن الإسلام للإمام أن يخص النساء بعظة بعد خطبة العيد ولكن منع سداً للذريعة.
- أمر الإسلام الخاطب أن يرى مخطوبته ولكن منع سداً للذريعة.
- أمر الإسلام المرأة أن تطلب العلم الذي يقيم دينها ويقيم دنياها ولكن منعت سداً للذريعة.
- شرع الإسلام للمرأة أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ولكن منعت سداً للذريعة.
- شرع الإسلام للمرأة أن تبيع وتشتري وتعمل لكسب عيشها (عند عجز العائل أو فقده) أو تعمل لتعين زوجها الفقير ولكن منعت سدا للذريعة.
- سن الإسلام للمرأة أن تضمد الجرحى وتسقي العطشى في الجهاد ولكن منعت سداً للذريعة.
- شرع الإسلام للمرأة أن تكشف عن وجهها وكفيها خارج بيتها ولكن منعت سداً للذريعة.
سن الإسلام للمرأة أن تلقى الرجال في حدود الآداب الشرعية ولكن منعت سداً للذريعة.

من آداب المساجد

من الآداب التي ينبغي للمؤمن ان يراعيها: دخول المسجد مبتدئا بالرجل اليمنى، وبالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وسؤال الله الرحمة، وعند الخروج يخرج مبتدئا بالرجل اليسرى، وسؤال الله من فضله، ومما اوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم كما روت فاطمة الزهراء رضي الله عنها ان يقول عند الدخول: «بسم الله اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي ابواب رحمتك» (أخرجه أحمد والترمذي) وعند الخروج، يقول مثل ذلك مع زيادة (وفضلك) «وافتح لي ابواب رحمتك وفضلك».
ومن السُّنَّة: ان يبدأ المسلم بصلاة ركعتين تحية للمسجد، فعن قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل احدكم المسجد فليركع ركعتين قبل ان يجلس» (أخرجه مسلم ورواه ابو قتادة رضي الله عنه) وهذه مزية للمسجد يتميز بها عن سائر البيوت.
وعند دخول المسجد على المسلم ألا يتخطى رقاب الناس، وألا ينازع احدا في المكان، وألا يضيق على احد في الصف، وان يتحاشى المرور بين يدي المصلي، وكذلك ينهى الجالسون في المسجد عن البصاق، وعن التنخم، وعن فرقعة الاصابع، وعن كل ما لا يتفق مع وقار المسجد وحرمته.
ان المساجد بيوت المتقين، وان الحرص على زيارتها ومراعاة آداب الجلوس فيها، يرفع الدرجات، ويكون سببا في عظيم الثواب، وقد جاء في الحديث: «ان المساجد بيوت المتقين، ومن كانت المساجد بيته ضمن الله تعالى له الروح والراحة والجواز على الصراط»، وقال صلى الله عليه وسلم: «بشر المشائين في الظلم الى المساجد بالنور التام يوم القيامة» (رواه بريدة رضي الله عنه واخرجه ابو داود والترمذي وقال: حديث غريب)، وقال: «من تطهر في بيته ثم مشى الى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه احداهما تحط خطيئة، والاخرى ترفع درجة». (اخرجه مسلم ورواه ابو هريرة).
ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لتميم الداري حين علم انه جلب زيتا، واستخدمه في اضاءة المسجد فقال: «نورت الاسلام، نور الله عليك في الدنيا والآخرة».

خليل الفيلكاوي

حروف نيرة

{..فلا تظلموا فيهن أنفسكم..}

ميّز الله تعالى من شهور السنة أربعة قال فيها تعالى: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حُرُم} سورة التوبة/ 36، وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، فهي شهور تعظم حرمتها، الذنب فيها أشد، والأجر أعظم، يقول تعالى: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} فلا يظلم العبد نفسه في هذه الشهور بارتكاب الآثام التي هي ظلم للنفس.
يقول قتادة رضي الله عنه في تشريف هذه الأشهر: (الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووزراً فيما سواها، وان كان الظلم في كل حال عظيماً، ولكن الله عز وجل يعظم من أمره ما يشاء)، وعن ابن عباس رضي الله عنه: (خص الله من شهور العام أربعة أشهر فجعلهن حرما وعظم حرماتهن وجعل الذنب فيهن والعمل الصالح والأجر أعظم).
ولذلك يقول تعالى فيها: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} فلا تظلموا أنفسكم في هذه الشهور بارتكاب المعاصي والكسل عن العمل الصالح، قال العلامة ابن كثير رحمه الله في تفسيره لا تظلموا أنفسكم في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد وأبلغ في الاثم من غيرها.. انتهى.
فإن هذه الأربعة عظمها الله تعالى واصطفاها من الشهور، وضاعف فيها الثواب والعقاب، فمن عظّم هذه الأشهر الحرم واحتاط من السيئات والوقوع في المعصية والذنوب وأكثر فيها من الذكر وأعمال الخير والطاعات، عظم فيها ثوابه وضوعفت له الحسنات.
فالمسلم يعظم هذه الأشهر المباركة وأعظمها شهر الله المحرم أول شهور السنة الهجرية والذي أضيف الى لفظ الجلالة تشريفاً وتعظيماً، وهو الشهر الذي حث فيه رسولنا الكريم على الصيام من بعد رمضان ففي الحديث الشريف: (أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم) رواه مسلم، فقد رغب الحديث في الاكثار من الصيام في شهر محرم لما في ذلك من فضل كبير.
أعاننا الله واياكم على فعل الخيرات في هذا الشهر الكريم ونسأله تعالى ان يجعله عامراً بالطاعات وأن يجعلها سنة خير وبركة للمسلمين كافة.

د/أريج السنان
aaalsenan@

الصحابي المتواضع

ترامى الى سمع أبي عبيدة بن الجراح أحاديث الناس في الشام عنه، وانبهارهم بأمير الأمراء، فجمعهم وخطب فيهم قائلا: «يا أيها الناس، اني مسلم من قريش، وما منكم من أحد أحمر ولا أسود، يفضلني بتقوى الا وددت أني في أهابه»!! وعندما زار أمير المؤمنين عمر الشام سأل عن أخيه، فقالوا له: (من؟) قال: (أبوعبيدة بن الجراح) وأتى أبوعبيدة وعانقه أمير المؤمنين، ثم صحبه الى داره، فلم يجد فيها من الأثاث شيئا، الا سيفه وترسه ورحله، فسأله عمر وهو يبتسم: (ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس؟)، فأجاب أبوعبيدة: (يا أمير المؤمنين، هذا يبلغني المقيل).

الأعمش والجندي

خرج الأعمش في مرة من المرات، فإذا بأحد الجنود يأمره، وهو لا يعرفه لأن الاعمش كان يلبس ثيابا رثة، فقد كان فقيرا، بأن يحمله ويعبر به النهر… فلما ركب الجندي فوق كتف الأعمش قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين}، فمشى به حتى توسط النهر، ثم قال الأعمش: {وقل ربي أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين}، ثم رمي به في النهر!!

لا تلعنوه

عن عمر بن الخطاب ان رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبدالله، وكان يلقب حمارا، وكان يضحك رسول الله، وكان النبي قد جلده في الشراب، فأوتي به يوما فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما اكثر ما يؤتى به، فقال النبي: «لا تلعنوه فوالله ما علمت الا انه يحب الله ورسوله». وكان هذا الرجل الذي لقب بالحمار يهدي لرسول الله وعاء من السمن ووعاء من العسل، فإذا جاء صاحبها يتقاضاه جاء به الى رسول الله فيقول: يا رسول الله اعط هذا ثمن متاعه، فما يزيد رسول الله على ان يبتسم.

الفاروق ضاحكاً

كان عمر يبايع النساء بأمر من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويحلفهن عن رسول الله فلما قال لهن: «ولا تقتلن أولادكن»، فقالت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان: ربيناهم صغارا فقتلتموهم كبارا (تقصد يوم بدر)، فضحك عمر بن الخطاب حتى استلقى.

المزيد من الصور dot4line

عبدالحليم أبوشقة

القارئ الشاب شايع التميمي في لقطة مع الشيخ مشاري العفاسي

أخبار ذات صلة dot4line

التعليقات الأخيرة

All Comments

أكثر المواضيع مشاهدة

Tweets by WatanNews !function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");

81.0178


موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة