خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

واشنطن بوست

كيف تستطيع إسرائيل نسف الاتفاق النووي مع إيران؟

2013/11/10   08:59 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
كيف تستطيع إسرائيل نسف الاتفاق النووي مع إيران؟



بقلم – ماكس فيشر:

لاشك أن الأيام القليلة الماضية كانت سيئة بنظر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو. فبينما تزداد علاقته برودة مع الولايات المتحدة، يقترب العالم من إبرام اتفاق نووي مع إيران يراه نتنياهو متهوراً وخطيراً.
لكن على الرغم من أنه يبدو معزولاً على نحو متزايد على المسرح الدولي، يمتلك هذا الزعيم الإسرائيلي نفوذاً مهماً في واشنطن يستطيع أن يستخدمه لتقويض المحادثات مع إيران بل وربما نسفها بالكامل.
والحقيقة أن متاعب نتنياهو بدأت يوم الأربعاء الماضي حينما وجّه وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بعض الانتقادات الحادة لعملية توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وذلك لأنها تشكل برأي الولايات المتحدة تهديداً لمحادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
قال كيري بينما كان في بيت لحم، حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس: كنا ولا نزال نعتبر المستوطنات تطوراً غير مشروع. ولاحظ كيري أن الفلسطينيين يعتبرونها غير شرعية أيضاً.
وكانت وكالة «رويترز» الإخبارية قد تناولت جولة كيري في المنطقة، ووصفت اجتماعه مع نتنياهو بالمثير للشعور بالإحباط. فقد بدا وزير الخارجية الأمريكية وكأنه يوجّه صفعة لنتنياهو بانتقاده المستوطنات وبتأييده بحرارة التزام الرئيس عباس بالحل الذي يستند الى قيام دولتين.
بعد هذا، توجه كيري الى جنيف التي كان فيها الدبلوماسيون الغربيون والإيرانيون يحاولون التوصل لاتفاق نووي يعارضه نتنياهو علناً.
فهو يراه مجرد «فخ إيراني» لتخفيف العقوبات وتقسيم موقف الغرب دون تنفيذ الوعود الإيرانية بشأن وقف السير على الطريق النووي.
بالطبع تشارك إدارة أوباما رئيس الحكومة الإسرائيلية شكوكه حيال إيران، لكنها تعمل على الرغم من ذلك على دفع المفاوضات الى الأمام من خلال التلميح الى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران.

اتفاق القرن

لكن من الواضح ان نتنياهو غاضب جداً مما يجري فهو يقول محذراً: لقد حظيت إيران بـ«اتفاق القرن» وحصل المجتمع الدولي على اتفاق رديء.
غير أن المسألة المهمة الآن هي ما إذا كان بمقدور نتنياهو أن يفعل أي شيء آخر غير التعبير عن الشعور بالغضب، لاسيما أنه لا يتفق أيضاً مع الأوروبيين الذين يريدون التوصل لاتفاق مع إيران. فإذا كان بإمكانه تحمّل أن تواجه شراكته مع الأمريكيين بعض العقبات والخلافات، إلا أن علاقات إسرائيل بأوروبا تبدو حساسة أكثر بل وثمة احتمال لأن تتحرك نحو منزلق خطير. ذلك أن الأوروبيين متحمسون جداً في موضوع التوصل لاتفاق مع إيران وهم يختلفون مع نتنياهو أيضاً حول دور الحكومة الإسرائيلية الذي يعتبروه متصلباً وغير بنّاء في محادثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية.
لذا، إذا اعتقد الأوروبيون أن نتنياهو يسعى لتقويض عملية التوصل لاتفاق مع إيران أو – وهو الأسوأ – كان مسؤولاً عن نسفه، فإن تأييدهم لاستمرار العقوبات على إيران يمكن أن يتبدد، وهذا عكس ما يريده نتنياهو بالطبع.
يقول الصحافي جيفري غولدبيرغ: إذا بدا نتنياهو متصلباً في محادثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية وفي موقفه من المفاوضات مع إيران، سوف يُصبح عندئذ منعزلاً عن بقية العالم في لحظة هو أحوج ما يكون فيها لمساعدة المجتمع الدولي.

تأثير

بيد أن كل هذا لا يعني أن إسرائيل عاجزة أو مغلوبة على أمرها، إذ يستطيع نتنياهو أن يمارس تأثيراً حقيقياً على محادثات الغرب مع إيران من خلال الكونغرس الأمريكي. وهذا يعني بكلمات أخرى أن أكبر العقبات أمام أي اتفاق نووي مع إيران لن تكون على الأرجح في جنيف، التي اتفق فيها الدبلوماسيون على الخطوط العريضة للاتفاق بل في واشنطن وطهران. فالساحة السياسية الداخلية في كلا البلدين منقسمة بشدة حيال التوصل لاتفاق ما، وهناك شعور عام فيهما بعدم الثقة بل وبالعداء.
بل وثمة خلاف واضح بالفعل بين البيت الأبيض والكونغرس، فبينما ألمح المفاوضون الأمريكيون في جنيف الى احتمال تخفيف العقوبات عن إيران، تحرك أعضاء الكونغرس نحو فرض المزيد من العقوبات المتشددة عليها، ما يعني عملياً تقويضاً لهذا المقترح الأمريكي. كما بدأ الآن عدد من الأعضاء ليس فقط الجمهوريين بل وأيضاً الديموقراطيين التجمع حول فكرة أن أي تخفيف للعقوبات سوف يشكل خطراً ويتعيّن بالتالي معارضته. وهنا علينا أن نتذكر أن الرأي العام الأمريكي يحتفظ، وفقاً لعمليات استطلاع الآراء بوجهات نظر سلبية جداً إزاء إيران. وكان أعضاء الكونغرس قد انتقدوا أيضاً سياسة إدارة أوباما في الشرق الأوسط، ونجحوا في الفترة الأخيرة في منع البيت الأبيض من تنفيذ ضربات جوية محدودة ضد سورية. وهذا يعني أن الإدارة ستواجه أوقاتاً صعبة في تمرير سياستها الشرق أوسطية المثيرة للجدل عبر الكونغرس المصمم على عدم الوقوف بجانب أوباما.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
80.0139
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top