خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

فايننشال تايمز

مصير المحادثات يعتمد على رد فعل الداخل في أمريكا وإيران

2013/11/09   07:58 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
مصير المحادثات يعتمد على رد فعل الداخل في أمريكا وإيران



بقلم – آيڤو دالدر:

قبل سنة كان احتمال التوصل لاتفاق نووي أمريكي-إيراني يبدو بعيداً جداً، لكن ثمة احتمال كبير الآن لأن يتمكّن المفاوضون المجتمعون في جنيف من إبرام اتفاق هذا الأسبوع بشأن برنامج إيران النووي، فكل الدلائل تشير الى جدية المتفاوضين وتصميمهم على الوصول لاتفاق ما.
لكن إذا كانت الخلافات بين إيران وأمريكا لا تزال كبيرة، إلا أن الجزء الأصعب من هذه المفاوضات يتمثل في انعكاساتها على مستوى الداخل في أمريكا وإيران.
فمعظم المفاوضات الدولية المهمة هي برأي روبرت بوتنام، المتخصص في السياسة الخارجية، لعبة من مستويين يتمثل الأول في المفاوضات التي تجري على الطاولة بين الفرقاء المعنيين، ويتمثل الثاني في انعكاساتها على الدوائر الانتخابية في الداخل، والمفاوضات الإيرانية ليست مختلفة عن هذا، لذا سيعتمد نجاحها على مدى تأييد القوى الداخلية في الولايات المتحدة وإيران لمثل هذه المحادثات المباشرة.
غير أن من الأسباب التي تدعو للتفاؤل في محادثات جنيف هو أن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني يبدو جاداً في موضوع التوصل لاتفاق، وهو يحظى على ما يبدو حتى الآن بدعم مرشد إيران الأعلى علي خامنئي. لكن من الواضح ان روحاني وفريقه يريدون الوصول للنتائج بوقت قصير جداً، فهم بحاجة لتأمين «تخفيف سريع» في العقوبات والتقليل الى أدنى حد من أية عقبات أمام برنامج إيران النووي. وما من شك في أن فشلهم في تحقيق أي من هذين الهدفين سيؤدي الى تعزيز قوة أنصار الخط المتشدد في الداخل مما قد يؤدي بدوره الى نسف أية مفاوضات لاحقة في المستقبل.

تشكك

والواقع أن الرئيس أوباما يكافح هو الآخر أمام عقبات داخلية مماثلة لكن مختلفة في نوعها. إذ لا تزال هناك غالبية كبيرة من كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي متشككة بعمق بنوايا إيران. بل وبدلاً من التفكير في تخفيف حدة العقوبات، يُفضل زعماء الكونغرس تشديدها أكثر. وبينما تسعى طهران لتقليل القيود المفروضة على برنامجها النووي، يتشدد الكثيرون في الكونغرس في مطالبهم التي يُصرون فيها، ليس فقط على وقف كل النشاطات النووية الرئيسية في إيران بما فيها التخصيب بل وأيضاً حظرها للأبد.
من هنا يكمن التحديد أمام الرئيسين أوباما وروحاني في التوصل لاتفاق يأخذ بعين الاعتبار مواقف القوى الداخلية المعارضة والتغلب عليها بالنهاية.
وهنا يلعب الوقت دوراً حاسماً، فبينما يتطلع المتشددون في طهران للبرهان بأن التسوية لن تنجح، يُبدي الكونغرس استعداده لفرض عقوبات جديدة.
لذا، حتى ولو كان التوصل لاتفاق نووي شامل أمراً ممكناً، سوف تستغرق المفاوضات أشهراً عدة لإبرامه.
لذا، بدلاً من العمل للتوصل لاتفاق كامل، يتعيّن أن تستهدف المفاوضات الجارية الآن في جنيف تحقيق هدف سريع هو إبرام اتفاق مؤقت بحيث يصبح من الأسهل التوصل لاتفاق شامل في المستقبل.
إذ يمكن أن توافق إيران على سبيل المثال على وقف عملية التخصيب فرضاً لستة أشهر، وتحوِّل معظم مادتها النووية الى وقود لاستعماله في مفاعل أبحاثها مقابل إفراج واشنطن عن بعض الأموال الإيرانية في الخارج. لكن يتعيّن على إيران الموافقة أيضاً على عمليات التفتيش الدولي في أي وقت للتحقق من استمرار تجميد عملية التخصيب.

مجال للمناورة

والحقيقة أن مثل هذا الاتفاق قصير الأمد يمكن أن يوفر الوقت الضروري للوصول لاتفاق أشمل. ويمكن أن يوفر لكلا الطرفين مجالاً للمناورة للتفاهم مع الدوائر السياسية الداخلية.
إذ يستطيع الرئيس روحاني أن يتفاخر عندئذ بأن الاتفاق سيرفع القيود عن جزء من الأموال الإيرانية في الخارج، وان تجميد تخصيب اليورانيوم يمكن وقفه في أي لحظة.
وبالمقابل، سيكون بمقدور أوباما القول إن وقف تخصيب اليورانيوم بإيران يعني وقفاً للبرنامج الإيراني في مكانه مع التأكيد بأنه (أوباما) لم يرفع العقوبات.
لكن على الرغم من هذا، يمكن ألا تُقنع هذه الحجج في إيران أولئك الذين يريدون رفع العقوبات بالكامل، ولا تُقنع في أمريكا (وإسرائيل) أولئك الذين يصرون على وضع حد نهائي لبرنامج إيران النووي. فأي اتفاق مؤقت برأي هؤلاء ليس سوى خطوة أولى نحو اتفاق آخر سيئ لا محالة.
لكن حتى لو استمرت مثل هذه المعارضة للاتفاق المؤقت، ليس واضحاً ما إذا كانت ستنجح. فقد أظهر المرشد الأعلى في طهران تأييده للمفاوضات، ومن المتوقع أن يمنح روحاني مساحة إضافية للمناورة من أجل التوصل لاتفاق يؤدي الى رفع العقوبات.
ويمكن أن يسعى الكونغرس في واشنطن لتعزيز العقوبات، لكن هذه الخطوة ستواجه على الأرجح معارضة قوية، ليس فقط من إدارة أوباما بل ومن حلفائه الأوروبيين أيضاً.
ومهما يكن الأمر، يتعيّن ألا تحجب أجواء التفاؤل الراهن مدى صعوبة وتعقيد المفاوضات الراهنة. فبينما تتركز كل العيون على طاولة المفاوضات في جنيف، ستكون المساومات الحقيقية في واشنطن، طهران، القدس وعواصم أوروبية أخرى.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
78.9956
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top