خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

الإسلام السياسي والعنف الديني

2013/11/06   04:42 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0



تكشف الأحداث والتطورات التي تشهدها المجتمعات العربية والإسلامية وبإلحاح وإصرار واضحين ان الإشكالية الأهم في بناء الديموقراطية وترسيخها في هذه المجتمعات هي الإسلام السياسي وأحزابه ومحاولاتهم المستميتة لاستخدام الانتخابات والديموقراطية أداة ووسيلة لإقامة أنظمة دينية ايديولوجية يتولاها مرشد أعلى على النموذج الإيراني، وهذا تجلى في خطط الإخوان المصريين قبل إقصائهم عن الحكم.
إن عملية إخضاع الدولة للدوغما الدينية أهدافها الحقيقية ليست إعلاء راية الدين والإسلام بل السيطرة على مقدرات الدولة والتحكم بمصائر الناس وتغييبهم عن القضايا الأساسية التي ترتبط بحياتهم اليومية ومستقبل أطفالهم وإشغالهم بالخرافة، وما يحصل في العراق على يد أحزاب الإسلام السياسي يمثل الذروة في عملية الغش والخداع السياسي على أوتار دينية.
وهذه المشكلة تتعقد وتكبر بمرور كل يوم مع تنامي دور العولمة وتطورها وتأثيرها على حركة الأحداث في العالم، حيث يظهر العالم الغربي المسيحي منتجاً ومبدعاً لكل وسائل التكنولوجيا والتقنيات المتطورة، فيما يلعب العرب والمسلمون دور المستهلك للحضارة الغربية والكاره لها هارباً من تحمل مسؤوليته عن هذا التخلف بإلقائها على الغرب المسيحي المستعمر السابق الذي يريد أن يبقيهم متخلفين، على أن هذا لا يلغي شعورهم بالمهانة والعزلة التي تجعلهم مندفعين الى أقصى حد في كراهيته واعتماد العنف والإرهاب كرد فعل انتقامي ضده، متوهمين ان إعادة انتاج نظام الخلافة الإسلامية سيجعلهم كما كانوا في الماضي البعيد أسياد العالم عندما كانت اوروبا تعيش مرحلة الانحطاط والظلام.
مؤشرات الأرقام التي تتضمنها التقارير الصادرة عن الهيئات العربية والدولية المتخصصة تنذر بأن الشرق الأوسط أصبح بمثابة قنبلة موقوته اجتماعياً واقتصادياً، إذ أن أحدها يشير الى ان معدل البطالة الآن يزيد على %20 من حجم سكان الدول العربية، ويشكل الشباب نسبة الـ%60 منهم، وهذه النسبة تتزايد بمعدل 3 و4 سنوياً مع انضمام أكثر من ثلاثة ملايين شخص سنوياً تتجاوز أعمارهم الـ19 عاماً فما فوق الى سوق العمل، مليون في مصر و300 ألف في سورية و500 ألف في العراق، هذا فيما تشير التوقعات الى ارتفاع عدد العاطلين في السنوات المقبلة ليصل الى 150 مليون شخص العام 2020.
في السنوات العشر الأخيرة استفادت جماعات العنف الديني المسلح في بلداننا من انعدام الشرعية السياسية والاجتماعية للأنظمة الحاكمة واستثمر تنظيم «القاعدة» عملية اضطهاد شرائح وجماعات على يد هذه الأنظمة لبناء وتشكيل خلايا وشبكات سرية، من دون تجاهل ان الخلل في العلاقة بين الانظمة ومجتمعاتها كان سبباً في نمو العنف الديني.

صوفيا – محمد خلف
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.0001
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top