خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

منابع الإرهاب.. أين؟

2013/11/02   08:03 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0



في كلمة ألقاها في مايو الماضي، وأعلن فيها صيغة جديدة للحرب على الإرهاب، أقر الرئيس الأمريكي أوباما أنه «لا يمكننا استخدام القوة في كل مكان به جذور للأفكار المتشددة»، والبديل الوحيد لـ«الحرب الدائمة» هو جهد مستدام لتجفيف «منابع التطرف».
اليوم غازل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هذه النبرة في التصريحات للبحث عن منابع الإرهاب من اجل تجفيفها، ولكن السؤال: أين هي منابع الإرهاب في العراق خاصة وفي منطقة الشرق الأوسط عامة؟
سؤال واسع جغرافياً سواء في مفهومه المكاني او الزماني، بل وحتى الفكري البنيوي في تحليل أفكار الآخرين بنظرية الشك اذا ما لنا أن نستعيد أفكار ديكارت ونيتشه، كمحاولة لفهم الآخرين، لأهمية تحديد نوع الأفكار التي ترى واشنطن اليوم بأنها مصدر التهديد الإرهابي، في وقت ترى دول الشرق الأوسط انها تعبّر عن ثوابت دينية ووطنية لا يمكن العبور فوقها، سارعت إيران الى ترويج فكرة القفز على ثوابتها من اجل الحصول على الكارت الأمريكي الأخضر.
المعروف أن مبادئ الحرب الخمسة في التعبئة العامة لحركة قطعات الجيوش تبقى مطلوبة، فيما يوصف بالحرب النظامية على منظومات العصابات غير النظامية، تعبيراً عن منظومات الحرب الإرهابية التي لا تعتمد على مقومات الحرب النظامية أكثر من ابتكار حواضن مدني تنطلق منها لشن عمليات نوعية تحدث الإرباك المطلوب في الأمن الوطني ما دامت الحرب نوعاً من الإجبار على اتخاذ قرارات سياسية لم يوافق المفاوض السياسي المساومة عليها إلا بالدم في مضمون تعريف الجنرال البروسي كارل كلاتوفيتز؟
والانتقال مباشرة الى تعريف حواضن الإرهاب في العراق، فإن التعريف الأمريكي المتكرر يتعامل مع تهديدات تنظيم القاعدة والميلشيات الشيعية في بوتقة واحدة، وهو ما جعل واشنطن تضع كل بيضها في سلة المالكي ما بعد «صولة الفرسان» التي لم تستثن اي من الطرفين، لكن سرعان ما عاودت واشنطن حساباتها في تحليل هذه المعطيات لمعرفة ان عمليات المليشيات الشيعية أشد خطراً عندما تفترض نوعاً من الانصهار الطائفي للمجتمعات داخل المناطق المتنوعة، فانتهت الى وجود أغلبية شيعية يتطلب على السّنّة التعامل معها كأسياد الحرب والمعاناة من التهميش بل حتى الكثير من الأغلبية الشيعية الصامتة لا تتمن من رفض ممارسات هذه المليشيات ولعل أبرزها رفع صور الإمام الخميني، رحمه الله، ومرشد الثورة الإيرانية الخامنئي في مفارق الطرق، كنوع من الدلالة على التبعية لولاية الفقيه التي لا تحظى بموافقة الكثير من شيعة العراق حتى اليوم.
مشكلة الحكم في العراق الجديد أنه يدفع بأزماته نحو الأمام، لأن الحلول الأمريكية عن تقسيم فيدرالي تبدو غير مطلوبة مع حلول الأحزاب الشيعية الإسلاموية التي تريد فيدرالية شيعية من بغداد حتى البصرة، يضاف لها ما يتبقى من المناطق المتنازع عليها مع الأكراد شمالاً حتى وإن أدى ذلك الى موجة انتقال بشرية كبرى «تراسفير» مثل تلك التي حدثت خلال استقلال الباكستان عن الهند، وهذا ما يتكرر في تصريحات نواب من التحالف الوطني من أبرزهم جواد البزوني، وهو الإثم الاجتماعي الذي ترفض حوزة النجف وكبير مراجعها آية الله السيستاني تحمّله، لذلك رفض حتى منح حق الفيدرالية للبصرة في عدة محاولات قام بها القاضي وائل عبداللطيف مرة واخرى من مجلس محافظة البصرة، حتى ان الباحث الأمريكي انتوني كرودسمان يرى ان الحكومة «الشيعية» لها علاقات قوية مع إيران وهي خاوية عسكرياً ترى ان مواطنيها من السّنّة والأكراد كمصادر تهديد لها، وفقاً لما ذكره في دراسة نشرت في موقع مركز الدراسات الاستراتيجية لجامعة كربلاء.
كل ما تقدم يؤشر الى أن المرحلة المقبلة ستكون قاسية، في تطبيقات مشددة ضد حواضن الإرهاب في الأنبار والموصل وديالى، وربما تصاحبها موجة من الانكسار والخلايا النائمة لاسيما خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لترتيب استحقاقات الانتخابات المقبلة تحت ذات العنوان الذي فاز بها المالكي في انتخابات عام 2010، ألا وهو الأمن ولكن هذه المرة بمعدات أمريكية مثل اجهزة الاستشعار عن بعد وطائرات «البيرادتيور» المسيرة دون طيار، لعلها تجبر الناخب على الاقتراع للمالكي بعد أن يراه وهو «يسحق منابع الإرهاب»، فهل من متّعظ؟

بغداد – مازن صاحب
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
81.0073
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top