خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

التائهون في واشنطن!

2013/10/22   06:04 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5



أن يتوجه رئيس الحكومة العراقية الى واشنطن لمناقشة آليات تطبيق اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين، مسألة لا تغتفر، لكن دعوة رئيس القائمة العراقية الدكتور إياد علاوي لعلاج ركبته من الآلام التي خلفها وجع ضربته من قبل أزلام صدام أواسط السبعينات، كما تقول ميسون الدملوجي القريبة منه، مسألة فيها وجهة نظر، أما دعوة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن لكل من رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني، ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، لزيارة واشنطن، فإن في الأمور أموراً اخرى لغايات تعرفها واشنطن، قبل العارفين في بغداد، لتحديد خارطة التائهين في دروب واشنطن!
والسؤال المطروح: ما الجديد الذي تسعى واشنطن لإخراجه الى العلن بعد موجة من الانتقادات لسياساتها، التي تحولت من الانسحاب المسؤول وفقاً لمبدأ الرئيس باراك اوباما، الى انسحاب ذليل، ترك العراق فرصة سائغة للنفوذ الإقليمي، مما أجبر واشنطن على إعادة رسم خارطة طريقها، وتستخدم فرضيات الانتخابات التشريعية المقبلة، لإعادة رسم علاقاتها من قيادة عراقية تتوافق ليس مع بعضها البعض أكثر من توافقها من السياسات الأمريكية المطلوبة في المرحلة المقبلة.
مشكلة هذا التناقض ما بين تأسيس دولة وبين دولة أحزاب، يؤكد حقيقة التعاطي الأمريكي متعدد الأطراف مع القيادات العراقية، لإيجاد ذات المعادلة التي تعامل من خلالها السفير بول بريمر، الحاكم المدني الأمريكي مع هذه القيادات في تشكيل مجلس الحكم، لاسيما تلك التي وصفها في مذكراته بأقذع الأوصاف، وهي اليوم ترى في الخروج الأمريكي من العراق نوعاً من التحرير، في وقت كانت هذه القوى تستعين بـ«المحتل الأمريكي» لتغيير دكتاتورية صدام، فإذا بها تتحول الى دكتاتوريات ما بعد الانتصار على الولايات المتحدة وإغراقها في المستنقع العراقي لصالح اهداف شمولية إسلاموية، لصالح ولاية الفقيه الإيرانية.
كل ما تقدم يعيد قراءة الصورة الواقعية للخارطة السياسية العراقية ما بين رغبات أمريكية وإقليمية وداخلية، لكل منها ميولها واتجاهاتها، تغيب عنها حقيقة موقف الناخب العراقي في الانتخابات المقبلة، وهي الحقيقة التي تجهل الولايات المتحدة قراءتها بالشكل الصحيح، عندما اخطأت قراءة الشارع العراقي عند الانتخابات التشريعية الأولى عام 2005 في إقناع الناخبين للاقتراع لـ«الرجل القوي» إياد علاوي، فانتهت الانتخابات كما أرادت قائمة الائتلاف الوطني التي تشكلت من لجنة الستة بمعرفة مكتب المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيستاني.
مشكلة واشنطن اليوم انها تسعى لتكرار ذات الأخطاء في مزاوجة موقف المرجعية الدينية مع رغباتها، في وقت ابتعدت النجف وسيدها عن السياسة واكتفت بمنهجها الإرشادي لمقلديها، وظهور أي شخصية تحمل مواصفات وشمائل هذه المزاوجة مستبعد حتى الآن، واي مرشح جديد يمكن أن يظهر أمريكيا، ليس بالضرورة هناك موافقة عليه من المرجعية الدينية، فيما يبقى المرشح الأوفر حظاً بموافقتها ربما لا يحظى بقبول أمريكي.
لذلك يتكرر في التصريحات البرلمانية ان الانتخابات المقبلة سترسم مستقبل العراق لمدة ربع القرن المقبل، ما بين هذا التناقض على فرضيات تكرار فوز من توافق عليه مرجعية النجف، وإن رفضته واشنطن، فالمراهنة على صناديق الاقتراع تبقى بيد مقلدي مرجعية النجف وليس ثلة من الليبراليين العراقيين، المشتتين وسط زعاماتهم المتضاربة.
ومن هذا المنطلق ربما تسمع واشنطن تعابير مختلفة خلال استقبالها القيادات العراقية، والسؤال هل تستطيع فرز الأفضل لمستقبل علاقاتها مع بغداد واربيل، او تكتفي بالحد الأدنى من تطوير استراتيجي للنموذج المصري عراقياً، حيث لم تجد في جيشه رجلاً مثل «السيسي» كما لم تجد في منظمي التظاهرات رجالاً مثل منظمي الحراك الشعبي المصري.. لعلها تجدهم في المستقبل المنظور.

بغداد – مازن صاحب
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
76.9897
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top