خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

وول ستريت

المحادثات النووية تقسم أنصار الخط المتشدد في إيران

2013/10/21   06:09 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
المحادثات النووية تقسم أنصار الخط المتشدد في إيران



بقلم – فرناز فسيحي:

أثار تجدد المحادثات النووية بين إيران وقوى العالم الكبرى انقساماً جديداً على ما يبدو بين قادة الخط المتشدد في طهران حول ما إذا كان يتعيّن الانصياع لمطالب الغرب أم لا مقابل تخفيف العقوبات الدولية التي تكاد تُصيب اقتصاد البلاد بالشلل.
فمع إظهار رئيس إيران الجديد ووزير خارجيته استعدادهما لإنهاء مأزق بلادهما النووي وتحسين علاقاتها مع الغرب، امتدح بعض المحافظين الكبار هذا التحرك وانتقده بشدة عدد آخر منهم. إذ بينما قال أحد خطباء صلاة الجمعة في طهران إن الغرب يستغل المفاوضات النووية لخوض حرب ضد الإسلام، تساءل رجل دين آخر مقرّب من المرشد الأعلى علي خامنئي حول جدوى الاستمرار في إطلاق هتاف «الموت لأمريكا» إذا كانت إيران عازمة على تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.
حدث هذا في وقت أيّد فيه الجنرال حسن فيروز أبادي، عضو مجلس الأمن القومي، والذي هو الرجل الثاني في قيادة القوات المسلحة الإيرانية، مبادرات إيران خلال المحادثات النووية الأخيرة في جنيف التي وصفها بـ«الفرصة الفريدة» لوضع حد لحالة العداء مع الغرب قائلاً: على أمريكا انتهاز هذه الفرصة التي لن تبقى الى الأبد.
حتى وقت قريب كانت الانقسامات حول المسألة النووية والسياسة الخارجية ترتبط الى حد كبير بالايديولوجية السياسية في إيران. فبينما كان دعاة الإصلاح وسياسيو الوسط يحبذون دوماً التوصل لتسوية وسط مع الغرب، تزعّم المحافظون معسكر التحدي مهما كانت التكاليف والنتائج.
لكن ما إن تم انتخاب الرئيس حسن روحاني في يونيو الماضي على أساس تعهد بمد الجسور مع العالم من أجل تخفيف حدة العقوبات حتى بدأ بعض المحافظين التحدث حول ضرورة تغيير السياسة الخارجية من أجل إنهاء عزلة إيران الدولية.

مؤشرات تصالحية

لكن على الرغم من أن الرئيس بدأ، وبتأييد علني من خامنئي الذي تعود إليه الكلمة الأخيرة في اتخاذ القرار بإيران، في إطلاق مؤشرات تصالحية نحو الغرب لم تعرف لها البلاد مثيلاً من قبل منذ حوالي عقد تقريباً، تجنّب خامنئي اتخاذ موقف علني قوي إزاء الخلاف القائم بين المعتدلين والمحافظين.
ومن الواضح انه يفضل التريّث بانتظار معرفة ما ستؤول إليه الأمور. إذ على الرغم من تأكيد فريق المفاوضين الإيرانيين بأن المقترحات التي قدموها تبقى مشروطة، ذكرت صحف الإصلاحيين أن مفاوضي إيران يخشون أن يحاول أنصار الخط المتشدد والمحافظون تخريب جهود فريق المفاوضين قبل استئناف المحادثات من جديد في السابع من نوفمبر.
بل ورفع متظاهرون غاضبون في طهران لافتات تطالب الحكومة بتوضيح مقترحاتها بدقة، فقد قال أحد هؤلاء المتظاهرين ويدعى أمير هادي: نريد أن نعرف تماماً ما هي الوعود التي قدموها للغرب.
وبالمقابل، يتعيّن على المفاوضين الغربيين التغلب على الشكوك، ولاسيما في إسرائيل، بالتأكيد ان إيران سوف تنفذ القرار الذي يجعلها غير قادرة على تطوير السلاح النووي.
وإذا كان دعاة الخط المتشدد سوف يستمرون في تحدي الحكومة الجديدة وفريقها النووي الذي يقوده وزير الخارجية جواد ظريف، إلا أن الانشقاق المتزايد في صفوفهم يمكن أن يوفر فرصة طيبة للإصلاحيين. فإذا استطاع فريق ظريف كسب تأييد تيار المحافظين الرئيسي للاتفاق النووي، سيتمكن بذلك من وضع أصوات المتطرفين على الهامش.

بداية النهاية

وهنا علينا أن نتذكر أن المتشددين يحددون نضالهم منذ ثلاثة عقود من خلال معارضة الولايات المتحدة والغرب.
واستخدمت إيران هذه الايديولوجية لنشر نفوذها داخل الأحزاب والميلشيات الإسلامية في بلدان مثل سورية، لبنان، العراق والأراضي الفلسطينية.
لذا تبدو المفاوضات مع الغرب بنظر الكثير من المحافظين الإيرانيين بمثابة بداية النهاية لهذا الموقف المتحدي.
وهذا واضح الآن من خلال تجدد الحوار حول هتاف «الموت لأمريكا» الذي هو شعار أساسي للثورة يتم ترديده في التجمعات العامة وفي بداية اليوم الدراسي في المدارس وبعد صلاة يوم الجمعة في إيران.
إلا أن المصلين في أصفهان أحسوا بالصدمة عندما قال رجل دين متشدد خلال خطبة صلاة الجمعة إن هتاف «الموت لأمريكا» ليس آية قرآنية يتعيّن ترديدها للأبد، طبقاً لما ذكرته تقارير الصحافة.
لكن ما وراء هذا التحول اللطيف لدى بعض المحافظين الإيرانيين؟
إنه تراجع مكانتهم سياسياً ومادياً نتيجة للعقوبات الدولية التي تعصف باقتصاد البلاد. بل وهناك كثيرون منهم يفضلون الآن، بعد معاناتهم الطويلة في ظل الظروف الراهنة الصعبة، التمتع بالمكاسب التي سوف تتيحها عملية تطبيع علاقات إيران مع الغرب.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
77.9883
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top