خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

من السذاجة الافتراض أنها ستتفاوض من موقع ضعف

إيران تُمسك أوراق بقاء الأسد

2013/10/04   07:31 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
إيران تُمسك أوراق بقاء الأسد

نيويورك تايمز


بقلم والي نصر:
لا شك ان الاتفاق الدولي حول تدمير اسلحة سورية الكيماوية ركّز الاضواء من جديد على اهمية الدبلوماسية كأداة رئيسية على مسرح السياسة الخارجية الامريكية.
وما فرض «الخط الأمريكي الأحمر» في سورية إلا مقدمة للتعامل مع «خط أحمر أغمق» آخر بشأن برنامج ايران النووي. بل ويُبشر الهجوم الساحر، الذي شنه رئيس ايران الجديد حسن روحاني أخيرا، وما أظهره من مرونة ملحوظة بتطورات ايجابية أخرى على طريق التوصل لحل دبلوماسي للمشكلة النووية.
لكن على الرغم من هذا، من السذاجة الافتراض ان ايران ستتفاوض من موقع ضعف، وذلك لأن ايران خرجت من الربيع العربي بموقع افضل من كل خصومها الاقليميين بل ويمكن القول بأن الاضطراب السائد الآن في حليفتها سورية جعل طهران اقوى. وما علينا هنا سوى الانتباه لتصريحات روحاني التي ميّز بها ايران عن بقية جيرانها العرب، مؤكدا انها الوحيدة التي تتمتع بموقع فريق يمكّنها من التوسط للوصول الى حل في سورية.
والحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي ان الدعم الايراني لبشار الاسد كان ولا يزال مؤثرا.
وهذه الحقيقة تعزز بالطبع قول ايران انها قوة اقليمية وذات نفوذ، فقد أظهرت سورية ان ايران هي اللاعب الاقليمي الوحيد القادر على ادارة حرب في بلد آخر بنجاح على الرغم من انها لا تشاركه الحدود، فقد قدمت ايران المال والسلاح دون قيود لنظام الاسد، ونشرت مقاتليها في سورية، وأنشأت تحالفا اقليميا مع الحكومة الشيعية في العراق وميليشيا حزب الله الموالية لها في لبنان من اجل مساعدة الاسد، واذا كان الغرب يعتقد ان روسيا هي حليف الاسد الحيوي الا ان ايران هي التي تُمسك اوراق بقائه الان، لاسيما وان الامل الذي كان منعقدا على قيام تحالف بين تركيا وحلفاء امريكا العرب من اجل عزل ايران، لم يتحقق على ارض الواقع بسبب انقسام هذه الدول حول المواقف من مصر وسورية الآن، فهناك خلافات بين المملكة العربية السعودية، وقطر وتركيا حول المجموعة التي يتعين دعمها في سورية، ومن الواضح ان تأييد السعودية لضباط الجيش عزلوا رئيسا منتخباً ديموقراطيا في مصر هو محمد مرسي، أزعج تركيا التي تؤيده وتساند حركته التي اصبحت اليوم محظورة.
ولما كان هناك تنافس بين الدول الاسلامية على دعم قضية السنة في العالم العربي، يوفر هذا التنافس لايران فرصة استراتيجية لاستغلال دورها كوسيط اقليمي يتمتع بالقوة.

خصم رئيسي

على اي حال، تبقى الولايات المتحدة هي الخصم الرئيسي لايران، ولذا رحبت طهران كثيرا بالانسحابات الامريكية من العراق وافغانستان، وباهتمامات واشنطن الاستراتيجية في آسيا.
والواقع ان مكانة امريكا في الشرق الاوسط تضررت كثيرا بقرار ادارة اوباما عدم تنفيذ الضربة العسكرية ضد نظام دمشق بعد استخدامه الاسلحة الكيماوية ضد ابناء شعبه، وهذا ما أوجد فرصة لروسيا، حليفة ايران الرئيسية، للعب دور مهم في الامم المتحدة كوسيط دبلوماسي.
باختصار، إن على امريكا ألا تفترض، وهي تخطو أولى خطواتها نحو الحوار مع ايران حول برنامجها النووي، ان طهران على استعداد الآن للاستسلام، وعلى واشنطن ان تتذكر انها ستتوجه الى طاولة المفاوضات الآن دون ان يكون لتهديدها باستخدام القوة اي مصداقية بعد ان فقدتها بسبب موقفها المراوغ من الازمة السورية.
وعلى واشنطن ألا تنسى ايضا ان ايران التي تواجهها اليوم تتمتع باستقرار داخلي بعد الانتخابات، وبمكاسب اقليمية بفضل دورها القوي في سورية.
اذا، لن يكون التفاوض بين واشنطن وطهران هذه المرة في ظل التهديد باستخدام القوة لدفع ايران الى الرضوخ بل سيكون من خلال الإقناع من اجل التوصل لتسوية وسط بين الجانبين، وهذا يتطلب من امريكا بالطبع التحلي بـ «المرونة البطولية» التي كان دعا اليها مرشد إيران الأعلى علي خامنئي.

تعريب: نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
78.0019
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top