فنون  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

طرق أبواباً منسية ومشى في ردهات المسكوت عنه

«مطلقات صغيرات».. طرحٌ جدّي بعيداً عن الاجترار

2013/08/06   03:49 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
«مطلقات صغيرات».. طرحٌ جدّي بعيداً عن الاجترار

المسلسل يقول: هذا ما نحن عليه.. ولا داعي للكذب
الكاتبة جمعت أغلال المرأة وقدمتها درامياً بصورة موجعة
أحمد إيراج كان مقنعاً.. وأمل العوضي حوّلت النموذج الإيجابي إلى سلبي
الإخراج جاء حاملاً لموضوع المشهد وابتعد عن التشتيت


رؤية منصف حمزة:

كعادتها كل عام أنتجت ماكينة الدراما الخليجية كمّاً منافساً - من حيث عددها - من الأعمال المتنوعة لناحية المضمون، والمتفاوتة من ناحية الجودة، سواء على الصعيد التقني أو على صعيد الاقناع، ولكن المؤكد ان جميعها دار في فلك «المسموح» به رقابياً، وبالتالي بقيت الموضوعات تدور حول المال والحب، وكأننا في حالة «اجترار» لا تنتهي، برغم تغيّر الشكل وطريقة التناول.
عمل واحد خرج هذا العام من دائرة «اعادة تدوير المستَهلَك» ومدّ يده ليلامس بعض «الأورام» المستوطنة قانونياً واجتماعياً في جسد المجتمع الخليجي عموماً والكويتي خاصة، وهو مسلسل «مطلقات صغيرات» الذي غرّد وحيداً في جدّية الطرح، وتناول قضايا مهمة وأشار اليها مباشرة من دون مواربة.

النص.. مبضع اقترب من الورم

كاتبة «مطلقات صغيرات» الدكتورة خلود النجار جمعت الأغلال التي تقيد المرأة الكويتية في نواحي الحياة المختلفة ووضعتها في سلة درامية لتقدمها للمشاهد بشكل مباشر ودون «تلطيف» وكأن لسان حالها يقول: «هذا ما نحن عليه ولا داعي للالتفاف على الحقائق»، مسلّطة بذلك الضوء على مساحات بقيت حتى الآن دون التناول الدرامي.
»العنف ضد المرأة» زوجة كانت أم أخت «القيد الاجتماعي» الذي يحكم على المرأة بالقبول بالذل والتهميش «بعض القوانين» التي تعامل المرأة كانسان قاصر ولابد من وصي «ذكر» ليسير الأمور لها حتى لو كانت استئجار شقة أو غرفة في فندق، «سطوة المال» التي تدفع بعض الذكور لزجِّ بناتهم في «سوق» الزواج غير المتكافئ انسانياً، متسلحين بالشرع ليحميهم من الحساب الأخلاقي، «ازدواجية الرجل الخليجي خصوصاً والعربي عموماً» في طريقة تعامله مع المرأة، بحيث يبيح لنفسه عمل كل شيء، ويقبل من عشيقاته أي شيء ويراه جميلاً، ويمنع عن نسائه أخته، زوجته، وحتى أمه العديد من الأمور العادية لمجرد ان تلك الأمور «تمس» رجولته وتضر بسمعته كمسيطر وقادر على ضبط نسائه اللائي يمكن ان يكنّ مشاريع انحراف في أي لحظة.

قصص نساء

شخصية المحامية نادية (سلمى سالم) مثلت المحور التي تدور حوله الحالات الانسانية، ابتداء من أسرتها، مروراً بالحالات القانونية التي تتعامل معها، وخاصة تلك المتعلقة بالزوجات المقهورات، وانتهاء بدفع بعض النساء لتحديد مصائر حياتهن ارتكازاً الى مواد قانونية يجهلنها ولا يعرفن أنها موجودة أصلاً.
المطلقات الصغيرات، سارة (امل العوضي) وفاطمة (هنادي) ومريم (ملاك) وعايشة (شهد) يحاربن من أجل حياة عادية وسط سطوة ذكورية متسلحة بأعراف اجتماعية ومواد قانونية، ومن خلال تلك الحرب نلاحظ الكثير من المعاناة المسكوت عنها بدافع «الحفاظ على السمعة» أو بسبب بعض القوانين الميالة لمصلحة الرجل.
وباختصار يمكننا القول ان نص مسلسل «مطلقات صغيرات» اختط له منحى خرج عن السياق العام الذي دارت حوله أغلب الاعمال الخليجية هذا العام، ونأمل ان يكون انطلاقة لأعمال قادمة تقترب من الواقع أكثر وتلامس القضايا الحقيقية التي تعاني منها مجتمعاتنا بعيداً عن المواربة.

الأداء التمثيلي.. وقوف على ضفتين

الكادر التمثيلي لم يكن على سوية واحدة، ففي حين نجح أحمد ايراج في تقديم شخصية «الرجل الشرقي» الذي يعيش شخصية مزدوجة، وجدنا ان أمل العوضي فشلت في تقديم شخصية المرأة الواثقة والقوية صاحبة الطموح، ورأينا في أدائها «استعراضاً» غير مبرر ومستفزاً في كثير من الأحيان، لدرجة ان المشاهد لم يتعاطف معها ورأى فيها نموذجاً سلبياً، في حين ان الخط الدرامي لها كُتب ليقدمها كنموذج للمرأة الناجحة على الصعيدين الاجتماعي والعملي، وهنا لا نعلم ان كانت العوضي فهمت دورها خطأً، أم فرضت طريقتها في الأداء دون النظر الى الشخصية المكتوبة على الورق.
وكمثال ثان على التفاوت في الأداء، استطاع عبدالله بهمن اقناعنا في شخصية الزوج الموتور والعنيف، في حين جاء أداء سلمى سالم رتيباً وغير متلون برغم ثراء دورها المتوزع بين المحكمة والمكتب والبيت، وكتدليل على ذلك، وجدنا طبقة صوتها وملامحها تكاد تكون واحدة بين مرافعة في المحكمة من جهة، وحديثها مع زوجها او أولادها من جهة ثانية.
وكتمايز عن بقية شخصيات العمل التي أدت بشكل مقبول، برز خالد أبوصخر الذي جاء أداؤه مقنعاً وتلقائياً وواثقاً، وأسبغ حضوره على المشهد لمحة محببة غير مصطنعة.

الصورة.. كلاسيكية أنيقة

المخرج سائد الهواري ابتعد تماماً عن التلاعب في كادراته من باب اظهار الاختلاف، وركز على الصورة كموضوع وليس كجماليات، فضمن بذلك ايصال فكرة الموقف والحوار دون تشتيت، وإن كان يؤخذ عليه بعض الأحيان الاكثار من ال «كلوزات». ولكن بشكل عام كانت الصورة حاملاً جيداً لفكرة المشهد وموصّلة للانفعالات بشكل متقن بعيداً «التقطيع» المشتت والمؤذي.

ختاماً

«مطلقات صغيرات» مسلسل يستحق التوقف عنده كحالة درامية ابتعدت عن السائد وطرقت أبواباً منسية، وهو بذلك يؤكد الدور المهم للدراما على صعيد تنمية المجتمع، وجعلها نقطة انطلاق لمناقشة القضايا التي يجب التعاطي معها بشكل أفضل والبحث عن حلول لها.

المزيد من الصورdot4line


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
79.0111
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top