خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آفاق

حرب الطوائف

2013/07/18   03:34 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
حرب الطوائف



يوم بعد آخر تثبت التفجيرات المتتالية التي تنهش في الجسد العراقي بأن العدد الكبير من افراد القوات المسلحة من جيش وشرطة التي وصلت وفقاً لآخر الاحصاءات الى اكثر من مليون وستمائة ألف مقاتل، غير قادرين على مسك الأرض وفقاً للمصطلح العسكري بالشكل الذي يجبر خلايا الإرهاب على الخروج من حواضنها الاجتماعية بالشكل الذي يفرض سلطة القانون وليس سلطة العشيرة والحزب ومليشياتهما.
السؤال الأخطر، من يضحك على من؟ هل الحكومة ونواب كتلتها البرلمانية الذين يرفضون استخدام مصطلح الحرب الأهلية من جديد؟ أم ان نواب الكتل الشيعية والسّنّية الذين يتبادلون الاتهامات في قتل وتجهير «الطوائف»؟ أم ان القيادات الأمنية لاسيما العسكرية المهنية غير قادرة على فعل ما فعله الفريق السيسي في مصر لإيقاف نزيف الدم العراقي...؟ سؤال يتداول على موائد الإفطار وسورة الفاتحة تقرأ كل يوم من ايام رمضان على أرواح زهقت في حرب ملعونة اسمها العراق الجديد.
مشكلة اليوم في ايام شهر رمضان المبارك ان هذه الأعمال الإرهابية، وهي لا تحترم ايام هذا الشهر المبارك لتؤكد بان لا سلطة للقانون في العراق الجديد، وتحطيم اساس قوة المالكي في الشارع العراقي بعد صولات الفرسان التي قادها وأدت الى تهدئة نيران الحرب الأهلية عام 2009 واستثمرها خلال انتخابات 2010 التشريعية حاصداً أعلى الأصوات، بما يؤكد ان تبادل الاتهامات بين السّنّة والشيعة، يحمل أبعاداً خطيرة في بلد يتأثر بشدة بالنزاع الدامي في سورية.
ونموذج ديالى الذي يشهد تصاعداً لافتاً في أعمال العنف والتفجيرات التي استهدفت مجالس عزاء وملاعب كرة قدم ومقاهي في مناطق مختلطة ما أدى الى مقتل وجرح العشرات حيث ينسجم تصاعد العنف مع ما كانت الأمم المتحدة حذرت منه أخيراً من إمكان اندلاع حرب أهلية في العراق بسبب تصاعد موجات العنف، ويتمثل ذلك فيما شهدته قرى قضاء المقدادية ثاني أكبر مدينة في ديالى ذات الغالبية السّنّية، من هجمات وتفجيرات دامية أوقعت مئات الضحايا خلال الأسابيع المنصرمة، فيما توجه أطراف شيعية أصابع الاتهام الى الحزب الإسلامي بزعامة رئيس مجلس النواب السابق اياد السامرائي، بالوقوف وراء استهداف الشيعة، بينما تتهم أطراف سنّية «منظمة بدر» (بزعامة وزير النقل هادي العامري) الذراع المسلح للمجلس الأعلى سابقاً بتهجير سكان القرى السّنّية واحتلالها.
في المقابل،، حمل القيادي في منظمة بدر النائب قاسم الأعرجي بشدة على الحزب الإسلامي متهماً اياه بالوقوف وراء حوادث «القتل المجاني» في ديالى، وقال في بيان صحافي إن «الحزب الإسلامي هو من يقف وراء الذبح المجاني لاتباع أهل البيت (الشيعة) في المقدادية من عشيرة بني تميم».
فرد عليه الحزب الإسلامي في بيان لاحق، مشدداً على استغرابه من التصريحات التي أدلى بها الاعرجي التي كال فيها الاتهامات الباطلة للحزب، مشيراً الى أنها مرفوضة وتحمل نفساً «طائفياً مقيتاً»!
ويخفف نواب دولة القانون، الكتلة البرلمانية التي يتزعمها رئيس الحكومة نوري المالكي، من حدة الموقف في ديالى، وفي هذا السياق، يرى النائب محمد الصيهود ان الحرب الأهلية لن تكون وشيكة في العراق، وعد «ما يحصل في سورية له تداعيات خطيرة وامتداد لما يجري في العراق»، مستبعداً حصول «حرب أهلية في العراق لتماسك جبهته الداخلية خصوصاً بعد تقارب المركز مع الإقليم والمبادرات الجارية لحل الأزمة السياسية الداخلية».
تبقى الإجابة الأقرب على «حرب الطوائف».. ان متغيرات هذه الحرب اليومية تحت عناوين لجرائم «القاعدة» او المليشيات، انما تعبر عن أجندات احزاب دست السلطة وهم يسعون لفرض واقعهم على الشعب العراقي من اجل خاطرة جديدة لقاطرة الانتخابات المقبلة فإما تكون مع «المذهب» وتحت وصاية حرابه.. او.. لا تكون!

بغداد – مازن صاحب


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
92.9999
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top