منوعات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

ملف الاسبوع

خالد القحص: نحن أمام «بوفيه» إعلامي رمضاني ضخم ومتنوع.. فتجنبوا برامج ومسلسلات «عسر الهضم»

2013/07/09   04:33 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
خالد القحص: نحن أمام «بوفيه» إعلامي رمضاني ضخم ومتنوع.. فتجنبوا برامج ومسلسلات «عسر الهضم»

رمضان.. شهر «العتق من النيران» وجهاد النفس و «كسر» هواها


ليدرك المشاهد أن كل الأعمال التي تعرض الآن ستتم إعادتها لاحقاً على مدار العام


التحكم «الكمي» في متابعة الأعمال الرمضانية مطلوب بشدة.. و«النوعي» يساعدنا على انتقاء ما يخدمنا وينفعنا في آن واحد

الإكثار من مشاهدة برامج الترفيه والتسلية تسلبكم عقولكم ولا تثريها كما تتخيلون.. فاحذروا

الدراما الكويتية لم تعد تراعي الشهر الفضيل فبتنا نرى مشاهد لـ«سهرات حمراء» ورقص ولباس للممثلات مبالغ فيه ولا يصلح لرمضان ولا لغيره من الشهور

152 مسلسلا جديدا قدمتها الفضائيات العربية في رمضان 2012.. فماذا استفاد الناس منها؟!

زيادة أعداد القنوات المحلية والخليجية والعربية «أجج» التنافس «المحموم» في الغالب و«المحمود» فيما ندر!

التشتت يصيب المشاهد في الأيام الأولى من رمضان حتى يستقر عند برامج ومسلسلات تنال إعجابه وتناسب مواعيده وظروفه

الإعلام الهادف لا ينحصر في البرامج الدينية والجادة والوعظية فقط فالمساحة واسعة ورحبة وتضم الكثير من البرامج المنوعة الحوارية والدرامية المفيدة

الممنوع مرغوب.. وعلينا تقديم البرامج الترفيهية في إطار يحترم المشاهدين ويراعي حرمة الشهر الفضيل والعادات والتقاليد التي جبلنا عليها

«حجز» المشاهد يبدأ قبل رمضان بشهر على الأقل فكل القنوات تعرض إعلاناتها الترويجية للأعمال التي ستبث بشكل مشوق للغاية


كتب عبدالمحسن الأيوبي:

قال استاذ قسم الاعلام في جامعة الكويت الدكتور خالد القحص ان شهر رمضان ارتبط عند الناس بالبرامج والاعمال الدرامية الجديدة التي يتم انتاجها خصيصاً لهذا الشهر، ولذا اصبح رمضان أهم الشهور من الناحية الاعلامية بالنسبة للقنوات الفضائية الكويتية والعربية، مضيفا: «لا أبالغ ان قلت إنه يمكن النظر اليه على أنه أهم موسم تنتظره الكثير من المحطات والقنوات التلفزيونية، ذلك أنها تتنافس وتتسابق الى جذب أكبر شريحة من المشاهدين».
وفي تفاصيل اخرى قال د.القحص: للتأكيد على أهمية الشهر الاعلامية يحرص كثير من الفنانين على ضرورة عرض مسلسلاتهم الجديدة في الشهر الكريم، ولذلك نرى قيام شركات الانتاج الفني والقنوات الفضائية بطرح وعرض العشرات من المسلسلات العربية الجديدة والتي تعرض لأول مرة، ولقد تم في عام 2012 طرح أكثر من 152 مسلسلاً جديداً في رمضان في القنوات العربية، وأنا فقط أعني المسلسلات الخليجية والمصرية والشامية، ولم أتعداها الى دول المغرب العربي، ويرجع السبب في ذلك الى حرص القنوات الفضائية على هذا الشهر لأن المشاهدين بحسب ما تشير اليه الدراسات المستفيضة ينفقون ساعات أكثر ووقتاً أطول في مشاهدة التلفزيون بشهر رمضان، وذلك مرجعه الى مكوثهم الطويل في المنزل بسبب الصيام، مما يغريهم بالمشاهدة والمتابعة للبرامج والمسلسلات.

العرض الأول

وتابع القحص قائلا: «لذلك تحرص القنوات الفضائية على جذب أكبر عدد ممكن من الجمهور لكي ترتفع معدلات المشاهدة لبرامجها، وبالتالي تجذب شركات الاعلانات مما يزيد من أرباحها، وهذا يفسر ظاهرة البرامج والمسلسلات الحصرية، أو العرض الأول للمسلسلات في محطة فضائية معينة قبل غيرها من المحطات والجمهور هو الجسر الذي تعبر به القنوات الفضائية لأرباح الاعلانات».
وزاد: كما لا ننسى قضية مهمة لها تأثيرها كذلك وهي ازدياد عدد القنوات المحلية والخليجية والعربية بشكل كبير عما كان في السابق، مما يدفع بالتأكيد الى التنافس فيما بينها للظفر بأكبر حصة من المشاهدين، ومن أجل ذلك تخصص المحلية والقنوات الخليجية والعربية الكبيرة ميزانية خاصة لرمضان لاستقطاب أهم الممثلين وبرامج الترفيه كالمسابقات والكاميرا الخفية، وكذلك شيوخ الدين المعروفين اعلامياً لكي يطلوا على المشاهدين العرب من خلال قنواتهم.
واكمل: لذا لا نستغرب أو يمكننا ان نفهم سر الاعلانات الترويجية عن البرامج والمسلسلات الجديدة في القنوات منذ أكثر من شهر لتهيئة المشاهد، ولاعلامه بأهم المسلسلات والبرامج، حتى يتم «حجزه» لمشاهدة هذه القناة أو تلك، ولكي يدخلوا ضمن الخريطة البرامجية التي يقوم كل مشاهد بتصميمها وبنائها من البرامج الكثيرة والمتعددة والمنوعة التي تقوم ببثها القنوات في رمضان، لأننا كما نعرف فان المشاهد العادي في بداية الشهر المبارك يكون نوعاً ما مشتتاً من كثرة البرامج والمسلسلات المعروضة، وبالتالي فهو يقضي الأيام الثلاثة الأولى من الشهر الكريم بحثاً عن البرامج والمسلسلات التي يود مشاهدتها بناءً على ظروفهم وأوقاتهم.
وحول الاعلام الهادف في شهر رمضان قال: لنعرف أولا معنى مصطلح «اعلام هادف» حتى يكون هناك فهم مشترك بيننا، نقصد بالاعلام الهادف كل برنامج أو مسلسل يحتوي على مضمون جيد ومفيد للجمهور المتلقي، ويتم تقديم هذا المضمون بطريقة ايجابية وجذابة، وعليه فلا نقصد بالاعلام الهادف أي البرامج الدينية أو الجادة أو الوعظية، قطعاً لا.هذا يدخل ضمن هذا المفهوم، ولكن نوسع الدائرة لتشمل حتى المسلسلات الدرامية والحوارية والترفيهية طالما أنها تقدم بشكل يحترم المشاهد ويحترم الشهر ويراعي العادات والتقاليد التي يتفق عليها أغلب المجتمع.ولذلك مساحة الاعلام الهادف رحبة وواسعة وتضم الكثير من البرامج المنوعة والقوالب التلفزيونية المتعددة.

مضامين إعلامية

وزاد: في ظل هذا الاستعداد الاعلامي الكبير من جانب المحطات الفضائية، فانه ينبغي علينا كمشاهدين ومتلقين للمضامين الاعلامية التلفزيونية في شهر رمضان، ان نكون واعين تماماً لما يقدم من برامج ومسلسلات ترفيه، ومدركين كذلك لحجم المدة الزمنية التي ننفقها أمام شاشات التلفاز، لأنه بطبيعة الحال فان وسائل الاعلام لن تهتم كثيراً لطريقة انفاقنا لأوقاتنا، لأن هذه مهمتنا نحن في المقام الأول، وبالتالي نحن أمام «بوفيه» اعلامي كبير ومتنوع في رمضان، فيه الجميل والقبيح، والطيب والسيئ، والغث والسمين.

عسر هضم!

واردف: من المهم جداً ان يدرك المشاهدون ان كل البرامج التي يتم عرضها في رمضان ستتم اعادة عرضها طول السنة بعد رمضان وفي أكثر من قناة خليجية وعربية، ويمكن للمشاهد ان يراها بشكل طبيعي بدون عسر هضم، وهذه ليست دعوة لتكثيف المشاهدة سواء في رمضان أو غير رمضان، فأنا شخصياً مع الاقلال من المشاهدة عموماً، وعدم التعود على المشاهدة الطويلة لأنها ستأخذ الوقت من أنشطة أخرى حياتية في يومنا مثل النوم والوظيفة والعلاقات الاجتماعية والقراءة.

كم وكيف

واكمل: الأمر الثاني هو انه يجب على المشاهدين تنظيم أوقاتهم بما يتناسب مع طبيعة رمضان الدينية والاجتماعية، فهذا الشهر هو شهر الصوم وبالتالي علينا استغلال كل دقيقة فيه بما ينفعنا ولا يخدش من قيمة هذا الشهر، فلا يصح ان ننام نهاره ونسهر في ليله أمام التلفزيون.بل علينا تنظيم الوقت بحيث نختار عدة برامج دينية وثقافية وترفيهية جيدة ومناسبة للشهر نوزعها خلال اليوم بحيث لا تستغرق وقتنا كله، وأنا أقصد التحكم الكمي والتحكم النوعي.فالتحكم الكمي هو في تحديد برامج معدودة ومحدودة لكي أشاهدها وأختارها بعناية بما يخدمني وينفعني، وهذا لا يقوم به الا الجمهور النشط أو الواعي.وهناك التحكم الكيفي، وهو في اختيار برامج جيدة في مضمونها تحترم الشهر وتحمل قيماً وثقافة وترفيهاً راقياً، فالتحكم الكمي والتحكم الكيفي يجعلان الفرد في موقع القوة والسيطرة على المشاهدة فيعرف ما يريد ومتى يريد، وليس كما يحصل الآن حيث أقوم بالجلوس أمام التلفزيون وأظل أقلب القنوات دونما هدف حقيقي.

سهرات حمراء!

واضاف: حاليا هناك بعض البرامج والمسلسلات تراعي حرمة الشهر الفضيل، ولكن بشكل عام فالدراما العربية (وحتى الكويتية) لم تعد تراعي الشهر كثيراً لأننا بدأنا نرى مشاهد جريئة مثل مشاهد السهرات الحمراء والرقص بأنواعه ولباس الممثلات المبالغ فيه جداً والذي لا يصلح لا في رمضان ولا في غيره من الشهور.
وزاد: كذلك العنف الذي أصبح عنصراً من عناصر الدراما العربية في الآونة الأخيرة، هناك أيضاً مسألة الاكثار من برامج الترفيه والتسلية، والتي يتم عرضها تباعاً، فما ان ينتهي مسلسل جديد، حتى يتبعه برنامج كاميرا خفية، ثم برنامج مسابقات، ثم برنامج خفيف آخر وهكذا لا نشعر الا ووقت السحور قد أتى، وثم نبدأ اليوم التالي بنفس الوتيرة، مما يؤدي الى سرقة أوقات المشاهدين مما يحرمهم من الطاعات ويحرمهم كذلك من التواصل الاجتماعي مع الأهل والأقرباء.



«إعلام رمضان زمان» بسيط ومباشر وجميل.. كم نفتقده الآن!

ما الفرق بين اعلام رمضان زمان واعلام رمضان الآن.. سؤال أجابنا عليه ضيف «ملف الاسبوع» فقال:
من الأمانة ان نقول ان لكل زمان طبيعته ومعطياته وظروفه، والتي تنعكس على المجتمع ككل ومنها المؤسسات الاعلامية، لذا قد تبدو المقارنة ظالمة أو غير عادلة بين المجتمع الكويتي الآن، وفي الماضي، لأن كل شيء تغير في البلد، فطبيعي ان يختلف الاعلام تبعاً لذلك.
وصحيح الاعلام الرمضاني في الماضي كان بسيطا ومباشرا وجميلا وسهلا، يمكن التعامل معه، خاصة وأن المحطات كانت أرضية حكومية وليست قنوات خاصة، وليس لدينا خيار كثير في مشاهدة القنوات الحكومية لأنها الوحيدة المتاحة، بيد انها كان لها جوها وطبيعتها الجميلة، مع ان الانتاج التلفزيوني لم يكن احترافيا أو تنافسيا كما هو حاصل الآن حيث كانت الدراما العربية سابقاً تراعي (الى حد ما) طبيعة رمضان الدينية، لذا ترى ان في نهار رمضان يتم عرض المسلسلات الدينية كقصص الانبياء والصحابة ونحوها.وبعد الافطار نرى بعض قصص التراث، وبعض المسلسلات الدرامية العامة، أي ان القنوات العربية كانت تراعي طبيعة الشهر وحرمته.


اختيار أفضل المعروض من الأعمال التلفزيونية يتطلب فناً ومهارة

قال د.خالد ان رمضان شهر ديني وشهر كذلك اجتماعي للتواصل مع الأهل والأصدقاء والجيران، وتقوية العلاقات وبالتالي فهو ليس شهر المشاهدة، فالتنظيم هو السر وهو كذلك التحدي وتقبل الله طاعتكم.
وزاد: المنطق يدلنا الى ان نختار وننتقي الأفضل والمناسب والملائم لنا ولأسرنا في هذا الشهر الكريم، لأنه مع الأسف، بعض المحطات والقنوات التلفزيونية، لم تعد تراعي حرمة ومكانة الشهر الفضيل، لذا ليس غريباً ان نتلقى ونشاهد موضوعات وبرامج غير ملائمة تماماً للأيام العادية، ناهيك عن شهر رمضان المبارك، ان الاختيار فن ومهارة علينا ان نتعلمها، ونعلمها أبناءنا كي يحسنوا اختيار أفضل المعروض من برامج، ونحن في هذه الزاوية سبق وان تعرضنا لموضوع الانتقاء في مقالات سابقة.



بين الإعلام السلبي والايجابي فرق شاسع!


رأى د.القحص ان الاعلام لكي يكون هادفا في رمضان وحتى في غيره من الشهور، عليه ان يراعي أمرين مهمين: الأول المضمون والثاني الشكل الذي يقدم به هذا المضمون، فالمضمون يجب ان تكون له قيمة وهدف ورسالة، حتى وان تم عرض مسلسل فيه سلبيات وشخصيات شريرة، فهذا لا يعني أنه غير هادف، بالعكس، فقد يكون مناسبا لتعريف الاعلام الهادف، ولكن المهم تقديم الشر لا للشر نفسه أو لترويجه والتشجيع عليه، بل تقديم الشر للتعرف عليه، ومن ثم التعامل معه بطريقة مناسبة للجمهور، فأنا أقدم مشهدا لتعاطي المخدرات أو للعنف الأسري، لكني لا أعطي مساحة زمنية كبيرة لمشهد التعاطي أو العنف وكأني بذلك أروج له أو أقوم بتعليم المراهقين دروساً مجانية في طرق التعاطي أو ارتكاب العنف.


==========


صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً وليس المقصود به مجرد ترك الطعام والشراب

رمضان.. شهر «العتق من النيران» وجهاد النفس و «كسر» هواها

اسمه اشتق من الرمض وهو حر الحجارة من شدة حر الشمس

للصيام حكمة ربانية وأهداف تحقق صلاح الدين والدنيا.. فالنفس تزكى والضمير يحيا والإيمان يقوى والنواهي تُترك

على الصائم أن ينزه صيامه عما يجرحه وأن يصون سمعه وبصره وجوارحه ويعف لسانه عن اللغو والرفث

مكانته خاصة في تراث المسلمين ففيه نزل الوحي وفيه غزوة بدر وفتح مكة وفيه توحدت الحجاز ونجد تحت اسم المملكة العربية السعودية في عام 1351 هـ

المسلمون يمضون أيامهم فيه بين العمل والتعبد فيوازنون بين متطلبات «الحياة الدنيوية» وقدسية «الدينية».. وهم بفعلهم مطمئنون

لياليه أفضل الليالي و «القدر» خير من ألف شهر

لنجعل الصيام واقياً لنا من الوقوع في الإثم والمعصية في الدنيا وعذاب الله في الآخرة

شهر الجود والإحسان والصدقة والذكر من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير

دراسة من إعداد هشام البدري:
يهل علينا شهر رمضان هذا العام.. شهر الخير والبركات والعِبر والعظات، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، شهر يستبشر بقدومه المسلمون في كل مكان، لما فيه من حُسن الجزاء من الله تبارك وتعالى لعباده، ولما فيه من عظيم المثوبة، وجزيل الأجر، فهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.

للصائم فرحتان

قال صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف، الاّ الصوم فانه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» (متفق عليه).
وقال عليه الصلاة والسلام: «ان في الجنة باباً يُقال له الريّان يدعى يوم القيامة يقال: أين الصائمون؟، فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله لم يظمأ أبداً» (رواه البخاري ومسلم واللفظ لابن ماجة).
وعن سلمان رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان قال: «يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره ان ينقص من أجره شيء»، قالوا يا رسول الله: ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار، واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غناء بكم عنهما: فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة ألا اله الا الله وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما: فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار، ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة» (رواه ابن خزيمة في صحيحه ثم قال صح الخبر ورواه من طريق البيهقي ورواه أبو الشيخ ابن حبان في الثواب باختصار عنهما).

شهر الجود والإحسان

هر رمضان شهر الجود والاحسان شهر الصدقة واطعام الطعام شهر الذكر من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.
وهو الشهر التاسع من شهور السنة وفق التقويم الهجري سمي بهذا الاسم عام 412م على وجه التقريب وذلك في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للرسول (ص) واشتق اسمه من الرمض وهو حر الحجارة من شدة حر الشمس، ذلك انهم لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي هي فيها فوافق رمضان ايام «رمض» الحر وشدته فسمي به، ووافق جمادى الاولى وجمادى الاخرة ايام تجمد الماء في الشتاء فسميا به وهكذا كل شهور السنة الهجرية.

رمض الصائم

ويقول بعض العلماء ان شهر رمضان مأخوذ من رمض الصائم يرمض اذا حر جوفه من شدة العطش.
وفيه يمتنع المسلمون عن الشراب والطعام والجماع من الفجر وحتى غروب الشمس كما ان لشهر رمضان مكانة خاصة في تراث وتاريخ المسلمين ففيه نزل الوحي وفيه الليلة المباركة ليلة القدر، وفيه غزوة بدر وفيه فتح مكة في 20 من السنة الثامنة للهجرة، وفي السابع من رمضان من عام 1351هـ توحدت الحجاز ونجد تحت اسم المملكة العربية السعودية.
شهر الصيام والقيام وصالح الأعمال وللصيام حكمة ربانية وأهداف تحقق صلاح الدين والدنيا، فالصيام من العبادات التي تزكي النفس وتحيى الضمير وتقوي الايمان وتحقق التقوى بفعل الأوامر وترك النواهي فينزه الصائم الصيام عما يجرحه ويصون سمعه وبصره وجوارحه عما حرمه المولى عز وجل، ويعف لسانه عن اللغو والرفث فلا يصخب ولا يجهل ولا يقابل السيئة بالسيئة وانما يدفعها بالتي هي أحسن ليجعل الصيام واقيا له من الوقوع في الاثم والمعصية في الدنيا وعذاب الله في الآخرة ان لم يتب.
شهر هذه بركاته وهباته حريٌ بكل مسلم ان يستقبله بفعل الطاعات واجتناب المعصيات وأن يُقبل على ربه سبحانه بالتوبة النصوح وأن يرد المظالم الى أهلها وأن يبرئ نفسه من ذنب ومعصية، وينتهز هذه الفرصة العظيمة، فيجتهد في العبادة حتى يألفها مدى عمره وطول أجله.
وعلى العبد ان يُجاهد نفسه فيمنعها عمّا حرم الله عليه من الأقوال والأعمال، لأن المقصود من الصيام هو التقوى وطاعة المولى، وتعظيم حرماته سبحانه، وكسر هوى النفس، وتعويدها على الصبر لأن الصبر ضياء وأجر عظيم ومثوبة كبرى.


الصيام جنّة

وليس المقصود من الصيام مجرد ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات فقط، قال صلى الله عليه وسلم: «الصيام جنّة فاذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فان سابه أحد أو قاتله فليقل انيّ صائم «(رواه البخاري).
وتبدأ الاستعدادات من جانب شعوب الأمة الإسلامية لشهر رمضان المبارك قبل قدومه بأيام عدة، وعلى الرغم من ان العادات والتقاليد ابان شهر الخير تكاد تكون متشابهة لدى المجتمعات الإسلامية الا ان لكل منها ما يميزه عن غيره من المجتمعات خاصة في مظاهر التعبير عن الفرح باستقبال أيام الشهر الكريم بتبادل التهاني واقامة الموائد الرمضانية وتبادل الدعوات والعزائم بين الأهل والأصدقاء.

شهر العبادات

شهر رمضان هو شهر العبادات وبالقدر نفسه هو شهر العمل والعطاء يمضي الصائم نهاره في حالة من الاسترخاء أما مساؤه فهو مساحة زمنية من العبادات تتواصل مع عمل مكثف حتى ان المرء ليعتقد ان الشوارع والمحلات أشبه بورش عمل لا تكل ويمضي الناس عملهم بين التعبد والعمل بين متطلبات الحياة الدنيوية وقدسية الحياة الدينية، وهم بفعلهم هذا مطمئنون الى ما يقومون به فهم يكدحون ويجدون راحة وهم يؤدون شعائرهم الدينية من صلاة وصيام وتعبد وتجنب للمحرمات.
ولشهر رمضان روحانيات ونفحات وفيه تسابق الى الخيرات عن أبي هريرة رضي الله عنه..ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وسلسلت الشياطين.
ولكن أين هذا مما نراه فيه شيء من المعاصي والانفلات وعدم الالتزام الديني من خلال ما يتم عرضه عبر بعض القنوات الفضائية والتي تتسابق في هذا الشهر الفضيل الى العرض المكثف لبرامجها ومسلسلاتها التي في الكثير منها ما نراه انه لا يمت الى روحانيات الشهر الكريم بصلة بل في هذه القنوات ما يمكن ان نعده سباقاً محموماً نحو جر المسلم وابعاده عن الدين وتلهيته عن أداء الفرائض والتعبد في هذا الشهر الفضيل.

اغراءات «الفضائيات»

ورغم ان هناك الكثير من البرامج الدينية الا ان اغراءات تلك القنوات ببرامجها ومسلسلاتها وأفلامها هي أكبر من تلك التي تحث على الروحانيات وعلى التعبد ومحاولة شد المشاهد المسلم بعيداً عن تلك القنوات، وهي في هذا التوجه تنجح مرات وتفشل مرات أخرى فكثيراً ما نلاحظ تلك التجمعات حول المسلسلات والقنوات التي تعرض الدراما أكبر بكثير من تلك التجمعات حول القنوات التي تعرض البرامج الدينية وهذا هو مكمن الخطر فرغم ان هناك محاولات كثيرة للاصلاح وخاصة في هذا الشهر الفضيل، الا أننا نجد في المقابل ان هناك جهات افساد تحاول جاهدة جر المشاهد اليها ومحاولة الهائه واشغاله عن أداء الفرائض وتنفيذ تعاليم الدين الحنيف.
ان شهر رمضان بروحانياته فهو فرصة الانقاذ للانسان المسلم حيث يظل هذا الانسان في معترك الحياة يكد ويتعب وكثيراً ما يلهو في هذه الدنيا، ليأتي هذا الشهر الفضيل ليعطيه هدنة لالتقاط الأنفاس ومحاسبة النفس ففيه فرصة للتسامح وكذلك لمزيد من الالتزام دينياً بعيداً عن الكسل أو الاتكالية كما انه فرصة للمزيد من التواصل وصلة الأرحام والبعد عن كل ما يعكر صفو الأسرة من مشاكل أو منغصات والابتعاد عن بعض الخصال السيئة وفعل الخيرات والدعوة الى الرحمة والمودة.
أما العلاقات الانسانية ففي هذا الشهر الكريم دعوة لكل شخص أعطى لضميره أجازة ان يخطره بالعودة والرجوع في هذا الشهر الفضيل، وليضع الله نصب عينيه فيتقيه في تعامله مع الناس ويبتعد عن الكذب والمراوغة والخداع أو الغصب والاحتيال واستغلال القلوب الطيبة، فليس المغزى من الصيام التزاحم على المواد الغذائية في الجمعيات التعاونية فقط انما المغزى الرباني منه تهذيب النفس والارتقاء بها الى الصفاء والشفافية.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
80.9912
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top