الأربعاء
15/04/1447 هـ
الموافق
08/10/2025 م
الساعة
03:48
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
الفجر 4:26
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
منوعات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=287440&yearquarter=20133&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
الأزمنة والأمكنة
من صور الكويت في مصر
2013/07/02
06:34 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 0/5
هذه صورة لها تاريخ، فهي تتعلق بالعمل التربوي الذي كانت تقوم به الكويت، حيث كانت دائرة المعارف هنا تهيئ لأبنائها الطلاب والطالبات فرص التحصيل الدراسي في الخارج عن طريق إرسال هؤلاء في بعثات يكملون خلالها دراستهم العليا. ولقد بدأ الاهتمام بإرسال البعثات الطلابية الكويتية إلى الخارج منذ نشأ مجلس معارف الكويت في سنة 1936م، وعلى الرغم من أن الحالة المادية عندنا لم تكن بالقوة التي تتيح لهذه الدائرة مجال إرسال البعثات فإن المسؤولين أقدموا على ذلك يقينا منهم بأن هذه الخطوة مهمة لمصلحة البلاد، وتنميتها وتطوير مستقبلها، ولقد كانت الحكومة الكويتية تتولى هذا الأمر قبل نشأة دائرة معارف الكويت وبالتحديد منذ سنة 1934م حين أرسلت أول بعثة إلى الخارج وكانت مكونة من سبعة طلاب.
وبعد أن نشأ مجلس المعارف أوفد بعثته الطلابية الأولى في سنة 1938م وكانت مكونة من خمسة طلاب آخرين. واتجه المجلس بعد ذلك إلى القاهرة فأرسل في سنة 1939م أربعة طلاب من أجل الدراسة في الأزهر وكان هؤلاء هم الأساتذة: عبدالعزيز حسين وأحمد العدواني ويوسف العمر ويوسف مشاري البدر.
وقد بادر مجلس المعارف إلى غايات عالية فيما يتعلق بإرسال البعثات ففي سنة 1943م أرسل إلى القاهرة سبعة عشر طالبا، وفي سنة 1945م أرسل المجلس خمسين طالبا انضموا إلى زملائهم السابقين وواصلوا دراستهم في القاهرة وكان هؤلاء الطلاب يواصلون الدراسة التي توقف عندها التعليم في الكويت فينهون المرحلة الثانوية ثم يلتحقون بجامعة القاهرة وما شابهها من معاهد عليا.
وعندما تكاثرت أعداد الطلاب هيأت لهم دائرة معارف الكويت مقرا لسكنهم يجتمعون فيه ويعيشون ولهم مشرف تعينه الدائرة وكان اول مشرف لهذا المقر الذي اطلق عليه اسم: بيت الكويت، هو الاستاذ عبدالعزيز حسين.
لا نريد ان نتحدث كثيرا عن البعثات خلال ذلك الوقت فهو حديث يطول، ولكن أهم ما نريد أن نشير إليه هنا هو أن مجال البعثات كان مفتوحا لكل طالب، ذلك أن أي طالب كويتي يرغب في اتمام دراسته العالية فإنه يستطيع أن يتقدم إلى دائرة معارف الكويت بطلبه الذي سوف تلبيه، وقد استمرت هذه الطريقة في إرسال البعثات إلى أن نشأت جامعة الكويت في سنة 1966م فتقرر أن تتاح البعثات للمتفوقين دون غيرهم. ومما نود ذكره – أيضا – أن البعثات الأولى كانت مقتصرة على الذكور، ولكن السنة الدراسية 1957/1956م شهدت شمول البنات بالبعثات وقد ذهبت أول بعثة منهن إلى مصر في السنة المذكورة، وفي اليوم الثامن من شهر نوفمبر لسنة 1959م قامت الجهات المختصة بإعادة النظر في الأسلوب المتبع في إرسال البعثات الدراسية إلى الخارج، فوضعت نظاماً جديداً عرض على اللجنة التنفيذية العليا التي كانت تدير أمور البلاد فجرى إقراره، ثم أقره المجلس الأعلى ونشر في الجريدة الرسمية. ولن يكون من المناسب هنا أن نستعرض هذا النظام لكثرة عدد مواده، وتشعب مراميه.
٭٭٭
الصورة التي نقدمها في هذا المقال تنطق بأحداث مناسبة ثقافية وتربوية مهمة مما يتعلق بماضي الكويت. فقد تم التقاطها في يوم افتتاح المبنى الجديد لبيت الكويت في القاهرة، وهو أول بيت أنشأته الكويت هناك، وكانت قبل ذلك تستأجر ما يسد حاجة طلابها في السكن، وقد كان ذلك في عدة مواقع من القاهرة.
كان أول مبنى استُغلَّ من أجل إقامة مشروع «بيت الكويت» هو المنزل رقم 25 بشارع إسماعيل باشا بالزمالك، وكان بيتا مجهزا به حديقة كبيرة وغرف واسعة تتسع الغرفة الواحدة منها لثمانية طلاب، ولم يحظ بغرفة مفردة إلا المشرف وهو - آنذاك - الأستاذ عبدالعزيز حسين، وافتتح هذا البيت في شهر أكتوبر لسنة 1945م، قام بذلك - رسميا - الدكتور أحمد أمين الأديب الشهير، وقد قام بذلك نيابة عن وزير المعارف المصري. وفور بدء العمل واستقرار الطلاب قام المشرف باعداد برنامج ثقافي يهدف إلى شغل أوقات فراغ أبنائه وتعريف أبناء مصر بالكويت. فصار بيت الكويت في القاهرة مركزا ثقافيا بمعنى الكلمة.
وعندما جاءت سنة 1951م انتقل البيت إلى مقرٍّ آخر في المنزل رقم 7 بشارع قاسم في الدقي، إلى أن اشترت دائرة معارف الكويت الأرض التي بنى عليها آخر مقر من مقرَّات بيت الكويت، وقد تم البناء على أحدث طراز وكان في مقوع يسوده الهدوء، وقد تغيرت طبيعة بيت الكويت في هذه الفترة فأصبح الطلاب يسكنون في مساكن يستأجرونها في خارجه لأن الأعداد قد ازدادت، وصار من الصعوبة بمكان أن يستوعب جميع الطلاب. إضافة إلى أن هؤلاء قد اكتسبوا معرفة بتلك البلاد، ولم يعد تدبير أمر معيشتهم صعبا وبخاصة وأن بيت الكويت يقدم لهم راتبا شهريا يغطي كافة نفقاتهم ويزيد. كما توقفت دائرة معارف الكويت عن إرسال طلاب المرحلة الثانوية، فصار كل الدارسين الكويتيين في مصر من الجامعيين الذين يستطيعون الاعتماد على أنفسهم.
أما المقر المستحدث فهو - أيضا - في منطقة الدُّقِّي بشارع البدراوي.
٭٭٭
إذن فإن الصورة التي نتحدث عنها كانت من الصور التي التقطت في بيت الكويت الجديد عند افتتاحه في سنة 1958م، وقبل الافتتاح بأيام قليلة تم إبلاغ الطلاب بهذا الحدث، ودعي الجميع للحضور، وكنت يومها من أولئك الذين أسعدتهم المشاركة والإطلاع على ما جرى في حفل الافتتاح، وعلى نواحي البيت المتعددة وأذكر انني أعجبت جداً في ذلك اليوم بالقاعة الواسعة التي جرى استغلالها مكتبة للبيت وكانت تضم عدداً كبيراً من الكتب القيمة التي تم جمعها منذ سنة 1945م حين بدأ بيت الكويت في العمل.
كان الجميع في الانتظار منهم الطلاب ومنهم عدد من أبناء الكويت الذين تصادف وجودهم في القاهرة مع هذه المناسبة وقد قُدِّر عدد الحضور بما يزيد عن خمسمائة وألف شخص.
وكان الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس المعارف في ذلك الوقت ومعه الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح والأستاذ عبدالعزيز حسين في انتظار وصول راعي الحفل الرئيس جمال عبدالناصر الذي سرعان ما حضر ومعه زكريا محيي الدين وحسين الشافعي وعبداللطيف البغدادي وحسن ابراهيم وعبدالحكيم عامر وكلهم من أعضاء مجلس الثورة وبعد مراسم الاستقبال ووسط فرحة أبناء الكويت طاف المدعوون بأرجاء البيت وشاهدوا كافة جوانبه.
وكان هذا الافتتاح ميزة تميز بها بيت الكويت لأنه أول مقر لبعثة طلابية يجري افتتاح مبناه على هذا المستوى فتحضر قيادة مصر كلها تقديراً للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين الشقيقين، وهي علاقات عميقة تضرب في أعماق التاريخ.
٭٭٭
تحدثت الصحف المصرية عن هذا الحدث، وذكرت ما دار فيه من فعاليات. وأثنت على الجهود التي ادت الى افتتاح مبنى بيت الكويت الجديد، وابرزت اهتمام الرئيس جمال عبدالناصر وصحبه من قيادة مجلس الثورة بالحضور والافتتاح مقدراً ان في ذلك تقوية لأواصر الاخوة بين الكويت ومصر، كما ذكرت دور الشيخ عبدالله الجابر الصباح في قيام هذا العمل المهم.
ولقد سبقت لنا الاشارة الى هذا العمل، وما دار حوله من احاديث صحفية في احدى مقالاتنا القديمة التي صدرت تحت عنوان: «أيام من تاريخ الكويت» في عدد من جريدة «الوطن» صدر في 2006/1/11م فقد قلنا يومذاك:
«افتتح الرئيس جمال عبدالناصر مبنى بيت الكويت الواقع في الدقي بالقاهرة، وذلك في اليوم الثامن من شهر سبتمبر لسنة 1958م، وكان في استقباله الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس دائرة معارف الكويت، وحين قص الرئيس المصري الشريط قال للشيخ عبدالله الجابر: ان شاء الله بيت مبروك. ورد الشيخ على عبارته بقوله: ان مجيئكم هنا هو يوم مبروك، وضج المكان بالهتافات بينما كان جمال عبدالناصر يطوف بأرجاء البيت ثم سجل كلمة في دفتر الزيارات جاءت فيها: «يسعدني ان اشترك مع اخوتي الكويتيين في افتتاح بيت الكويت، وان هذه الفرصة التي جمعت في بيت الكويت العرب من كل مكان، تعتبر فرصة كبيرة المعنى؛ فهي تُعبِّرُ عن الاخوة والتضامن، وارجو الله ان يوفق الشعب العربي والشعب الكويتي، وارجوا الله ان يديم دائماً المحبة التي تجمع شعب الكويت.. وارجو له من كل قلبي التوفيق، واعبر عن شكري للشيخ عبدالله الجابر الصباح على هذه الدعوة، وهذه الفرصة التي جمعتنا».
كان عدد المدعوين كبيراً يضم عدداً من رجال العروبة المعروفين آنذاك منهم سلطان لحج، ونائب إمام اليمن، ومفتي فلسطين، وعدد من السفراء العرب، وأنور السادات، وكان – في ذلك الوقت - السكرتير العام للاتحاد القومي. وكان سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح حاضراً وكان يستقبل الرئيس والمدعوين مع الشيخ عبدالله الجابر. وقد توافد عدد كبير من طلاب الكويت بمصر لحضور هذه المناسبة المهمة.
وقد وصفت جريدة «الشعب المصرية» برنامج الحفل كما جرى بالفعل قائلة: «وقد عزفت الموسيقى السلام الجمهوري عند وصول الرئيس.. وصافح سيادته جميع المستقبلين فرداً فرداً.. ثم دعا الشيخ عبدالله الجابر الصباح السيد الرئيس لافتتاح بيت الكويت. وبعد ان افتتح الرئيس بيت الكويت بالقاهرة، توجه ومعه مرافقوه الى المعرض الذي اقيم بالطابق الارضي، حيث شاهد سيادته بعض المعروضات التي تمثل أوجه النشاط المختلفة للحياة في الكويت.. وقد زينت جميع حجرات هذا المعرض بصور سمو الأمير عبدالله السالم الصباح امير الكويت والرئيس جمال عبدالناصر بين علم الكويت وعلم الجمهورية العربية المتحدة.
ثم تفقد الرئيس ومرافقوه نادي الطلبة وقاعة الاجتماعات.. وبعد أن استراح الرئيس ومرافقوه قليلا بالقاعة الكبرى في بيت الكويت، غادر مكان الاحتفال بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم».
٭٭٭
ينبغي لنا الآن أن نعود إلى الصورة، فننظر إلى ما ضمت من أشخاص، ثم نتحدث عن هؤلاء الأشخاص بما يكفل التعريف بهم، وإن كان بعضهم وصل إلى عالم الشهرة فإن بعض صغار السن ينبغي التعريف بهم بعد أن تجاوزوا أعمارهم تلك، ثم إن بعض أبناء البلاد من الذين نشأوا بعد تلك الفترة بوقت لا بأس به يصعب عليهم التعرف على كثيرين من أهل الكويت الذين كانوا بارزين في يوم من الأيام، ودورنا هنا هو إعادة إحياء ذكرى أولئك وإحاطة الأجيال الحالية والقادمة بهم علما، وعلى الأخص الإعلام عن الأدوار التي قاموا بها في سبيل خدمة وطنهم في مختلف المجالات. وهذا ما سوف نبدأ به هنا:
وبغض النظر عن عامل السن والمكانة السياسية والاجتماعية للذين نراهم في الصورة، فإننا سوف نتحدث عن كل واحد منهم بحسب ترتيبه فيها من اليمين إلى اليسار، ومن هنا فإننا سوف نبدأ بالأخ عبدالرحمن محمد النيباري، وكان في ذلك الوقت كشافا، وقد حضر الافتتاح بملابس الكشافة ضمن مجموعة من صحبه في الفرقة الكشفية الكويتية.
الكابتن عبدالرحمن من أصدقائي القدامى، عشنا معا في فريج واحد ودرسنا معا في مدرسة المثنى، ولعبنا معا، جمعتنا المودة والألفة التي تقوم - دائما - بين أبناء الفريج الواحد.
درس العلوم البحرية التجارية في الاسكندرية وبريطانيا وعندما تخرج بدأ العمل في ميناء الشعيبة مديراً له، ثم صار مساعد مدير عام الهيئة العامة للموانئ عندما تم ضمُّ ميناء الشعيبة إليها. مثل الكويت في عدد من المؤتمرات والهيئات الخارجية ذات العلاقة بتخصُّصِهِ، وهو عضو الجمعية الملكية البريطانية للنقل، وعضو الجمعية البحرية الأمريكية، وكان عضوا في مجلس أمناء الجامعة البحرية الدولية في السويد. ألف كتابا عن تطوير الموانئ البحرية التجارية في الكويت، نشره مركز البحوث والدراسات الكويتية في سنة 2002م.
ثاني الواقفين يمينا هو الأستاذ أحمد مرعي، وهو رجل تربوي عريق له إسهام كبير في مسيرة التربية بالكويت، جاء إلى هنا معارا من وزارة التربية والتعليم بمصر، ولكنه استمر بعد فترة الإعارة بتعاقده مع وزارة التربية الكويتية، كان مدرسا ثم ناظرا لإحدى المدارس الثانوية فموجها تربويا إلى أن صار ضمن العاملين الأوائل في إدارة التعليم الثانوي عند نشأتها، وقد شارك في الإنشاء ومتابعة التنفيذ، وشارك - أيضا - في اللجان التي تعقدها الوزارة لمختلف الأعمال. وتولى جزءاً من مسؤولية اختيار المدرسين للعمل في الوزارة. تربطه روابط عدة مع كبير من أبناء الكويت ولاسيما من يعمل منهم في سلك التعليم وكان جديرا بمحبة الناس وتقديرهم لما يتميز به من خلق قويم ووفاء وإخلاص في العمل. رحمه الله.
ثم نرى صورة الشيخ عبدالله الجابر الصباح رئيس دائرة ومجلس معارف الكويت في سنة 1958م وما بعدها بل وما قبلها حتى سنة 1936م. وهو رجل غني عن التعريف إذ إنه رمز من رموز الكويت خدمها في مختلف المجالات ومثلها خير تمثيل في رحلاته الخارجية التي كان العمل يقتضيها، وشغل عدة مناصب، ولكن منصبه في دائرة معارف الكويت كان أبرز هذه المناصب لطول مدة شغله له، ولحجم العمل الذي تم أداؤه بمعرفته وإدارته.
ألفت عنه كتب كثيرة ونشرت صور تمثل مراحل حياته ومجالات عمله. وهو مع ذلك في غنى عن التعريف فإن وطنه يذكره جيدا ويذكر مآثره.
ويأتي الرجل الرابع وهو الرئيس جمال عبدالناصر الذي قام بافتتاح المبنى الجديد لبيت الكويت في القاهرة وكانت الصورة قد التقطت أثناء حفل الافتتاح الذي تحدثنا عنه طويلا فيما سبق. ولا أظن القارئ في حاجة إلى مزيد من المعلومات عن هذا الرجل فإن تاريخه بصفته رئيسا لمصر معروف، وأعماله متميزة، ومن الإطالة التي لا داعي لها أن تُسهب في الحديث عنه.
والخامس هو السيد عبدالعزيز الزاحم، وهو من تجار الكويت البارزين وكان كثير التردد على القاهرة للاستمتاع بفترة صيف جميل فيها، ويتردد في أثناء ذلك على بيت الكويت. وفي الأيام المعتادة يكون جالسا في مكتبه المعروف في سوق التجار بالكويت يستقبل المراجعين والأصدقاء ويزاول تجارته ويشرف على عقاراته الكثيرة.
والسادس هو الأستاذ عبداللطيف الشملان، وكان مديرا لبيت الكويت في ذلك الوقت، وهو من الطلاب المبتعثين من حكومة البحرين حين كانت أول بعثة كويتية إلى الأزهر قد بدأت بالدراسة هناك وهم الأستاذة عبدالعزيز حسين ويوسف العمر ويوسف مشاري الحسن وأحمد العدواني، وقد صار رفيقا لهم، ولم ينقطع عنهم وعندما تخرج جاء إلى الكويت وعمل بها وحصل على جنسيتها. وكان من أعماله أنه عين نائبا لمدير معارف الكويت، وقاضيا، ومدرسا في المعهد الديني إلى أن انتقل إلى القاهرة.
وهذا هو بعض التفصيل عنه:
وُلِدَ أبو حسام في البحرين سنة 1906م، وعين فور تخرجه مدرسا في مدرسة الهداية بالبحرين، ثم قام بتأسيس مدرسة أهلية سماها دار العلم، ولعله تذكر الكلية التي تخرج فيها بجامعة القاهرة وهي «كلية دار العلوم» وفي الكويت بدأ عمله بالتدريس في المدرسة المباركية سنة 1940م وفي سنة 1942م عين مديرا لمعارف الكويت بالنيابة حتى سنة 1943م وعمل قاضيا ومدرسا بمعهد الكويت الديني، وآخر عمل تولاه هو منصب الأمين العام لمجلس الوزراء الذي بقي فيه إلى أن تقاعد. وفي سنة 1981م انتقل إلى رحمة الله مأسوفا عليه من كل من عرف فضله.
وأما الرجل السابع فلم أتبين اسمه وشخصه وإن كان الأخ سليمان عبدالله العنيزي الذي كان له الفضل في حصولي على الصورة قد ذكر لي أنه قد يكون هذا الرجل هو الأستاذ عبدالمجيد مصطفى، وكان من رجال التعليم، وفي ذلك الوقت كان رئيس البعثة التعليمية المصرية وناظرا لمدرسة الشويخ الثانوية، منحته الكويت مكانة عالية لأنه كان – في وقته – بمثابة ممثل لمصر كلها في الكويت إذ لم يكن بين الكويت وأي بلد آخر أي نوع من أنواع التمثيل الدبلوماسي. وكان الوكيل السياسي البريطاني في الكويت هو الوحيد الذي يتمتع بالصفة الدبلوماسية التي كانت من طرف واحد لأن الكويت ليس لها ممثل في بريطانيا في مقابل ذلك.
ويأتي في آخر الصورة رجل مهم في التاريخ السياسي والتربوي الكويتي هو الأستاذ عبدالعزيز حسين، وهو – كما يقال عند العرب القدماء - «أشهر من نار على علم». وليس في الكويت من لا يعرف هذا الرجل حق المعرفة، فقد كان رجلا من رجال التعليم تولى إدارة المعارف مدة طويلة تصل إلى عقد من الزمان، وتقدَّم العمل التربوي خلال هذه الفترة على يديه تقدما كبيرا وكان قبل ذلك مشرفا على بيت الكويت منذ نشأته في سنة 1945م، ومثل الكويت في الخارج في فترة بداية الاستقلال حيث أدار معركة انضمام الكويت إلى جامعة الدول العربية في وقت صعب كان العراق فيه يضع كل ثقله في سبيل عدم تحقيق الانضمام.
وصار وزيرا للدولة فترة طويلة ومستشارا للأمير إلى أن توفي.
وللأستاذ عبدالعزيز حسين جانب آخر مهم هو الجانب الثقافي، فقد كان مثقفا عالي الثقافة ولذلك فقد تولى الإشراف على نشأة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ووضع أسسه السليمة التي سار عليها بمقدرة تامة إلى أن تولاه من هو بعيد عن الثقافة فتراجع ذلك العمل بعد ثالث أمين عام للمجلس. وطلبت منه المنظمة العربية للثقافة والعلوم والآداب (اليسكو) أن يشرف على إعداد الخطة الثقافية العربية الشاملة، فقام بهذه المهمة باهتمام بالغ وحشد لها المختصين من كافة البلدان العربية وأنجز الخطة المهمة التي لا ندري مصيرها. وبالتأكيد فإنه مصير لا يتناسب مع الجهد الذي بذل في إعدادها ولا المستوى النوعي الجيد الذي ظهر بفضل الأستاذ عبدالعزيز حسين، رحمه الله.
ونلاحظ في الصورة طفلين يقفان أمام الصف الذي كان يقف فيه أولئك الرجال الذين ذكرناهم وهما:
- هاني عبدالعزيز حسين.
- حسام عبداللطيف الشملان.
أما الأول فكان وزير النفط في وقتنا الحالي، فقد أثبت أن هذا الشبل من ذاك الأسد، وكنا - جميعا - نعرف هاني حسين قبل أن نراه لأن كنية والده: أبو هاني، ومع تردد هذه الكنية كنا نترقب أن نرى هذا الابن وقد صار رجلا متكاملا، وقد تحقق له ما يريد والده، فأنجز في دراسته وتقدم في وظيفته حتى احتل هذا المنصب المرموق.
هاني عبدالعزيز حسين متخصص في الهندسة، وكان عمله في حقل البترول والكيماويات منذ تخرج في جامعة تلسا حائزا على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكيماوية من الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1971م.
وقد زاول العمل في تخَصَصُّه ضمن عدة مجالات منها:
- مهندس تصنيع، مصفاة الشعيبة، لشركة البترول الوطنية سنة 1972م حتى سنة 1976م.
- محلل تخطيط أول، دائرة التخطيط، مؤسسة البترول الكويتية سنة 1976م و1977م.
- نائب مدير التخطيط، التسويق العالمي، مؤسسة البترول الوطنية سنة 1977م و1978م.
- مدير التخطيط، التسويق العالمي، مؤسسة البترول الوطنية سنة 1977م و1978م.
- العضو المنتدب - التسويق العالمي، مؤسسة البترول الكويتية في 1995/3/16م.
- المساعد التنفيذي للعضو المنتدب، التسويق العالمي، مؤسسة البترول سنة 1980م و1988م.
- رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة صناعة الكيماويات البترولية من سنة 1990م حتى سنة 1995م.
ولقد مضى في عمله بكل الجد والاهتمام، وكان مماثلا في جده وإخلاصه لوالده، لقد أنجب أبوهاني ابنا نابها استحق بعمله أن يصل إلى مرتبة الوزير.
وثاني اللذين كانا صغيرين وهو حسام عبداللطيف الشملان ابن استاذنا عبداللطيف سعد الشملان الذي كان مدير بيت الكويت وقت افتتاح المبنى الذي تحدثنا عنه. وقد تربى حسام في كنف أبيه تربية راقية. وكنا نطمئن عليه دائما من والده الذي كان يُبشرنا له بمستقبل باهر، وقد كان الأمر كما أراد الوالد فتخرج حسام طيارا وعمل في الطيران الكويتي المدني وترقى فيه، إلى أن وجد أن الوقت قد حان للتقاعد.
٭٭٭
حاولنا بقدر المستطاع أن نستخدم الصورة في توضيح ما حدث في ذلك اليوم، ومن حضر الاحتفال به يوم افتتاح مبنى بيت الكويت الجديد. وكم ذا من المعلومات يمكن الحصول عليها بعد الرجوع إلى الصور القديمة التي قد يحصل المرء عليها بعد مرور سنين طويلة على التقاطها. وفي وقت ومكان ندر فيه كتاب الأخبار واليوميات ليس لنا إلا التحقق من هذه الصور وقراءتها واستنباط ما ترمي إليه من إشارات إلى الأحداث التي حدثت في وقت التصوير، وهذا الذي صنعناه في هذا المقال سوف يكون له ما وراءه من قراءة لصور أخرى تنطق بفصول من تاريخ الكويت.
المزيد من الصور
أخبار ذات صلة
انفجار صاروخ روسي يحمل ثلاثة اقمار اصطناعية عند الانطلاق من بايكونور
التمار: تأخير المساعدات لمن دون 18 لإجراء وقائي
«كونتيننتال» يطلق مهرجانه الصيفي
د.عبدالمجيد ينصح الصائمين بالابتعاد عن البطاطا والحلويات في رمضان
«الطوابع والعملات الكويتية» في معرض فريد بـ «صيفي ثقافي»
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
80.9932
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top