خارجيات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

طهران لا تدافع عن الشيعة في العالم إلا إذا كانت هناك مصلحة استراتيجية

2013/07/01   07:13 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
طهران لا تدافع عن الشيعة في العالم إلا إذا كانت هناك مصلحة استراتيجية

كريستشن ساينس مونيتور


بقلم – سكوت بيترسن:

كان لابد أن يثير مقتل أربعة رجال من المسلمين الشيعة في مصر قبل حوالي أسبوع سلسلة من ردود الفعل في إيران التي تعتبر نفسها منذ وقت طويل حامية للشيعة في العالم.
فقد أدانت طهران عملية القتل تلك باعتبارها عملاً من أعمال العنف والتطرف يتناقض مع الإسلام، ودعت زعماء مصر وثورتها الى توخي الحذر مما أسمته المؤامرات التي تستهدف بث الخلاف بين مدارس الإسلام الفكرية المتنوعة.
إلا أن رجل دين بارزاً في مدينة قم ذهب لأبعد من هذا عندما تحدث حول وجود مشروع مناهض للشيعة في مصر يعمل لإثارة العنف الطائفي ويبيح إراقة الدماء.
لكن على الرغم من تصعيدها حدة نبرتها الكلامية، لم تفعل إيران أي شيء آخر في هذه القضية مما يشير الى أن استعداد الجمهورية الإسلامية وقدرتها على التدخل لنصرة الشيعة في أماكن أخرى يعتمدان على المكاسب الاستراتيجية أكثر من الحسابات الدينية برأي المحللين.
فمن الملاحظ أن عملية القتل، التي حدثت في إحدى ضواحي القاهرة، جاءت وسط توترات طائفية متزايدة بين طائفتي السُّنّة والشيعة في العالم العربي ولاسيما في سورية.
ومن الواضح أيضاً ان هذا الانقسام يمثل معضلة لإيران التي لطالما قدمت ثورتها الإسلامية كنموذج إسلامي شامل للشيعة والسُّنّة على حد سواء.
فعلى الرغم من وصف المرشد الأعلى علي خامنئي رسمياً بأنه زعيم الشيعة في العالم، قال في خطاب ألقاه عام 2008 إن حتى أولئك المسلمين غير الشيعة منجذبون الى الثورة الإسلامية، وان الملايين من «إخواننا السُّنّة» في العالم العربي منجذبون الى هذه الثورة التي تفجرت عام 1979، وكانت بمثابة ضربة للأعداء.
وفي هذا السياق، تقول روكسين فارمان فارمايان، أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة كامبريج – بلندن: إن رد إيران على مقتل الشيعة في مصر يمثل تماماً نهجها في التعامل مع الانقسام الطائفي. فهي تقول دائماً إن أي انقسام أو خلاف بين السُّنّة والشيعة هو في مصلحة الغرب الذي يتهم المسلمين بالعنف عادة. وتضيف روكسين: إلا أن إيران تساند الشيعة لكن فقط عندما تنطوي مثل هذه المساندة على فائدة أو أهمية جيوبوليتيكية لها.
ولذا يتعيّن أن يكون هناك بُعد إضافي مهم قبل أن تؤيد الشيعة لأنهم شيعة فقط.

بؤرة التوترات الطائفية

على أي حال، من الملاحظ أن معظم التوترات الطائفية اليوم تنبعث من الحرب في سورية التي تؤثر على لبنان والعراق أيضاً.
إذ لا يتردد منتقدو إيران في اتهامها بأنها تعمق الانقسامات الطائفية بمساندتها للنظام السوري.
لذا، سعى خامنئي في خطاب ألقاه في ابريل الماضي للتقليل من أهمية الانقسام بالقول إن نظام الأسد ليس شيعياً.
لكن حتى المقاتلين السوريين يصفون على نحو متزايد معركتهم بأنها معركة طائفية، بل وعندما مكّنت إيران وحزب الله وروسيا قوات الأسد من إحراز بعض المكاسب العسكرية في الآونة الأخيرة، أعربت كل من المملكة العربية السعودية، قطر، تركيا والأردن عن زيادة الدعم الذي يجري تقديمه للمعارضة السورية.

مخاطر

الواقع أن القادة الإيرانيين يدركون منذ وقت طويل أن السُّنّة، الذين يشكلون الغالبية في الإسلام على مستوى العالم، لا يرتاحون عندما يتحدث المسؤولون الإيرانيون حول ضرورة الدفاع عن الشيعة باعتبارهم أقلية.
لذا، وفي اعتراف واضح على ما يبدو بمخاطر انتشار الكراهية الطائفية وخروجها عن حد السيطرة، أعلن رئيس إيران المنتخب حسن روحاني مؤخراً أن من أول أولوياته بعد أدائه القَسَم عند تنصيبه رئيساً رسمياً ستكون العمل لإصلاح العلاقات مع المملكة العربية السعودية.
والحقيقة أن تأييد إيران الانتقائي للشيعة يمكن أن نجده في البحرين، المملكة الصغيرة الواقعة على الخليج العربي التي بدأ بها الشيعة احتجاجات ديموقراطية في مطلع 2011. فإيران لم تفعل شيئاً عندئذ لمنع السعودية من إرسال قواتها لدعم حكومة البحرين في مواجهة تلك الاحتجاجات. وهذا يعني برأي روكسين أن إيران لا تسارع لمساعدة الشيعة فقط لأنهم شيعة فهي لا تفعل هذا إلا عندما تكون هناك مصلحة إضافية سياسية أو استراتيجية.

تعريب نبيل زلف


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
96.0043
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top