مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة حق

زيارةُ التَّقارب والانفتاحِ

عبدالله الهدلق
2012/11/12   11:10 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

المسلمون في بورما ما زالوا يتعرضون للعنف الطائفي والعرقي على يد الجيش والغوغائيين


بزيارتها الى ميانمار «بورما» في نوفمبر 2011 اصبحت وزيرة الخارجية الامريكية «هيلاري كلينتون» اول وزيرة خارجية امريكية تزور ذلك البلد منذ اكثر من نصف قرن، وفي مسعى لاقامة روابط بين ميانمار «بورما» والغرب، ولاختراق التقارب الذي نشأ بينها وبين الصين خلال عقود العزلة التي سببتها عقوبات غربية ناجحة عن سجل «بورما» السابق المهين في مجال حقوق الانسان، فقد قرر الرئيس الامريكي الفائز بولاية ثانية «باراك اوباما» زيارة ميانمار بتاريخ 2012/11/19 للقاء نظيره «ثين سين»، والمعارضة الحائزة على جائزة نوبل للسلام «أونغ سان سوتشي»، ولحضور اجتماع قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا التي ستعقد في كمبوديا ويحضرها زعماء حكومات الصين واليابان وروسيا ودول اخرى.
وبهذا سيكون «اوباما» اول رئيس امريكي يزور «ميانمار» خلال فترة رئاسته، وستكون الزيارة اقرارا قويا من المجتمع الدولي بتحول «ميانمار» في ظل حكومة «ثين سين» شبه المدنية الى الديموقراطية بعد ان انهت تلك الحكومة عام 2011 نصف قرن من الحكم العسكري الديكتاتوري البغيض، ولا تكاد تذكر ميانمار «بورما» الا وتذكر معها زعيمة المعارضة وزعيمة الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية «اونغ سان سوتشي» الحائزة على جائزة نوبل للسلام في 1991/12/10 والتي تسعى لخوض انتخابات الرئاسة.
انفصلت ميانمار «بورما» عن حكومة الهند البريطانية في العام 1940، وكانت بؤرة خطوط المواجهة في الحرب العالمية الثانية بين بريطانيا واليابان، ونالت استقلالها عام 1948 وسيطر الحكم العسكري على ميانمار خلال الفترة «1962 – 2011» وكان موضوع حقوق الانسان مصدر قلق للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان منذ فترة طويلة بسبب الانتهاكات الممنهجة والجارية لحقوق الانسان والحريات الاساسية في «بورما»، وتبنت الامم المتحدة اجماعا دوليا على ان النظام العسكري في بورما واحد من اكثر انظمة العالم قمعا بسبب الاتجار بالبشر وعمالة الاطفال، وعدم وجود قضاء مستقل، وبطش الجيش بالمدنيين، بعد ان صادرت الحكومة العسكرية جميع الحقوق الاساسية، الا ان تحسنا طفيفا طرأ على «بورما» عام 2012 فيما يختص بملف حقوق الانسان بسبب الاصلاحات الجديدة، واطلاق سراح السجناء السياسيين، وتخفيف القيود المفروضة على الحريات السياسية والمدنية.
الا ان المسلمين ما زالوا يتعرضون للعنف الطائفي والعرقي للدولة، فقد قتل الجيش البورمي والغوغائيون في يونيو 2012 اكثر من «25000» مسلم وفقا لاحصائيات رسمية عن طريق احراقهم احياء واضرام النار في منازلهم ومساجدهم في اشتباكات عنيفة دامية بين طائفتي «الوهينجا» المسلمة و«الراخين» البوذيين، الامر الذي حدا بالمفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة «نافي بيلاي» الى ان تدعو ميانمار «بورما» الى منح اقلية «الروهينجا» المسلمة المحرومة من الجنسية حق المواطنة، واتخاذ موقف اخلاقي وسياسي واضح ازاء عمليات التمييز والكراهية ضد اكثر من (950) الفا من «الروهينجا» الذين تعتبرهم الامم المتحدة احدى اكثر الاقليات تعرضا للاضطهاد في العالم، وعلى الرغم من ذلك فقد كان المجلس العسكري الذي تسلم السلطة حتى عام 2011 يعتبر «الروهينجا» المسلمين مهاجرين غير شرعيين اتوا من بنغلاديش.

عبد الله الهدلق
aalhadlaq@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
843.997
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top