فنون  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

«رسول الصغير» حوّل الهواة لمحترفين بعرض مسرحي راقٍ تحققت فيه كل عناصر النجاح

«الخيزران» صهرت طاقات «لوياك» في بوتقة المبدعين

2012/11/04   08:08 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
«الخيزران» صهرت طاقات «لوياك» في بوتقة المبدعين

المخرج أمتعنا بالمزج بين الحوار الدرامي والرقص التعبيري مع الموسيقى والغناء
الديكور بسيط لكنه عكس ثراء الأحداث.. والأداء الحركي من الممثلين الشباب «مبدع»


رؤية يحيى عبدالرحيم:

قدمت أكاديمية «لوياك» للفن المسرحي «لابا» عرضها المسرحي الاستعراضي «الخيزران» مساء امس الاول على مسرح متحف الكويت الوطني، تحت رعاية وبحضور وزير الاعلام الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح، وحشد كبير من الشخصيات البارزة مسرحيا وثقافيا وسياسيا في البلاد، مثل الوزير السابق هلال الساير وحرمه والكاتبة الكبيرة عواطف البدر، ونبيلة العنجري، ود.أسيل العوضي، وآخرين.
المسرحية استعراض تاريخي مأخوذ عن وقائع تاريخية حدثت في قصر الخلافة العباسية وهي من تأليف فارعة السقاف والمؤسسة ورئيسة مجلس ادارة «لوياك»، واخراج العراقي رسول الصغير.

الجارية الحاكمة!

تدور احداث المسرحية عن شخصية «الخيزران»، جسدت دورها الممثلة الشابة نادية السقاف وهي جارية يمنية استطاعت بذكائها وثقافتها وجاذبيتها ان تصبح الزوجة المفضلة للخليفة المهدي، وتستحوذ على سلطة كبيرة تخولها مشاركة زوجها بالحكم، بل هي نفسها تقرر وسط احداث العمل انها هي من يدير شؤون الحكم فعلا، من خلال التأثير في قرارات زوجها ليلا، ليصدرها في صباح اليوم التالي، وبالفعل نجدها قد نجحت في ان تصل باثنين من ابنائها «هارون الرشيد وموسى الهادي الى سدة الخلافة».
وخلال الاحداث يتم تسليط الضوء على دورها السياسي وعلى الصراع على الحكم بين ابنيها وموقفها من هذا الصراع، الذي تحول في جوانب كثيرة منه الى صراع برائحة الدم.

ديكور عاكس

تبدأ احداث المسرحية من خلال العزف على آلة القانون مع دخان كثيف ينبعث من خلفية المسرح وسط قطع بسيطة من الديكور ولكنها على جانب آخر تعكس تارة سوق بغداد، وثراء وتنوع بضاعته، وتارة اخرى تشي بفخامة قصور الخلفاء في الدولة العباسية في ذلك الوقت.
ثم يأتي الحدث الاول في المسرحية حيث بيع الجواري في هذه السوق ومنهن الجارية «الخيزران» التي يشتريها الخليفة أبوجعفر المنصور ويهديها الى ابنه محمد بن المنصور «المهدي»، والذي يحبها ويتعلق بها لرقتها وانوثتها الطاغية وذكائها وحبها للتميز، اذ تعلمت الشعر والتاريخ واجادت الغناء، والرقص، فكانت خير نديم للخليفة.

صراع الحكم

وسرعان ما تدخلت «الخيزران» في شؤون الحكم، رغم تحذير والده له من ذلك، ولكنه ضعف امام قوة شخصيتها، وبالفعل استطاعت ان تحكم في عهد زوجها، الا انها واجهت تمردا من ابنها «موسى الهادي»، بعد توليه اغلاقه، اذ حاول ان يبعدها عن الحكم، واشتدت الخصومة بينهما لدرجة انه حاول قتلها، لكنها سبقته، واوعزت للجواري بقتله خاصة عندما بلغها انه سيقتل اخاه «هارون الرشيد» وقد تم لها ذلك في ليلة شرب فيها حتى الثمالة فمالت رأسه بين الصبايا والحسناوات اللاتي اجهزن عليه ليلقى مصير والده الذي قتله هو نفسه بـ«السم» ليصل الى الحكم.
انه صراع الحكم والسياسة في اسقاط مباشر على ما يعتمل في الساحة العربية الآن من تهاوي رؤوس، وصعود اخرى شبابية تتصدر المشهد السياسي، في حراك عنيف يصل الى درجة الدم من اجل الامساك بمقاليد الحكم.

احتراف الهواة

رافق ثقل هذه المادة التاريخية المفعمة بلون الدم والصراع اداء درامي وحركي اقل ما يوصف به انه مبدع ومتقن في الوقت نفسه وخاصة انه لمجموعة من الممثلين الشباب ليس لهم خبرات المحترفين في مجال الفن، وانما «تعب عليهم» مخرج محترف هو «رسول الصغير» ليحولهم الى ممثلين واعدين قادرين على منافسة المحترفين، فقدم عملا راقيا متماسكا فيه الكثير من الاداء التمثيلي الجيد، والصراع الدرامي المتقن، والفرجة المسرحية التي تحققت من امساكه بالايقاع المسرحي واستغلاله الفراغ فوق خشبة المسرح.

أوجه المتعة

وكان من اوجه المتعة ايضا في هذا العمل مزجه في احداثه بين الحوار الدرامي والرقص التعبيري، والموسيقى، والغناء، وقد تم تنفيذ كل ذلك بحرفية عالية المستوى من مخرج يمتلك ادواته ويعرف كيف ومتى يوظفها حتى لو كان ذلك من خلال مجموعة من الممثلين الهواة، وعلى خشبة مسرح بسيطة غير مجهزة للعرض المسرحي المتكامل وانما كان مكان العرض اشبه بـ«القاعة المسرحية» عنه بـ«المسرح» كما هو متعارف عليه.


==========

شهد العمل ووصفه بـ«الممتع» وتمناه بادرة لكل المواهب

وزير الإعلام: الكويت تواصل ريادتها الثقافية والفنية للخليج

كتب يحيى عبدالرحيم:
على هامش العرض، اشاد وزير الاعلام الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح بالمسرحية وابطالها، وقال انه يأمل ان يكون هذا العرض بادرة للآخرين من المبدعين الكويتيين والكويتيات، لكي يقدموا ما لديهم من طاقات ابداعية واعمال هادفة تتواصل بها مسيرة الكويت في ريادة العمل الثقافي والترفيهي على مستوى الخليج، والوطن العربي.
ووصف الوزير العرض بـ«الممتع» معتبرا ان مثل هذه العروض تنجح جماهيريا عندما تحظى بالاهتمام الاعلامي بها، نافيا في الوقت نفسه ان تكون المسرحية قد شوهت صورة المرأة، بل ان كل ما قدم في النهاية هو جزء من التاريخ، وتبقى المرأة لها مكانتها المحفوظة، فهي الام، والاخت، والزوجة.
وردا على سؤال لـ«الوطن» حول وجود خطط حالية داخل وزارة الاعلام، من اجل الاهتمام بالشباب، ودعمهم في وقت اصبحوا هم القوة الفاعلة والمحركة في الكثير من المجتمعات العربية الآن، اجاب الوزير: «توجد برامج تدريبية كثيرة، سواء كان ذلك على مستوى المخرجين، أو المعدين، أو المذيعين، أو المصورين، كما ان القناة الثالثة للشباب والرياضة توجه كل طاقتها لفئة الشباب، وفي الوقت نفسه ابوابنا وقلوبنا مفتوحة لكل الافكار الشبابية وتطبيقها.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
82.9984
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top