الأربعاء
15/04/1447 هـ
الموافق
08/10/2025 م
الساعة
05:06
إجعل kuwait.tt صفحتك الرئيسية
توقيت الصلاة
المغرب 17:26
الصفحة الرئيسية
إغـلاق الوطـن
محــليــات
مجلس الأمة
الجيل الجديد
أخبار مصر
أمن ومحاكم
الاقتصاد
خارجيات
الرياضة
مقالات
فنون
المرأة
منوعات
الوفيات
اتصل بنا
منوعات
A
A
A
A
A
http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=229761&yearquarter=20124&utm_source=website_desktop&utm_medium=copy&utm_campaign=articleshare
X
منتقى الجمان
2012/10/26
04:31 م
شكرا لتصويت
التقيم
التقيم الحالي 0/5
بين طاووس وزين العابدين 3 من 3
الشيخ علي حسن - مكة المكرمة
جئت في العددين السابقين بملاحظات على بعض ما جاء في الحوار الذي دار بين التابعي الفقيه طاووس اليماني وبين الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام حيث قال: (رأيت رجلاً يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب يدعو ويبكي في دعائه فجئته حين فرغ من الصلاة، فاذا هو علي بن الحسين الإمام زين العابدين فقلت له: يا ابن رسول الله رأيتك على حالة كذا، ولك ثلاثة أرجو ان تؤمنك من الخوف، أحدها: أنك ابن رسول الله، والثاني: شفاعة جدك، والثالث: رحمة الله.فقال: يا طاوس أما أني ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يؤمنني وقد سمعت الله تعالى يقول: {لا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ}، وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني لأن الله تعالى يقول: {وَلا يَشْفَعُونَ إلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى}، وأما رحمة الله فان الله تعالى يقول انها قريبة {مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}، ولا أعلم أني محسن).
نسب وشفاعة ورحمة:
وفي هذا الحوار يؤكد الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام على أن المعيار الحقيقي للنجاة في الآخرة لا علاقة له بالنسب، ولو كان الانتساب لرسول الله صلى الله عليه وآله، ولا الأمل بالشفاعة الا من خلال تأمين ما يستحق من خلاله الإنسان الشفاعة، وهو بلوغ مستوى من الايمان والالتزام الديني بما يؤهله لنيل هذه الميزة، ولا تكرار قول ان الله غفور رحيم ليكون عذراً لنا في المزيد من التمادي في العصيان.
شفاعة النسب:
وقد دأب الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في التأكيد على حقيقة ان مجرد الانتساب للبيت النبوي لا يمثّل طوق النجاة، ومن تلك النصوص ما رواه ياسر الذي كان يخدم الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام حيث قال: (خرج زيد بن موسى أخو أبي الحسن عليه السلام بالمدينة وأحرق وقتل وكان يسمى زيد النار، فبعث اليه المأمون فأسر وحمل الى المأمون فقال المأمون: اذهبوا به الى أبي الحسن، قال ياسر: فلما ادخل اليه قال له أبوالحسن: يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة: ان فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار؟ ذاك للحسن والحسن خاصة ان كنت ترى أنك تعصي الله وتدخل الجنة، وموسى بن جعفر أطاع الله ودخل الجنة فأنت اذاً أكرم على الله عزوجل من موسى بن جعفر، والله ما ينال أحد ما عندالله عزوجل الا بطاعته، وزعمت أنك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت.فقال له زيد: أنا أخوك وابن أبيك، فقال له أبوالحسن عليه السلام: أنت أخي ما أطعت الله عزوجل ان نوحاً عليه السلام قال: {رَبِّ ان ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَانَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} فقال الله عزوجل {يَا نُوحُ انَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ انَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} فأخرجه الله عزوجل من ان يكون من أهله بمعصيته).
الشفاعة لمن ارتضى:
ان تتبع موضوعة الشفاعة في القرآن الكريم يكشف عن ان التركيز الأكبر يتم على الجانب السلبي منها، وأن اهتمام الآيات انصب على معارضة فكرة الشفاعة بالصورة التي كانت مطروحة من قبل المشركين الذين كانوا يعتقدون ان أصنامهم تملك ذلك الامتياز، وأنهم يتقربون اليها بالعبادة والطاعة وتقديم القرابين لكي تكون لهم الحظوة عندها في تحقيق أمانيهم:
-1 نفي الشفاعة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ ان يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} البقرة:254
-2 نفي الشفاعة عن الشفعاء الوهميين الذين كان المشركون يدّعون لهم تلك الكرامة: {وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} الأنعام:94.
-3 بيان عدم تأثير الشفاعة: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} البقرة:123.
-4 لا شفاعة الا باذن الله ورضاه: {اللَّهُ لاَ الَهَ الاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ الاَّ بِاذْنِهِ} البقرة:255. {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ الاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} الأنبياء:28.
وبالطبع فان ما سبق لا يعني نفي الشفاعة في الآخرة بشكل مطلق، اذ أثبتت الآيات نحواً من الشفاعة ضمن قانون معين، يختصر في التأكيد على سبق الاذن الالهي والرضا الالهي لأية شفاعة، وهذا يعني ان شفاعة الشافعين لا تتعارض مع الحكم الالهي على عباده، بحيث يريد الله انزال العقوبة بهم، فيتدخل الشفعاء ليغيّروا الارادة الالهية، ويحوّلوا الغضب الالهي الى رضا، بل ان الله سبحانه يحكم وفق رحمته باستحقاق فئات من الناس الشفاعة، وحينئذ يشفع الشفعاء فيهم وفق الاذن الالهي المسبق لهم بذلك، ووفق معرفة الشفعاء بقانون الشفاعة ومعاييرها وشروطها التي وضعها الله سبحانه، وذلك تكريماً للشفعاء من جهة، وتحسيناً لأوضاع تلك الفئات، برفع درجاتهم في الجنة، أو في التجاوز الالهي عن بعض ما ارتكبوه من معاصي، من جهة أخرى.
أحاديث حول الشفاعة:
وقد أكّد النبي وأهل بيته على ما سبق، فقد جاء في خطبة للنبي صلى الله عليه وآله قيل إنها آخر خطبة له: (أما انه ليس بين الله وبين أحد من عباده شيء يعطيه به خيراً أو يدفع به عنه شراً الا العمل، أما انه لا ينجي الا عمل مع رحمة.ولو عصيتُ لهويتُ).وروى أبوبصير قال: [دخلت على أم حميد أعزيها بأبي عبدالله الإمام جعفر الصادق عليه السلام وهي زوجته فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبدالله عليه السلام عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه ثم قال: أجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة، قالت: فلم نترك أحداً الا جمعناه، قالت: فنظر اليهم ثم قال: ان شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة].
رحمة مشروطة:
وأما الأمر الثالث الذي ذكره الإمام زين العابدين عليه السلام وهو عدم الركون الى الرحمة الالهية، فيضبطه مراعاة حد الاعتدال بين الخوف والرجاء، حيث لا يخرج الإنسان من حسن الظن بالله تعالى في خوفه حتى يعد من القانطين من رحمته، ولا يفرط في رجائه حتى يعد من الآمنين من عذابه، فيهمل أمر آخرته، ويتجرّأ على المعاصي، ويسوّف التوبة.
قال تعالى في وصف المؤمنين: {تتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} السجدة:16.وعن الإمام علي عليه السلام: (خير الأعمال اعتدال الرجاء والخوف).وعن الإمام الصادق عليه السلام: (المؤمن بين مخافتين ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه وعمر قد بقى لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك فهو لايصبح الا خائفاً ولا يصلحه إلا الخوف).
=====
المسائل الشرعية
من أحكام المهر
س: مهر الزوجة المؤجل الى عشر سنوات مثلا، هل يحل لها بالطلاق قبلها، أم بعد انقضاء السنين العشر؟
المرجع الديني السيد أبوالقاسم الخوئي: نعم في الفرض يحل الأجل ولها حق الطلب.
س: جرت العادة ان تستعمل المرأة المقدم من المهر في شراء ثياب أو حلي وما شابه، فهل يحق لها التصرف فيه في غير ذلك، كأن تساعد به أخاها أو تودعه في البنك أو تفتح به تجارة أو ما شابه ذلك من التصرفات غير المتعارف عليها بالنسبة الى المهر؟
المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله: المهر المقدم من الزوج وكذلك المؤخر هو ملك الزوجة، ومن حقها ان تتصرف فيه فيما تشاء، ولا يجب عليها شراء الثياب والحلي به، وان جرى العرف على ذلك، كما ليس لأحد الحق في منعها من التصرف فيه أو اجبارها على التصرف به بنحو خاص.
س: هل يصح ان يكون المهر مدفوعاً من قبل شخص آخر غير الزوج كأخ الزوج مثلاً؟
المرجع الديني الشيخ محمد محمد طاهر الخاقاني: يجوز ان يكون المهر من غير الزوج، ولو طلقها الزوج قبل الدخول حينئذ رجع اليه نصف المهر، لا الى الزوج.
س: هل يجوز للزوجة التراجع عمّا وهبته من مهرها لزوجها؟
المرجع الديني السيد صادق الشيرازي: لا يحقّ للزوجين التراجع بعد الهبة.
======
موقف النبي من السؤال
كان المسلمون يسألون النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن بعض القضايا التي تشغل تفكيرهم في تفاصيل بعض الواجبات أو المحرّمات، وكانت في غالبها كما ينقل عن ابن عباس خفيفة لا تعقيد فيها، عملية لا ترف فيها ولا تكلّف، انطلاقاً من شعورهم بأنَّ دور السؤال هو ان يحل للإنسان مشكلة يواجهها في حياته العقيدية أو العملية.فاذا لم تكن هناك مشكلة مطروحة في ساحة اهتماماته الطبيعيَّة، فلا معنى لأن يبادر بالسّؤال الذي يتحوّل الى تكلّف لا فائدة فيه، وعبث لا معنى له، واضاعة لوقت السّائل والمسؤول في ما لا جدوى منه.
وقد جاء في الذكر الحكيم: {يَسْألُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَآ أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَانَّ اللّه بِهِ عَلِيمٌ}[البقرة: 215].
وهكذا نفهم الدور المطلوب للسؤال في الإسلام، بأن يكون نافذة فكرية تطلّ على ما ينبغي للإنسان معرفته من شؤون الكون والحياة في ما يتعلّق بأمر الدنيا والآخرة.وهذا ما نستوحيه من الحديث القرآني عن الأسئلة التي لا يريد اللّه للإنسان ان يخوض فيها، لأنها لا تتصل بالمعرفة المرتبطة بالمسؤوليَّة، فلا تضيف للإنسان جديداً في حياته كقوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا* فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا* الَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَآ* انَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا}[النازعات: 42 45].فقد أغلق القرآن باب السّؤال عن توقيت يوم القيامة، لأنه لا يعود بفائدة عقيدية أو عملية، لأنَّ من واجب الإنسان الاستعداد لها بعيداً عن أي توقيت معين، من خلال مسؤوليته أمام اللّه، كما ان مهمة النبيّ هي الحديث عمّا يحدث فيها لا عن وقتها الذي قد لا يكون محيطاً بعلمه، كما توحي به بعض الآيات التي تقول: {يَسْألُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ انَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ الاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ الاَّ بَغْتَةً يَسْألُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ انَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّه وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاس لاَ يَعْلَمُونَ}[الأعراف: 187]، ونلاحظ ذلك في قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ ان تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101]، وفي بعض الأحاديث التي تقول: (سل تفقهاً ولا تسل تعنتاً).وفي الجانب المقابل، نجد أمامنا قول اللّه تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ ان كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ}[النحل: 43].وهكذا نستوحي الدور الإسلامي للسؤال الذي يجب ان يكون نافذة للمعرفة المتصلة بالعقيدة والعمل والحياة.
وكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يستجيب لكلّ ما يُوَجَّه اليه من أسئلة، فلم يكن ليضيق في الردّ عن أي سؤال مما يريد المسلمون معرفته، لأنه يشعر بأنَّ مهمته الأساسيَّة هي ان يعلّم النّاس الكتاب والحكمة في ما يجهلونه من شؤونهما المتصلة بحياتهم.ولكنَّه كان دقيقاً في الاجابة من موقع رسالته، فيختار الجواب الذي يتناسب مع حاجتهم، وان كان بعيداً عن النص الحرفي للسؤال، لأنَّ دوره هو دور الموجّه للسائل، فيوحي له من خلال الجواب بما ينبغي له ان يسأل عنه، لا بما يحبّ ان يعرفه.وهذا ما نستشعره من الجواب النبوي الذي علّمه اللّه لنبيّه صلى الله عليه وآله وسلم، فانه أجاب عمّن يلزمهم الانفاق عليهم من الوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل، بدلاً من الجواب عمّا سألوا عنه مما يلزمهم الانفاق منه من أنواع الطعام، فقد نلاحظ أنه مر بها مروراً خاطفاً، ولم يتوقف عند التفاصيل، فقد يكون الأساس في ذلك هو الايحاء اليهم بأنَّ نوع الطعام الذي يُقدّم ليس مشكلة تبحث عن حل، باعتبار أنه لا يُقدّم ولا يؤخر شيئاً في هذا المجال ما دام خيراً ونافعاً، بل القضيَّة هي نوعية النّاس الَّذين يتصدّق عليهم، من حيث علاقاتهم القريبة به الَّتي تجعل من صلته لهم صلة رحم، ومن حيث حاجتهم التي تجعل من صلتهم انفاقاً في حل المشكلة الاجتماعية، فاذا خلا الأمر عن هذين النحوين، أصبح شيئاً لا معنى له أو لا منفعة منه.ولذا كان التركيز الكبير على ذلك باعتبار أنه هو الخير، لأنَّ كون الانفاق خيراً لا يتَّصل بطبيعة المال الَّذي ينفقه الإنسان، بل يتَّصل بطبيعة الحالة أو المشكلة التي عالجها، والإنسان الَّذي أعانه.
======
وليشهدوا منافع لهم
الحج رحلة الروح والبدن، وهجرة الإنسان الى الله تعالى ووفادته عليه سبحانه.وهو هجر للأهل والمال والملذات واحتمال المتعب والمشاق والعناء حبا لله وشوقا اليه واستجابه لندائه {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق} الحج/27. الحج عبادة يشترك في أدائها عناصر متعددة يشترك فيها الجسم والمال وتساهم فيها النفس والمشاعر لذا كان الحج عبادة مالية بدنية يتعبد فيها الإنسان عن طريق بذل المال والجهد واحتمال المشاق والمتاعب قربةً الى الله سبحانه واظهار للعبودية الخالصة له وتأكيدا للتحرر من كل قوة عداه سبحانه وتعالى.الحج عبارة عن مجموعة من المناسك والشعائر وجملة من الأفعال والأقوال تنظم جميعها في أطر زمنية ومكانية محددة لتجسد بمجموعها معنى تعبديا وعملا تربويا يساهم في بناء شخصية المسلم ويعمل على اعادة تنظيمها وتصحيح مسارها في الحياة ويسدد وجهتها ومسارها الى الله تبارك وتعالى.فعبادة الحج بصيغتها العامة من الأقوال والأفعال التعبدية التي يمارسها الحاج توحي للنفس بمعان كثيرة فتشعرها بجلال الموقف وروعة الخشوع والعبودية لله سبحانه وتزرع فيها مكارم الأخلاق وتقودها الى استقامة السلوك وحسن المعاشرة ففي كل فعل ونداء ومناجاة في مناسك الحج رمز يوحي الى النفس بمعنى وأداء يعبر عن سر وغرض تستوحيه النفس في تعاملها معه.فالاحرام والتلبيه والطواف والسعي والوقوف بعرفات والمشعر الحرام ورمي الجمرات كلها أفعال ذات مغزى ومشاعر ذات معنى يجب ان يحسها الحاج ويتمثل معانيها.والحج الى جانب كونه عبادة وتقربا الى الله سبحانه فان فيه منافع اجتماعية وفوائد ثقافية واقتصادية وسياسية وتربوية تساهم في بناء المجتمع الإسلامي وتزيد في وعيه وتوجيهه وتساهم في حل مشاكله وتنشيط مسيرته ففي الحج يشهد المسلمون أروع مظاهر المساواة والتواضع والأخوة الإنسانية، فبلباس الاحرام يحس الجميع بوحدة النوع الإنساني وبالأخوة والمساواة، وفي الحج يستشعر المسلمون وحدة الأرض ووحدة البشر وفي الحج يلتقي المسلمون فيتذاكرون شؤونهم ويتشاورون في أمور حياتهم وعقيدتهم ويتبادلون الخبرات والتجارب والآراء والعادات الحسنة ويتعرف بعضهم على مشاكل البعض ويطلع بعضهم على رأي البعض ويتعرض بعضهم على أخبار البعض فيزداد الوعي وتنمو المعرفة وتشحذ الهمم من أجل الاصلاح والتغيير والاهتمام بشؤون الأمة والعقيدة فتخطط المشاريع ويفكر في الأعمال وتؤسس المراكز الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ويستعين بعضهم بالبعض الآخر وكأنهم جسد واحد وروح واحدة.وفي الحج اعداد وتربية لسلوك الفرد ونوازعه فيتعود الحاج الصبر وتحمل المشاق وحسن الخلق ويتعود على الألفة والتعارف وتنمو لديه الروح الاجتماعية وتتهذب ملكاته الأخلاقية فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام: { ان الله خلق الخلق...وأمرهم بما يكون من أمر الطاعة في الدين ومصلحتهم في دنياهم فجعل فيهم الاجتماع من الشرق والغرب ليتعارفوا وليتزع كل قوم من التجارات من بلد الى بلد ولينتفع بذلك المكاري والجمال ولتعرف أثار رسول الله صلى الله عليه وآله وتعرف أخباره ويؤثر ولا يئس.....}. وهكذا شاء الله ان يكون الحج محرابا للعبادة وموسما للتربية والتوجيه ومجالا للمنفعة وتحقيق المصالح الاجتماعية للإنسان.
عمار كاظم
amak_14@yahoo.com
=======
أشبه الناس بالنبي
عن النبي الكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ألا أخبركم بأشبهكم بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أحسنكم خلقاً، وألينكم كنفاً، وأبركم بقرابته، وأشدكم حُباً لاخوانه في دينه، وأصبركم على الحق، وأكظمكم للغيظ، وأحسنكم عفواً، وأشدكم من نفسه انصافاً في الرضا والغضب.
أشبه الناس بالنبي
من عذر ظالماً بظلمه سلط الله عليه من يظلمه، فان دعا لم يستجب له..الإمام جعفر الصادق عليه السلام.
======
رائعة أمير المؤمنين علي
الخطبة القاصعة - القسم الثالث
فَاحْذَرُوا، أَلاَ وَقدْ أَمْعَنْتُمْ فِي الْبَغْيِ، وَأَفْسَدْتُمْ فِي الاَْرْضِ، مُصَارَحَةً لله بِالمُنَاصَبَةِ، وَمُبَارَزَةً لِلْمُؤْمِنِينَ بِالُمحَارَبَةِ.فَاللهَ اللهَ في كِبْرِ الْحَمِيَّةِ، وَفَخْرِ الْجَاهلِيَّةِ! فَانَّهُ مَلاَقِحُ الشَّنَآنِ، وَمَنَافِخُ الشَّيْطانِ، اللاِتي خَدَعَ بِهَا الاُْمَمَ الْمَاضِيَةَ، والْقُرُونَ الْخَالِيَةَ، حَتّى أَعْنَقُوا فِي حَنَادِسِ (اختفوا في ظلام) جَهَالَتِهِ، وَمهَاوِي ضَلاَلَتِهِ، ذُلُلاً عَنْ سِيَاقِهِ، سُلُساً فِي قِيَادِهِ، أَمْراً تَشَابَهَتِ الْقُلُوبُ فِيهِ، وَتَتَابَعَتِ الْقُرونُ عَلَيْهِ، وَكِبْراً تَضَايَقَتِ الصُّدُورُ بِهِ.
ألاَ فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ سَادَاتِكُمْ وَكُبَرَائِكُمْ! الَّذِينَ تَكَبَّرُوا عَنْ حَسَبِهِمْ، وَتَرَفَّعُوا فَوْقَ نَسَبِهِمْ، وَأَلْقَوُا الْهَجِينَةَ (الفعل المستهجن) عَلَى رَبِّهِمْ، وَجَاحَدُوا اللهَ مَا صَنَعَ بِهمْ، مُكَابَرَةً لِقَضَائِهِ، وَمُغَالَبَةً لآلائِهِ(نعمه)، فَانَّهُمْ قَوَاعِدُ أَسَاسِ الْعَصَبِيَّةِ، وَدَعَائِمُ أَرْكَانِ الْفِتْنَةِ، وَسُيُوفُ اعْتِزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ (التفاخر).
فَاتَّقُوا اللهَ وَلاَ تَكُونُوا لِنِعَمِهِ عَليْكُمْ أَضْدَاداً، وَلاَ لِفَضْلِهِ عِنْدَكُمْ حُسَّاداً، وَلاَ تُطِيعُوا الاْدْعِيَاءَ الَّذِينَ شَرِبْتُمْ بِصَفْوِكُمْ كَدَرَهُمْ، وَخَلَطْتُمْ بِصِحَّتِكُمْ مَرَضَهُمْ، وَأَدْخَلْتُمْ فِي حَقِّكُمْ بَاطِلَهُمْ، وَهُمْ أَسَاسُ الْفُسُوقِ، وَأَحْلاَسُ الْعُقُوقِ (ملازمو)، اتَّخَذَهُمْ ابْلِيسُ مَطَايَا ضَلاَل، وَجُنْداً بِهمْ يَصُولُ عَلَى النَّاسِ، وَتَرَاجِمَةً يَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ، اسْتِرَاقاً لِعُقُولِكُمْ، وَدُخُولاً فِي عُيُونِكُمْ، وَنَفْثاً فِي اسماعِكُمْ، فَجَعَلَكُمْ مَرْمَى نَبْلِهِ، وَمَوْطِئ قَدَمِهِ، وَمأْخَذَ يَدِهِ.
فَاعْتَبِرُوا بَمَا أَصَابَ الاَْمَمَ المُسْتَكْبِرِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنْ بَأْسِ اللهِ وَصَوْلاَتِهِ، وَوَقَائِعِهِ وَمَثُلاَتِهِ، وَاتَّعِظُوا بِمَثَاوِي خُدُودِهِمْ، وَمَصَارعِ جُنُوبِهِمْ، وَاسْتَعِيذوا بِاللهِ مِنْ لَوَاقِحِ الْكبْرِ، كَمَا تَسْتَعِيذُونَهُ مِنْ طَوَارِقِ الدَّهْرِ، فَلَوْ رَخَّصَ اللهُ فِي الْكِبْرِ لاَِحَد مِنْ عِبَادِهِ لَرَخَّصَ فِيهِ لِخَاصَّةِ أَنبِيَائِهِ وَأَولِيائِهِ، وَلكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَرَّهَ الَيْهِمُ التَّكَابُرَ، وَرَضِيَ لَهُمُ التَّوَاضُعَ، فَأَلْصَقُوا بِالاَْرْضِ خُدُودَهُمْ، وَعَفَّرُوا فِي التُّرَابِ وُجُوهَهُمْ، وَخَفَضُوا أَجْنِحَتَهُمْ لِلْمُؤمِنِينَ، وَكَانُوا قَوْماً مُسْتَضْعَفِينَ، قَدِ اخْتَبَرَهُمُ اللهُ بالْمَخْمَصَةِ، وَابْتَلاَهُمْ بِالْمَجْهَدَة، وَامْتَحَنَهُمْ بِالْمَخَاوِفِ، وَمَخَضَهُمْ بِالْمَكَارِهِ، فَلاَ تَعْتَبِرُوا الرِّضَى وَالسُّخْطَ بِالمَالِ وَالْوَلَدِ جَهْلاً بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ، وَالاِْخْتِبَارِ فِي مَوَاضِعِ الْغِنَى وَالاِْفْتِقارِ، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ: {أَيَحْسَبُونَ ان مَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَال وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لاَ يَشْعُرُونَ}، فَانَّ اللهَ سْبْحَانَهْ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ.
أخبار ذات صلة
منتقى الجمان
منتقى الجمان
منتقى الجمان
التعليقات الأخيرة
All Comments
Please enable JavaScript to view the
comments powered by Disqus.
comments powered by
Disqus
أكثر المواضيع مشاهدة
«التمييز» ترفض وقف تنفيذ إغلاق «الوطن»
فيديو - العصفور: التزمنا بالقرار الإداري لـ«الإعلام» وأدعو الجميع لمشاهدة افتتاحية قناة «المجلس»
أماني بورسلي: كنا نريد دعماً حكومياً لـ«قناة الوطن»
المحامي حسين العصفور: أيادٍ خفية تعمل من أجل إغلاق «الوطن» !
الاستئناف تلغي حكماً لمرزوق الغانم ضد قناة «الوطن»
إحنا مضربين نبي حقوقنا
المكافحة: ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدرة ومؤثرات عقلية
عدسات لاصقة تُفقد فتاة بصرها.. والأطباء يحذرون من كارثة صامتة
الكويت تبحث مع الأمم المتحدة جهود حماية المرأة وتعزيز التشريعات ضد العنف
إسكان المرأة تدعو المواطنات ممن لديهن طلب مسكن مؤجر من سنة 2010 وما قبل لتحديث بياناتهن
Tweets by WatanNews
!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
90.0172
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
Top