فنون  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

تعاون بين المعهد الفرنسي وشركة السينما الكويتية

الفنان الفرنسي «The Artist» فيلم يمنح روحك الدهشة والمتعة الفنية والثراء البصري.

2012/10/18   09:29 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
الفنان الفرنسي «The Artist» فيلم يمنح روحك الدهشة والمتعة الفنية والثراء البصري.



تكرار التصوير للزوجين على نفس سفرة الطعام بأزياء مختلفة تشير الى زمن متغير في مكان لا تتغير فيه العواطف

الفيلم يتأرجح بين الكوميديا والتراجيديا الانسانية المظلمة دون استدراج مبالغ لعاطفة الجمهور أو الاستخفاف بذكائهم

تخلى عنه المنتج وزوجته أمهلته أسبوعين ليخرج من البيت بعد أفول نجوميته

الـ «كلب» الصديق كان معادلاً موضوعياً رائعاً في فن التعبير الجسدي

رؤية ليلى أحمد:

كانت لحظات من الصفاء والمتعة الفنية والثراء الفكري والنفسي الذي منحه لي الفيلم الفرنسي الفنان The Artist»» الحاصد خمسة اوسكارات في العام الماضي 2011.
قدم الفيلم – الفنان - في اطار فعاليات مهرجان الافلام الفرنسية الذي اقيم في مول 360 في شراكة تعاون مثمرة بين المعهد الفرنسي التابع للسفارة الفرنسية وشركة السينما الكويتية التي كانت وما زالت تشرع ابواب دور عرضها السينمائية أمام كل جديد.. وامام تعددية الرؤى المختلفة.
» ذي آرتيسيت» ربما يعطي علامات تشير الى ان الفن يصل الى العالمية ايا كان منطلقه، لا تحكمه خريطة سياسية، ولا انتماءات صغيرة، تحسب على جهة ما، فالفن الراقي الذي يقدم قيمة انسانية في اطار رؤية بصرية مذهلة تصل الى وجدان كل متلقي في صالة العرض، ويحبه الجمهور، أيا كان البلد الذي يعرض به الفيلم.. له الحق في انتزاع الاوسكار.
كما يشير الى ان الامريكان الذين آزروا فوز فيلم «ذي آرتيست» وقعوا في غرامه، لم يقولوا بعنصرية بليدة.. كيف يغلبنا الفرنسيون بالضربة القاضية، فالفن لا يلغي جهد وكفاءة المبدع الاخر خارج امريكا.. انما هو يشكل دعما لمهرجان الاوسكار السينمائي الذي وصل عمره لأكثر من سبعين عاما، وهو الناصر لكل عمل ابداعي خلاق.
الفيلم يحكي قصة جورج فالنتاين (أدى دوره باقتدار عال الممثل الفرنسي جان دوجردان وحصد اوسكار افضل ممثل) نجم أفلام السينما الصامتة في هوليوود في الفترة من 1932-1927 وقد يشير الى الامريكي شارلي شابلن، ودبليو غريفيث، ديميل وهوارد هوكس وسيسيل بي،.. وهم نجوم السينما الصامتة، والذين انتهوا بعد اكتشاف السينما الناطقة وهو حال نجم «ذي آرتيسيت» فالنتاين – يشير اسمه الى الحب الذي يقدمه بجرعات عالية في أفلامه الصامتة – فبعد سنوات من النجومية الساحقة والكبيرة والمتفردة، تدخل الى حياته بمحض الصدفة امرأة من معجباته واسمها بيبي ميلر (بيرينيس بيجو) وتحدث هزات ارضية ليست في حياته فحسب بل في واقع هوليود كله، من خلال دخول تقنيات الصوت على السينما.
لقاؤهما الأول أمام عدسات الكاميرات، جعل صورتهما تتصدر الصفحة الأولى في اهم صحيفة آنذاك، فلم يتم طرح اسئلة حول فيلم فالنتاين الخامس الجديد انما عن هوية الفتاة المجهولة.
بيبي العاشقة لعالم الفن تؤدي دور راقصة في أحد أفلام فالنتاين الجديدة، ما يوحي بملامح علاقة عاطفية خفية بينهما، فهي ذات شخصية لم تغادر دهشتها وطفولتها ويرى بعينيها بريق الاعجاب وهو ما يأسره خصوصا في ظل البرود والروتين اللذين يعيشهما مع زوجته، غير ان دخول تقنية الصوت على السينما ورفض فالنتاين المشاركة فيها يولد موتا بطيئا لمسيرته المهنية، ففي الدخول لدهاليز شخصيته ربما نبرر رفضه بسبب كبريائه..وسنوات نجوميته وماتخلقه من عناد يجعله غير قابل للتطوير.

ابداع

مع بزوغ موهبة بيبي ميلر ومواكبتها للسينما الحديثة، تتحول حياة فالنتاين الى كابوس، وعزلة ووحشة، ولا يفهم سر الايقاع السريع والمتحول في الحياة من حوله، يطالبه المنتجون ان «ينطق كما تنطق الناس في الشارع» وهو لا يريد...الاجيال الجديدة تتعاقب فيما هو واقف بثبات على الارض متمسكا بـ «ثوب» نجومية انتهت و..اهترأت.
فنية عالية مصاغة بعدسة فنان له رؤية ابداعية فذة قادر على توصيل الهواجس الانسانية بشكل بصري، من خلال كاميرا تتابع رنة كعب الفرشاة على الطاولة وتسمع صوت ارتطام الاشياء الاخرى، بما فيهم ريشة تطير ويدوي سقوطها على الارض صوتا ما، يحاول فالنتاين النطق، أو حتى الصراخ فلا يخرج صوته وهي اشارة فنية بالغة الجمال تشير الى فقدانه «القدرة» على التعبير وسط عالم...كل من فيه، وما به له صوت!.

صلاحية البهجة

الفيلم يبدأ مبهجا، في بداياته بخفة حركة الممثل الفرنسي جان دوجردان وايقاع العرض المتواتر اللاهث والسريع، يأخذنا الى فترة الربع الأول من القرن الماضي، بكل تفاصيله وأجوائه، حتى نصبح جزءا من المكان والملامح الزمنية لتلك الفترة.
وبنفس الحساسية الفنية ينقلنا الى غصة فنان أفل نجمه ويعيش حالة من الاغتراب النفسي والعزلة الاجتماعية حين ينفض عنه كل من حوله بما فيهم زوجته التي أمهلته اسبوعين ليخرج من البيت...الصحيح ان استغراقه في صناعة نجوميته جعله يهملها كثيرا وهي كانت راضية، الا انها حين شعرت بظهور سينما جديدة. .تتخلى عنه كما تخلى عنه منتج أعماله السينمائية، الذي اعتبره منتهي الصلاحية، وكان كلبه المنزلي معادلا موضوعيا رائعا في التعبير الجسدي...

حواس

سيناريو مكتوب بحرفية فنية عالية، شديدة السطوع يتناغم فيه تكلفة انتاج الفيلم التي بلغت 15 مليون دولار، مع اللونين الاسود والابيض الطاغي، ولوكيشن التصوير في دار عرض سينما بدايات القرن الماضي، وحضور المجاميع الضخمة – جمهور صالة السينما- بأزيائهم ومكياجهم وشنبات الرجال لتلك الفترة، للحظة تعتقد ان هذه الكادرات السينمائية من ارشيف السينما الفرنسية، بسبب طبيعة وشكل ونوع التصوير الذي استند على الكلاسيكية الفرنسية، الا انها بالنهاية هي حرفية المخرج ميشيل هازانفيسيوس.
كل حواسك كمشاهد تبقى مع الفيلم تعيش احداثه، بلغة صامتة وموسيقاه التصويرية، وحركة الكاميرا والجسد، والاداء التمثيلي الصامت «البانتوماييم» وهدير الريح وثلوج متراكمة في الشوارع لموسم الشتاء ورائحة حريق أثاث بيته الشخصي وحريق قلبه كل هذا يصل لحواسنا حيث نحن أيا كانت لغتنا....ما هذه الروعة.

اخراج

واحدة من أجمل مشاهد الفيلم، لاظهار مشاعر الملل والسأم بين الزوجين، وبدون كلام، فأثناء تناول البطل لطعامه تجلس قبالته زوجته، يظهر تكرار نفس اللقطة في نفس المكان أمام نفس سفرة الطعام، بأزياء مختلفة للاثنين، عدة كوادر الواحدة تلو الاخرى، لتشير الى اوقات وزمن متغير في ظل «ثبات» العواطف بين الزوجين..تكرار التصوير للزوجين يشير الى زمن متغير في مكان ماتت به العواطف...ياسلام.
كافة حواسك كمشاهد للفيلم تلتحم في تاريخ السينما الصامتة وأدواتها الفنية عبر لغة الجسد والتلميح بالاشارة والتواصل بالعينين بين البشر، وما يصاحب ذلك من «افيكتات» لأصوات الاشياء القديمة والادوات والاجهزة المستخدمة آنذاك.يشوبك حنيين ما، فتهدي شارلي شابلن ورفاقه أحلى تحياتك وعظيم تقديرك لهم.

سينما خالصة

وكما بدأ الفيلم بخفة ظل عالية وبايقاع سريع وعناية مهتمة بالتفاصيل، أخذنا من ايدينا الى بهجة الختام، بعد ان وافق بطل السينما الصامتة فالنتاين ان يشارك النجمة بيبي ميلر الرقص في فيلمها الجديد، فعاد اليه السطوع وانتشلتة امراة من السقوط في براثن الانتحار.
فيلم «The Artist» مذهل نقلنا لحقبة الأفلام الصامتة لنلمس مفاتيح قوتها كفترة مؤسسة للسينما، أراد ان يقدم لنا جرعات فن وفكر ومتعة خالصة عالية تجلت فيها العفوية والحيوية النابضة بالحياة، وبكاميرا مرحة سرعان ما تأرجحت بين الكوميديا والتراجيديا الانسانية المظلمة، دون استدراج مبالغ لعواطفنا كجمهور ودون الاستخفاف بذكائنا، انها سينما خالصة تمنح أرواحنا الدهشة والمتعة الفنية والثراء البصري.
< شكرا للمعهد الفرنسي الفتي وللسفارة الفرنسية لهذه التحفة الرائعة.
< شكرا شركة السينما الكويتية..لقد أمتعتوننا.


أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
104.0116
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top