مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

آن الأوان

قبل لا يرجع بو راشد الهند

د.عصام عبداللطيف الفليج
2012/10/17   11:20 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image



دخل الديوان رجل كبير السن ذو ملامح هندية شكلا ولبسا، لم يعرفه أحد من الجالسين سوى الكبار الجالسين في الزاوية الذين رحبوا به ترحيبا شديدا ذا دلالة على علاقة قديمة، فعرف الشباب أنه قريبهم بو راشد، الذي عمل فترة طويلة في الهند ممثلا لأسرته في التجارة منذ الأربعينات، والذي تأقلم على وضعه وفضل البقاء هناك والعيش ببساطة، بعيدا عن المشاكل والأزمات، وهو يزور الكويت كل بضع سنوات، وله 3 زوجات وعشرات الأبناء والأحفاد الذين عاد معظهم للكويت، وبقي بعضهم معه.
سأل بو راشد كبار الديوانية عن الأوضاع في الكويت، حيث لا يصله سوى الأخبار المشوهة، ولأنه مازال معتمدا على الراديو في تتبع الأخبار، وأراد ان يطمئن على بلده، أملا في العودة والاستقرار فيها بعد هذا العمر، فشرحوا له الأحداث وحل مجلس الأمة وساحة الارادة والقبيضة.. وغير ذلك.
ففتح فاهه متسائلا: طيب وين أهل الديرة.. وين رجالات الكويت الأولين؟ قالوا له: هيه يا بو راشد. .تغيرت الأوضاع من حال الى حال، راح السياسيون الأولون أمثال مؤسسي المجلس، وتغير البعض بالفلوس، وصار عندنا بهالطريقة عشرات المليونيرية! وتقسمت التيارات السياسية، وصار عندنا أكثر من 20 تيارا، حقيقيا وشكليا، وهذا بلا شك يضعفها ما يقويها.
سأل مستغربا بسليقته: ومنين طلعوا هذوله؟! ردوا عليه: يا خوك صار عندنا ناس كبار يسمونهم متنفذين، كل واحد ينسق مع نائب أو أكثر يوجهه بالريموت، سب فلان وهاجم علان، واستجوب هالوزير – اللي ما مشى معاملتي أو مناقصتي – لدرجة أنه أحيانا يصوت ضد مصلحة الشعب وضد مصلحة الوطن!.ونزل مرشحين شكليين لتشتيت الأصوات، وحط له اللي يسمونهم ناشطين سياسيين يصرحون كل ما صار الهوا ضده.لا.. والحين حطولهم موظفين يكتبون عنهم التصريحات، وينشرونها بالصحف والفيسبوك والتويتر، واذا صار التصريح حامض قالوا خطأ مطبعي، أو ما يمثلنا!.
سأل: طيب..وين التجار، وين الاعلام اللي يملكونه؟ قالوا: التجار منهم اللي صامد على شغل أول، وهذوله يعرقلون شغلهم اذا شدوا، ومنهم اللي تراخى أو سكت علشان تمشي أمورهم، ما ينلامون.. صاروا مثل بلاع الموس. أما الاعلام فما صار له ضابط، فزادت الصحف والقنوات، وكل متنفذ عنده وسائل إعلامه، وما صار عند بعضهم سقف للنقد، تطاولوا على أهل الكويت وقبائلها، وتطاولوا على شيوخها ورموزها، وأثاروا النعرات الطائفية اللي ما كنا نعرفها.
قال متعجبا: الأولين راحوا، والتيارات السياسية تشتت، والتجار تفككوا، والاعلام تغير، زين..وين الشيوخ؟!.
فأخرجوا جميعا الزفرات الممزوجة بالآهات، وقالوا: هذولة عشمنا يا بوراشد، وهم ذخرنا، لكنهم لما دخلوا المعمعة لضبط الأمور، صاروا جزء من الحدث، والتطلعات كبيرة، والمنافسة شديدة. لكن اللي شايل الهم كله هو العود عسى الله يعينه، وكل الناس تشتكي له، شيوخ وتجار وأعيان ورموز وتيارات سياسية وعلماء وقبائل، وما تلقى منه الا الابتسامة وسعة الصدر، وجزاه الله خيرا يقر بوجود الأخطاء ويأمر باصلاحها، وبكل كلماته دعوة للاصلاح والاهتمام بالشباب والتنمية والاقتصاد والتعليم والصحة، لكن يبي اليد الثانية اللي تعينه، لأن يد واحدة ما تصفق.
نظر اليهم بو راشد نظرة حزن، وقال مع زفرة ألم واحباط: توقعت لما رجعت ان الأوضاع صارت أحسن، خصوصا بعد التحرير، لكني ما سلمت حتى على طمام المرحوم، وصار الوضع أصعب من الأول، وما أدري شلون بتستمر كويتنا اذا الكل هالنمونة، كله متهاوشين ومتناجرين، واذا ما لقينا شي سبينا بعض وطلعنا فضايحنا، لكن تدرون شلون..خلوني أرجع الهند بعيد عن هالحوسة ما دام ما لنا كلمة ولا رأي ولا حشيمة، بعد كل اللي سويناه علشان ديرتنا وعيالنا، وترى هالخير اللي احنا فيه أسسناه بسواعدنا، وكان فضل الله كبير علينا، وعسى الله يحفظ هالديرة من اللي ببطنها، لأن علتها باطنية.
٭٭٭
«هناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروة قوته، ويبلغ الحق فيها أقصى محنته، والثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول». الشيخ محمد الغزالي.
د.عصام عبداللطيف الفليج
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
1899.9924
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top