مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

بقعة ضوا

تمشكلت الديموقراطية فينا

عزيزة المفرج
2012/10/07   11:20 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 0/5
writer image

الشعب الكويتي أثبت بالدليل القاطع أنه لا يعرف كيف يختار نوابه


الكلام الذي صرنا نسمعه بين آن وآخر هو ان البعض من أبناء أسرة الحكم غير مقتنعين بالديموقراطية، ويعتبرونها خطئا استراتيجيا ما كان يجب ان يقعوا فيه، فاذا افترضنا جدلا ان رأى الشيوخ هذا حقيقي، وأنا لست ممن يقولون بذلك، فسوف نجد ان رأيهم هذا يحمل بعض الوجاهة، فما تعانيه الكويت من مشاكل مرتبطة بالبرلمان، وما نمر فيه من منعطفات طوال سنوات، خير دليل على ذلك. تخيل ان تعطي ابنا من أبنائك سيارة حديثة وقيّمة لكي يقضي بها مشاويره، ويؤدي بواسطتها أشغاله، وأيضا يساعدك في انجاز بعض أمورك وأمور بيتك اذا احتجت اليه، فيأتي هو ويخيب بأنانيته ظنّك، ويحطم بنرجسيته رجاءك، ويستخدمها بشكل سيئ، فيقودها بتهور، ويتجاوز فيها الاشارة الحمراء، ويهدد بها أرواح مستخدمي الطرق، ويصدم بها سيارات ومركبات الآخرين، ويدخل بها في الحيطان وأعمدة الانارة، ويكسّرها ويخرّبها، ويتحدى بمخالفاته رجال الأمن، واذا نبّهه أحد لأخطائه طلع له لسانه استهزاء كما يفعل الأطفال الصغار، فماذا بظنك ستفعل. الديموقراطية بحد ذاتها فكرة راقية، وتوجه جميل مطلوب من الجميع لما فيه من حرية واحترام للفرد، وما يعتري الممارسة الديموقراطية من أخطاء يرجع الى أحد ثلاثة عوامل، الشعب أو النواب أو السلطة، وبالنسبة لنا في الكويت الثلاثة هم سبب مشكلاتنا. الشعب الكويتي، من بعد سنة التسعين، أثبت بالدليل القاطع أنه لا يعرف كيف يختار نوابه، وفي الأغلب الأعم يختار الشيعي شيعيا مثله، والقبلي اختياره سيكون لنائب من نفس قبيلته، ويرشح الاخونجي اخونجيا من نفس حزبه، ويلجأ السلفي لسلفي مثله، والحضري لا يختلف عن هؤلاء في توجهاته، والكل متحصن بجماعته، لا يرى الخير الا فيها، أما الشر والأذى فهو عند الآخرين، وأبشع هؤلاء جميعا، البائع لصوته. هذا الاختيار السيئ أتى بنواب يعتبرون المجلس مصباح علاء الدين الذي يحققون بواسطته أهدافهم، ويبنون فيه أمجادهم المالية والشخصية على حساب الوطن وأحلامه ومستقبله، والشعب ومعيشته وتطلعاته. السلطة، من جانبها، مشاركة في الخطأ فمن ناحية رضيت ان تتخلى عن واجبها في فرض أسس العدالة والمساواة بين مواطنيها، و(شرّعت) الباب على مصراعيه للنواب لكي يطبقوها هم حسب رؤيتهم ومصالحهم، ورضيت بالتهاون وعدم تطبيق القوانين، وتركت القرعة ترعى ارضاء لهؤلاء النواب، ورضيت بسيطرة بعض الجماعات، وحدس على رأس القائمة، على المراكز والمناصب العليا في البلد، ورضيت بنظام المحاصصة في المناصب القيادية على حساب مبدأ الكفاءة والاخلاص في العمل، وغضت البصر عن الكثير من الفساد، كما استنكفت عن اتخاذ قرارات حاسمة في بعض الأمور، وجميع تلك الأشياء أدت الى ما نحن فيه من أزمات لا تنتهي. مشكلتنا في الكويت، حسب ما يرى كثيرون، ليست في عدم ايمان بعض الشيوخ بالديموقراطية، انما في عدم تطبيقهم للادارة الناجحة، ومتى ما لجأوا لذلك، فمن المؤكد أننا سنكون بخير.

عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
أخبار ذات صلة dot4line
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
430.0219
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top