مقالات  
نسخ الرابط
 
   
   
 
  A A A A A
X
dot4line

كلمة حق

العفو عند المقدرة شجاعة

عبدالله الهدلق
2012/10/05   11:31 م

شكرا لتصويت

التقيم التقيم الحالي 5/0
writer image

هذا التنازل منتهى الحلم وذروة الكرم وعظيم الأخلاق الحميدة


قرأت بياناً نشرته «الوطن» على صفحتها الأولى بتاريخ 2012/10/5 بعنوان «وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم» بامضاء الشيخين الفاضلين خليفة علي الخليفة الصباح وناصر علي الخليفة الصباح نيابة عن العاملين في «دار الوطن» و«تلفزيون الوطن»، يقرر التنازل عن المحكومين في قضية اقتحام «الوطن»، فأدركت ان المتنازلين عن حقهم والمؤثرين العفو عند المقدرة قد تخلقوا بأخلاق الانبياء الكرام وتأسوا بأفعالهم، فقد قال نبي الله يوسف عليه السلام لاخوته الذين غدروا به وحاولوا قتله ثم جاءوه معتذرين بعد ان آثره الله عليهم قائلين له: {تا الله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين}، فاجابهم نبي الله يوسف عليه السلام {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} سورة يوسف الايتان «91»، «92»، أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد خاطب عدداً من صناديد قريش الذين آذوه وحاربوه ثم جاءوه نادمين ومعتذرين يوم فتح مكة فقال لهم: «ماذا تظنون أني فاعل بكم؟!» قالوا: «خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم»، فعفا عنهم قائلاً: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
هكذا تكون أخلاق الانبياء وافعال الكرام، عفواً عند المقدرة، وصفحا عمن اساء اليهم، ورجاء فيما عندالله من الاجر والثواب، وليدخلوا ضمن من وصفهم الله بالمحسنين في قوله تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} سورة آل عمران، الآية رقم «134»، فحين يعفو الشيخان خليفة وناصر ابنا الشيخ علي الخليفة الصباح نيابة عن العاملين في «دار الوطن» و«تلفزيون الوطن» عمن اقتحم مبنى «الوطن» واتلف محتوياته وهدد العاملين فيه وأثار الفزع والرعب في نفوس الآمنين، ثم جاء معترفاً بخطئه ومقراً بذنبه ومعتذراً بعد الحكم عليه وحين يتنازل الشيخان عن حقوقهما وهما في أوج مقدرتهما فتلك لعمري قمة الشجاعة ومنتهى الحلم وذروة الكرم وعظيم الأخلاق الحميدة وغاية النبل والشرف.
لقد أعادنا هذا العفو من الشيخين الكريمين خليفة وناصر ابني الشيخ علي الخليفة الصباح وتنازلهما عن حقوقهما على الرغم من مقدرتهما وتمكنهما، اعادنا الى سماحة حاتم الطائي وحلم الاحنف بن قيس وجود معن بن زائدة الإيادي ووفاء السموأل وغيرهم من سادات العرب، ولا غرابة في ذلك، لأن الشيخين سليلا اسرة عربية كريمة توارثت المجد والكرم والسماحة والحلم والوفاء كابرا عن كابر والشيء من معدنه لا يستغرب.
أدعو الله أن ويفقهما الى معالي الأمور وجلائل الأعمال وأنبل المقاصد وأسمى الغايات.


عبدالله الهدلق
التعليقات الأخيرة
dot4line
 

!function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0], p = /^http:/.test(d.location) ? 'http' : 'https'; if (!d.getElementById(id)) { js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = p + "://platform.twitter.com/widgets.js"; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs); } } (document, "script", "twitter-wjs");
421.0075
 
 
 
إعلن معنا
موقع الوطن الإلكترونية – حقوق الطبع والنشر محفوظة
 
Top